رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الرائع أن تهتم الدولة بالثقافة والفنون فتبنى لها مدينتين إحداهما فى العاصمة الإدارية الجديدة والأخرى فى مدينة العلمين، وهو أمر يدعو إلى الاهتمام والالتفات، ففى خضم المشاكل الاقتصادية وحالة الحراك السياسى والاجتماعى الذى تعيشه مصر فى هذه الآونة نجد الدولة تولى اهتمامًا بالثقافة والفنون وتبحث عن سبل تجعل هاتين المدينتين منارات فنية وثقافية ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى الوطن العربى... فإذا كانت مدينة الإنتاج الإعلامى حين تم بناؤها فى تسعينيات القرن الماضى  على مساحات شاسعة من الأفدنة والأراضى فى صحراء السادس من أكتوبر قد تحولت إلى أهم مدينة للإعلام فى مصر والشرق الأوسط، وبدأت جميع القنوات الفضائية داخل حدودها مع إنشاء فندق له اسم وصفة عالمية وتم تأسيس أكاديمية تعليمية لعلوم الإعلام والإنتاج تخدم المدينة والأستوديوهات وتوفر الإعلاميين والفنين المدربين للعمل داخل تلك القنوات والاستوديوهات بالإضافة إلى مدينة فنية وأستوديو مفتوح وديكورات لقرية وحارة شعبية ومحطة قطار وقصور وشوارع وملاهٍ، وغيرها من أماكن تصوير للمسلسلات التاريخية والحديثة والدينية، فكانت هذه المدينة نقلة نوعية فى مجال الإعلام والبث الفضائى، ومع هذا  لم تلغ أستوديوهات ماسبيرو ولا قنواته.. لذا فإن مدينة الثقافة والفنون فى العاصمة الإدارية يجب أن تكون منتجة للثقافة وليست مستهلكة لها بمعنى أن تتضمن المدينة أكاديمية للفنون على غرار أكاديمية الفنون بالهرم مع التطوير والتحديث فى البرامج، وأن تنطلق من خلالها فاعليات دولية وعربية تجذب المثقفين والمهتمين بالثقافة المصرية والعربية، فلا مانع من شراكة مع جهات دولية مثل اليونسكو أو غيرها من المؤسسات الدولية والعربية الكبرى وأن تتبنى مشروعًا ثقافيًا وفنيًا مصريًا مثل الحفاظ على التراث الحضارى المصرى والشعبى وإعادة كتابة التاريخ الفرعونى والمصرى فى سلسلة كتيبات مدعمة من المؤسسات الدولية والمستثمرين، ويفعل دور المكتبة من خلال تقديم الأنشطة الثقافية والنشر والترجمة وفق استراتيجية معلنة، وأن تكون تلك المدينة قلعة جديدة للفنون الحديثة وتوفر لها الوزارة وسائل انتقال وتشرك الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية والخاصة الدولية فى الفاعليات والاستثمار الثقافى الذى ينمى الشباب فكريًا ووجدانيًا، ويكون لكل مدينة مجلس إدارة مكون من مثقفين وفنانين وأكاديميين فى تخصصات مختلفة مثل الإدارة والتسويق، وأن تخصص ميزانية للتشغيل ثم تصبح بالتمويل الذاتى.. وعلى جميع وسائل الإعلام متابعة جميع فاعليات تلك المدينة من عروض ومؤتمرات وندوات وإصدارات ومشروعات ثقافية كبرى تخدم المجتمع وتسهم فى تنمية الوعى والانتماء  للوطن وتضيف إلى التاريخ الثقافى والحضارى الإنسانى. تلك هى بعض الأفكار والمقترحات التى من الممكن أن تكون نواة للمزيد من الإسهامات والرؤى البناءة حتى تتحول المدينتان إلى حقيقة ثقافية ومنارة فنية جاذبة ومضيئة.
الفن والإبداع هما نتاج تعليم ومناخ مجتمعى يتيح  ويشجع ويشارك المبدع والمثقف الذى عليه التواصل والتلاحم مع مجتمعه وليس التواجد فى أبراج عالية متعالية مبتعدة فى دوائر خاصة تمنع الهواء المتجدد عن تدفق دماء جديدة فى شريان الثقافة المصرية.