عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

الكثير يتحدث عن تعرضه للظلم أيا كان نوعه! وحينما فكرت أى ظلم أتحدث عنه لأن الظلم أنواع، فلم أجد أفضل من سورة يوسف أسترشد بها للحديث عن الظلم ونهاية الظالم ونصرة المظلوم، فسورة يوسف بها آيات وعبر وحكم لكل سائل بالحياة، ففى حياتنا العديد من الأسئلة التى تبدأ بليه؟ والبعض لن يجد الإجابة والبعض لو تمعن سيجدها فى كتاب الله، فسورة يوسف بدأت بحلم وانتهت بحقيقة، فهذه رسالة لكل من لديه حلم بهذه الحياة ألا ييأس مهما طال الزمن، فلو أخذ بالأسباب وتوكل على الله لحقق ما يريد، السورة تحدثت عن غدر أقرب الناس لسيدنا يوسف وهم إخوته، فالله سبحانه وتعالى أخبرنا ألا تحزن إن غدر بك أقرب الناس إليك لذنب أنت لا يد لك فيه، وأراد أن يوصل رسالة إلينا أن نفوس البشر تختلف وهناك نفوس خبيثة ونفوس طيبة، وغدر أحدهم قد يكون بسبب مزاياك أو حب الناس لك مثلما أراد إخوة يوسف الخلاص منه بسبب حب أبيهم له، فأحياناً الناس تعاديك لمجرد حب الآخرين لك، ولكن برغم ذلك أراد الله أن تصل رسالة لكل شخص محاط بأشخاص يدبرون له السوء دائمًا بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله وإرادة الله أقوى من إرادة البشر، فالله وحده الضار النافع قادر على أن يحوّل الضُر إلى نفع، فحوّل تدبيرهم السيئ لنفع يوسف وتسخير أعدائه لمساعدته وتحقيق مشيئة الله، فلولا إلقاؤه فى البير لما تم بيعه كعبد حتى أصبح عزيز مصر! فالعبرة لا بمشيئتك ولا بمشيئة خصومك ولكنها مشيئة الله تعالى، فكل ما حدث إرادة الله، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة التى بها الخير المطلق، كما أعطت إجابة لكل شخص لديه مبادئ وقيم وأخلاق تربى عليها بألا يتخلى عنها بتغيير الزمان والمكان، فالعبرة أن نستنبط من قصص الأنبياء والرسل الحقائق، وأن نستنبط منها القوانين، وأن تكشف لنا حقائق نهتدى بها فى حياتنا، ففى عملك إذا دعيت إلى معصية، إلى كسب حرام، إلى غضب الله قُل: معاذ الله، ففى الحياة قد نتعرض للعديد من الاختبارات التى يختبر الله بها مدى صدق إيماننا فيمتحننا، والعبرة بألا ننجو من الامتحان أو الابتلاء بل أن ننجح فيه، وسوف تشاهد مغريات أمامك؛ فتجد الظالمين يعلون، وقد تشعر أنهم انتصروا عليك وقد تشعر أنهم استطاعوا أن ينهبوا حقك، ولكن العبرة بالنهاية، فسوف تكتشف أن الله جعل فى ضرهم وظلمهم لك نصرك، أما عن الظلم الذى تعرضت له بسبب حفاظك على قيمك ومبادئك التى تربيت عليها وخوفك من الله كما حدث مع سيدنا يوسف وزجه فى السجن ظلم، ففى النهاية سوف تنتصر مهما طال الظلم، فأحيانًا البعض يستغل سلطته ونفوذه ولا يعلم بأن الله المعز المذل، وسوف يجعل الله الظالم والمتكبر آية للجميع فستشاهد من أخذته العزة بالإثم فى القاع ليخبرك الله أنه أكبر من كل شيء، فقد كان يوسف صغيراً، ألقوه فى الجب، بقسوة بالغة دفعوه دفعاً، وحينما مرت الأيام والليالى وقفوا أمامه أذلاء، وهنا يتبين لنا أن أحيانًا ينتصر الله لك من عدوك أو ممن آذاك ليس بسحقه بل بنصرك عليه وعلو شأنك ومكانتك، فى المقابل يظل عدوك ومن ظلمك بمكانه ولا يحرك ساكنًا وهذا أكبر نصر لك، وتذكر إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك.

عضو مجلس النواب