رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

عاصرت العديد من المدارس فى الإدارة سواء على مستوى رؤساء الوزراء أو الوزراء وكبار المسئولين، وذلك من خلال وجودى داخل مطبخ الحكومة محررا لشئون مجلس الوزراء على مدار 17 عاما.. اقتربت من مدرستين الأولى تؤمن بالتجديد والتغيير وكان رائدها المرحوم الدكتور كمال الجنزورى وكان من أبرز الوزراء المؤمنين بهذه الاستراتيجية المهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق.. أما المدرسة الثانية فكانت تؤمن بضرورة الحفاظ على الأوضاع القائمة خوفا من التغيير وكان رائدها المرحوم الدكتور عاطف عبيد وكان من أبرز وزرائها الوزراء القدامى مثل المهندس سليمان متولى وزير النقل والمواصلات الأسبق والمهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق رحمة الله عليهما.

كان لكل مدرسة وجهة نظرها.. فالأولى كانت تؤمن بضرورة التجديد وتغيير الدماء من أجل دفع عجلة التنمية، والثانية كانت تؤمن بالحفاظ على القيادات إلى أبعد مدى للاستفادة من الخبرات المتراكم من الناحية.. وضمان الاستقرار من ناحية أخرى.

وعلى الرغم من أن المرحوم الدكتور عاطف عبيد حاول أن يقنعنى بمبررات المدرسة التى ينتمى إليها، إلا أننى كنت أميل لمدرسة الجنزورى وطلعت حماد رحمة الله عليهما وهى مدرسة تجديد الدماء فى دولاب العمل الحكومى.

ويبدو أن فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب ينتمى إلى المدرسة التى تعتمد على استيراتيجية تغيير الدماء وهو ما ظهر واضحا فى جامعة الأزهر العريقة الشهور الماضية.

وعلى الرغم من قناعتى بأن الأزهر - جامعا وجامعة - ينبغى أن تكون ضمن مدرسة الحفاظ على الاستقرار والاستفادة من الخبرات والتجارب والقامات التى تزخر بها.. إلا أن السياسة الجديدة التى يسير عليها الإمام الأكبر ربما تدحض تلك النظرية.

وأعترف أن قناعتى بضرورة الحفاظ على الأوضاع كما هى عليه فى الأزهر نابع من التجربة التى عاصرتها داخل تلك الجامعة العريقة عندما كنت مندوبا لجريدة الوفد بالجامعة فترة رئاسة المرحوم الدكتور عبد الفتاح الشيخ وكنت وقتها محررا تحت التمرين.

حقيقة كان الدكتور عبد الفتاح الشيخ من القيادات النادرة.. فأنا أعتبره صاحب مدرسة عريقة فى الإدارة وأعتبره أيضا واحدا من الرموز الذين تركوا بصمة كبيرة داخل الجامعة ونجح فى النهوض بها إلى القمة بعد فترات تدهور كبيرة.

وليس مجاملة لفضيلة الإمام الأكبر فقد كانت رئاسته للجامعة متميزة، وأيضا حافظت الجامعة على قوتها فى عهد الدكتور أحمد عمر هاشم أمد الله فى عمره بفضل وجود الدكتور محمود عبد الستار أمين عام الجامعة فى ذلك الوقت والذى كان يدير الجامعة ببراعة.

واليوم تمضى الجامعة على طريق تجديد الدماء والدفع بقيادات جديدة، فقد خرج الدكتور محمد المحرصاوى بعد انتهاء فترة رئاسته للجامعة وذلك منذ شهور، وأعقبه خروج الدكتور محمد الأمير نائب رئيس الجامعة للوجه البحرى لبلوغه سن المعاش منذ أيام، ودفع الإمام الأكبر بالدكتور سلامة داود عميد كلية اللغة العربية السابق بإيتاى البارود لرئاسة الجامعة، وكلف الدكتور محمد فكرى نائب رئيس الجامعة لفرع البنات بالإشراف على فرع وجه بحرى وذلك منذ أيام قليلة، هذا بجانب تغيير عدد كبير من العمداء فى مختلف كليات الجامعة خلال الفترة الماضية بعد انتهاء فترة توليهم المنصب طبقا لاستيراتيجية تجديد الدماء التى ينتجها الدكتور أحمد الطيب، واليوم وبعد مرور فترة ليست بقصيرة على هذا النهج نستطيع أن نقف على تقييم هذه التجربة داخل واحدة من أقدم جامعات العالم وذلك فى المقال القادم إن شاء الله.