رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يلعب الجمهوريون دور المفتش كلوزو (مفتش أحمق وغير كفء يعمل فى مديرية الأمن الفرنسية، وترتبط تحقيقاته دوماً بالفوضى والتخريب والتى تكون دائما بسببه)؛ ويطاردون بايدن باعتباره الزعيم الشيطانى لعائلة إجرامية، وابنه هانتر بايدن ورفاقه، يظهر بايدن أيضاً كشخص أحمق ضعيف ومتهالك ومصاب بالخرف وهو فى آخر أيامه. ويعتقد خمسة وخمسون فى المائة من الجمهوريين فى مناطق مجلس النواب المتأرجحة أنه يجب عزل بايدن حتى لو لم يكن هناك «أدلة».. وتحت ضغط من كتلة اليمين المتطرف فى مجلس النواب الذى يحمل سيف ديموقليس فوق رأسه، أعلن رئيس مجلس النواب كيفن مكارثى افتتاح لجنة عزل لاستحضار أعمال سحر الشيطان.

مع ذلك الديمقراطيون هم الذين يسحبون بايدن تحت الماء. إنهم يرون عيوبه الجسدية ويرتعدون من سقوطه السياسى؛ فهم يرونه يبلغ من العمر 80 عاماً، وشعره خفيف، ومشيته أبطأ وأكثر حذراً. ليس بليغاً. ويبدو أن التردد الطفيف للتأتأة التى تغلب عليه عندما كان طفلاً يعود من حين لآخر. إنه ليس ميك جاجر(موسيقى، شاعر وملحن ومغنى بريطانى) الذى يتبختر وهو فى الثمانين من عمره. إن شدة القلق بين الديمقراطيين بشأن بايدن تتناسب بشكل مباشر مع ذعرهم بشأن ترامب. إنهم يرون فى هشاشته مأزقهم الخاص. إنه الشاشة التى يعرضون عليها قلقهم وانعدام أمانهم وخوفهم؛ وبسبب فزعهم من ظل ترامب، فإن رد فعلهم هو عدم الموافقة على بايدن. وعندما طلب منهم تسمية شخص معين يفضلونه على بايدن، أجاب 18% من الديمقراطيين بأسماء متناثرة. وحصل بيرنى ساندرز (82 عاماً) على أعلى نسبة دعم بنسبة 3%. ساندرز، الذى ترشح مرتين، وهذه المرة أيد بايدن مبكراً..

إذا لم يترشح بايدن، فسيتم استبداله بانتخابات أولية شرسة لقوة الطرد المركزى التى تكشف الانقسامات الممزقة فى الحزب، وعلى الأرجح لن يحصل الناجى على تصنيف أفضل من بايدن. 

وبدلاً من الفرضية المضادة للواقع، هناك عدد من الحقائق الواقعية. إن بايدن الأكبر سناً، بالنسبة لأولئك الذين عرفوه على مر العقود، هو بايدن الأكثر قدرة من بايدن الأصغر سناً. كان هذا التجسد السابق أكثر تهوراً وثرثرة وتقليدياً. ومع ذلك، كان دائماً سياسياً حاذقاً بطبيعته، وكان عضواً فى مجلس الشيوخ عن ولاية تشبه منطقة الكونجرس، وله لمسة منفتحة ومهتمة.

ولا يعزى حكم بايدن إلى فئة مجردة وغير متبلورة تسمى «التجربة»، بل إلى تجارب محددة، تتجاوز تحمل ثقل مآسيه الشخصية التى لا يمكن تصورها. لقد تراكمت هزائمه وأخطاؤه، وإهاناته واستخفافه، على مدى سنوات رئاسته للجان، وقضاء حياته فى مجلس الشيوخ بشكل لا مثيل له من قبل أى رئيس آخر منذ ليندون جونسون، وكامل نطاق عمله كنائب للرئيس الذى شارك فى كل قرار رئيسى للسلطة التنفيذية خلال عهد إدارة أوباما..

وفى مجلس الشيوخ، أحاط بايدن نفسه بالموظفين الأكثر موهبة.. كرئيس، على رأس حكومة واسعة النطاق، تتكون حكومته من مجموعة من الأشخاص ذوى الكفاءة العالية. ولم تحدث بينهم فضيحة كبرى واحدة بعد الإدارة الأكثر فساداً فى التاريخ الأمريكى. والمفارقة الأخرى هى أنه لا توجد حركة لتحل محل بايدن. ولا يوجد أى فصيل فى الحزب يسعى لإزاحته. ولا توجد مجموعة داخل الكونجرس تسعى للإطاحة به. ولا يوجد شخص ذو مصداقية ينافسه أو يفكر فى شن حملة ضده. ليس هناك ملك عبر البحر. ليس هناك بونى برينس تشارلى مستعد للغزو. لا يوجد متظاهرون على العرش. لا يوجد شىء من ذلك. إن أرقام الاستطلاعات جوفاء، كمسألة حزبية.