حلوى المولد فى شِباك تجار الموت

أيام قليلة تفصلنا عن المولد النبوى الشريف الذى يتميز بمظاهر عديدة منها «حلوى المولد» التى يبدأ ظهورها فى تلك الأيام من كل عام استعدادًا للمولد.

فى مصر الكل يتهافت على شراء الحلوى من أجل الترفيه عن أنفسهم احتفالًا بالمولد النبوى، فى الوقت نفسه يستغل البعض تلك المناسبة من أجل التربح عبر صناعة حلوى فاسدة أو بيعها منتهية الصلاحية.

أطنان من الحلويات الفاسدة تنتشر فى الأسواق وتؤكدها ضبطيات الجهات المعنية.. بكافة المحافظات أحدثها قيام محافظة الغربية مؤخرًا بحملات تفتيشية وضبط 2 طن و214 كيلو حلويات مولد غير صالحة للاستهلاك الآدمى، كما تم ضبط 186 كيلو عين جمل غير صالح للاستهلاك الآدمى، إضافة إلى ضبط 43000 قطعة حلوى منتهية الصلاحية.. وهو ما يذكرنا أيضاً بما حدث العام الماضى من توزيع حلوى مولد فاسدة على ٦٠٠٠ عامل 1٫5 مليون جنيه بإحدى شركات محافظة المنيا.. وهو ما يستدعى التصدى لبائعى حلوى المولد الفاسدة مواطنين وجهات معنية وعلى قلب رجل واحد.

بعض تجار الحلوى معدومى الضمير يستخدمون مادة فاسدة بديل للدقيق والبعض يستخدم «بودرة» خاصة بتصنيع البلاط السيراميك وتستخدم هذه المادة فى صناعة «عرائس المولد» الحمراء والبيضاء.

الحلوى تترك للشمس وهى معرضة للأتربة والذباب على الأرصفة، علاوة على الألوان الصناعية التى تدخل فى تصنيع حلويات المولد على نسبة عالية من المعادن الثقيلة التى يصعب على الكلى التخلص منها عن طريق البول، فتترسب بالجسم ما يؤدى إلى الإصابة بالتسمم والفشل الكلوى.

«حلوى المولد تحتوى على بعض المواد التى لا تجعلها ضارة بالصحة فقط، بل شديدة الخطورة على صحة المرضى المصابين ببعض الأمراض وهم من يطلق عليهم الممنوعون من حلاوة المولد».. هذا ما يؤكده كلام الدكتور أحمد رفعت حسين إخصائى صحة المجتمع ومسئولى الرقابة على الغذاء بوزارة الصحة، مضيفا أن أغلب أنواع حلاوة المولد تحتوى على كمية كبيرة من السكر فضلاً عن أن الأنواع المصنوعة بشكل ردىء وخامات سيئة فى مصانع بير السلم تعرض صحة الجميع للخطر. والوضع يكون أكثر خطورة لبعض المرضى، فتناولهم لحلوى المولد يجعل حالتهم الصحية تصبح أسوأ بل يكونوا أكثر عرضة للمعاناة من أضرار حلوى المولد. ولذلك الأشخاص الممنوعون من حلاوة المولد يسمح لهم بتناول قطعة صغيرة منها، بشرط أن تكون من مكان موثوق أو مصنعة فى المنزل، كما أن بعض الأشخاص ممنوعون من أنواع معينة من الحلوى.

والممنوعون من حلاوة المولد النبوى سواء من كل الأنواع أو بعضها، وهم: مرضى أنيميا البقول ممنوعون من السمسمية والحمصية وحلوى المكسرات، ومرضى السكرى ممنوعون من الملبن نهائيا ومسموح لهم بقطعة صغيرة من الأنواع الأخرى من حلوى المولد، والأشخاص المصابين بأمراض المعدة والقولون خاصة الاضطرابات الحادة.

أيضاً مرضى السمنة الذين يعانون من زيادة الدهون الثلاثية ومن لديهم معدل الحرق منخفض، والأشخاص الذين يعانون من زيادة فى الوزن، ومن يعانون من أمراض الكلى بشكل مزمن أو متكرر، والعائلات التى بها حالات سرطان لأن التاريخ الوراثى يعنى أنهم أكثر عرضة للمرض الذى يزيد بسبب السكر والحلوى.

كذلك من يعانون من أمراض اللثة والأسنان وضعف طبقة المينا، ومرضى النقرس ممنوعون من تناول حلوى المولد المحتوية على الفول والحمص وجميع المكسرات.

ويجب على مرضى السكرى توخى الحذر عند تناول الحلوى، ويفضل أخذ 20 جراما منها خلال فترة الصباح فقط مع شرب المياه إن أمكن لتجنب حدوث أى خلل فى نسبة السكر فى الدم، وليس شرطا أن تمارس رياضة المشى بعد ذلك، بهدف حرق السعرات الحرارية.

على مرضى السكرى ضرورة اختيار أنواع حلوى المولد من البقوليات التى تحتوى على نسبة ضئيلة من السكريات مثل «الفولية، والحمصية»، والامتناع عن تناولها بشكل نهائى أثناء فترة الليل.

ويجب عدم الإفراط من تناولها لأنها تؤدى زيادة الوزن، وتسبب سوء عملية الهضم، وخلل فى الوظائف العامة للجسم، ويعتبر جوز الهند من أكثر حلوى المولد فائدة.

أضاف حسين أن أغلب أنواع حلاوة المولد تحتوى على كمية كبيرة من السكر فضلاً عن أن الأنواع المصنوعة بشكل ردىء وخامات سيئة فى مصانع بير السلم تعرض صحة الجميع للخطر.

واليوم تستخدم المواد المشعة فى إنتاج الغذاء ولم يظهر بعد آثاره لأنها آثار تراكمية ستظهر فى نهاية هذا الجيل، وتظهر فى بعض الحالات النادرة كولادة طفل بدون أطراف أو بسيولة عالية فى الدم، اليوم ننظر إلى حلوى المولد الجميع يريد الربح والربح فقط تطالعنا الأخبار كل يوم بضبط أطنان من الحلويات الفاسدة فماذا إذا لم تضبط؟

الإجابة سيعاد تصنيعها وتدويرها بتاريخ صلاحية جديد وستظهر حالات تسمم وستحدث وفيات، وإذا لم تضبط وتعدم ستستخدم فى إنتاج الحلويات والنتيجة إصابة الناس بالسموم الفطرية التى منها تؤدى إلى حالات تسمم حادة أو اختناق أو لا قدر الله الوفاة، ومن الآخر هناك قوانين ضعيفة وأجهزة لا تجد القدرة على الردع من قلة الإمكانيات وقلة المعدات يجب أن تكون هناك صحوة كبيرة فى صناعة الغذاء فى مصر وعمل لجنة علمية كبيرة لدراسة وتحليل المواد المستجدة فى الصناعة وعمل عليها الأبحاث اللازمة.