رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

سعدتُ كثيرا بمشاهدة فيلم «سمّيعة الست» للمخرج بيمن سمير الذى طاف بالكاميرا مستمعا لعشاق أم كلثوم على اختلاف أجيالهم وهم يتحدثون عن ذكرياتهم معها لحنا وأداءً وكلمات، تحدثوا عن طقوس سماعها وكيف كان سكان القرى والمدن يتحلقون حول الراديو بينما كانت أم كلثوم تقف على المسرح أمام جمهورها ليصل صوتها إلى جميع أنحاء الوطن العربى، يجلسون بإنصات بجوار سماعات الراديو، بأدوات بسيطة يحكى لنا الفيلم قصص هؤلاء السميعة الذين لم يروا المسرح وإنما تابعوها عبر الراديو. أتذكرُ أن أحد أصدقائى السوريين من حمص حكى لى أن أباه سافر لدمشق كى يشترى راديو مشترطا على البائع أن يُسمعه هذا الراديو حفلات أم كلثوم وإلا سيُرجعه إليه؛ ومازلتُ عند رأيى أن أم كلثوم والشيخ يس أسهما فى نشر اللغة العربية بين الناس بدرجة كبيرة لامست قلوبهم وأرواحهم، وأنهما نقلا الشعر للناس بصوتيْهما فتذوقه الناس حبا فيهما؛ يحكى فى الفيلم عصام هلالى (ابن شيخ شعراء الصعيد المرحوم محمد أمين الشيخ) عن مدى عشقهم منذ الصغر لأغانى أم كلثوم عن طريق التجهيزات لحفلة أم كلثوم على الرغم من أنها تذاع على الراديو، لكن كانوا يعيشون حالة من الفرح والبهجة عند سماعها ويهتمون بكل تفاصيل الأغنية من كلمات وألحان حتى بعد مرور أعوام وظهور التلفزيون ما زال عشقها مستمرا، وهذا ما يؤكده بخيت يوسف وهو من أهل الريف، كان لجده راديو  يجتمع حوله أهل القرية للاستماع لحفلاتها وكيف أثرت أغانيها عاطفيا على مواقف حياته؛ شكلت أم كلثوم وجدان مصطفى عجلان وتأثرت مشاعره وأفكاره بكلمات الأغانى، ويكشف لنا ناصر كمال عن عشقه أم كلثوم وكيف كانت الاستراحة بين الأغنيتين فى حفلاتها ندوة ثقافية حول الأغنية الأولى وفى انتظار الوصلة الثانية. كم ظننتُ أن جيل الشباب الحالى لا يسمع أم كلثوم لكن استطاع بيمن سمير أن يُسمعنا فتاة فى مقتبل العمر تغنى أغانى أم كلثوم وكأنها حضرت حفلاتها. الفيلم من إعداد أسماء شرقاوى وتصوير مهرائيل الشايب ومساعد المخرج معتز القاضى وإخراج بيمن سمير الذى أتوقع له أن يكون خليفة يوسف شاهين.

قال أحمد رامى راثيا أم كلثوم:

ما جال فى خاطرى أنى سأرثيها

بعد الذى صغتُ من أشجى أغانيها

فقد كنتُ أسمعها تشدو فتطربني

واليوم أسمعنى أبكى وأبكيها

[email protected]