رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع سليم العوا الذى أصبح وسيطًا بين أمن الدولة والعديد من التيارات الإسلامية، ولم يتوقف الأمر على مصر، بل تعداه إلى خارجها، حيث تمت الاستعانة بالعوا أكثر من مرة فى تبليغ رسائل إلى حسن نصر الله زعيم حزب الله، وكان الرجل يقوم بالمهام الموكلة إليه بمنتهى الكفاءة، أثناء معركة الانتخابات الرئاسية فى ٢٠١٢، كانت هناك رغبة لدى قيادات فى الأمن الوطنى ممن لديهم ملف سليم العوا الكامل فى أمن الدولة، والذى به بعض التقارير بخط يده فى تسريبه إلى الصحف، معتقدين بذلك أنهم يمكن أن يساعدوا فى حرقه أمام الرأى العام، لكن قيادات سيادية حالت دون تسريب الملف، وكانت وجهة نظرهم فى ذلك أنهم لا يريدون حرق العوا؛ لأنه فى النهاية يمكن أن يساهم فى تفتيت أصوات التيار الإسلامى، فيكون الفوز من نصيب مرشح مدنى، وتم حجب الملف بالفعل، لكن لم يفز مرشح مدنى.
تم حجب الملف فى المرة الأولى، لكننى أعتقد عزيزى القارئ هل سيظل محجوبًا إلى الأبد، الجماعة المتلونة اتفقت على لقاء بين الوريث الضائع وأبوالفتوح، قام ابن فريد عبدالخالق بترتيب لقاء بين جمال مبارك وأبوالفتوح وعصام العريان ومحمد على بشر، لكن أحداث ميليشيات الأزهر تلغيه، فى واحد من تصريحاته المكثفة والموجزة قال الدكتور محمد حبيب الذى خرج من مكتب الإرشاد نائبا أول للمرشد بعد أزمة طاحنة ألمت بالجماعة وبعد رفض من تجاهه لحالة التدنى التى وصل إليها إخوانه فى العام ٢٠١٠، حبيب كان يتحدث خلال فترة الانتخابات الرئاسية ٢٠١٢، عندما قرر الإخوان اغتيال عبدالمنعم أبوالفتوح معنويا، بتسريب أخبار تشير إلى أنه كان يلتقى بجمال مبارك، مدافعا عن صديقه عبدالمنعم الذى رافقه فى إعادة تأسيس الجماعة مرة أخرى فى أوائل الثمانينيات تحت مظلة مرشد الجماعة الثالث عمر التلمسانى، وكانت هذه كلمة حق قالها حبيب الذى يقول الحق ولو على نفسه على الرغم من خروجه من الجماعة شبه مطرود من جنتها، فلم يتجن عليها بشىء لم تفعله، لكنه دون أن يقصد  ربما فتح بابًا للدخول إلى الملف الأكثر غموضا خلال السنوات الأخيرة من نظام مبارك، وهو ملف موقف الجماعة من الوريث الذى كان يستعد للقفز على كرسى العرش فى ٢٠١١، لولا أن الثورة قطعت أصابعه وكسرت قدميه، ولم تتركه إلا وهو سجين فى زنزانة باردة وضيقة.
قد يبدو الملف ملتبسًا بعض الشىء، وذلك بسبب التصريحات المتضاربة من قيادات الجماعة حول جمال مبارك ووضعيته فى الحياة السياسية المصرية، وعندما أشير إلى قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والمقصود هنا تصريحات المرشدين تحديدا، ولا أنصرف إلى اجتهادات البعض أو تحليلاتهم، ففى ٤ يونيو ٢٠٠٦ كان مهدى عاكف يتحدث فى حوار مطول مع جريدة الكرامة، ويبدو أنه كان يخاطب قواعد جماعته وشبابها الغاضبين، فصرح بأن الإخوان يرفضون التوريث نهائيا، لكنه وبعد يومين فقط وعلى موقع «إخوان أون لاين» أصدر بيانا باسمه، قال فيه إنه مستعد لأن يستقبل جمال مبارك كشاب مصرى، لكن أحدا لم يرد عليه فى تصريحه الأول بالعتاب، ولا فى بيانه الثانى بالترحيب أو الثناء، فى ديسمبر ٢٠٠٨ نشر موقع إخوان ويب الناطق باللغة الإنجليزية حوارا مع المرشد مهدى عاكف قال فيه إنهم يوافقون على ترشيح جمال مبارك كمواطن لأن له الحق الدستورى فى ذلك، ولكن بعد أن يترك والده القصر الجمهورى، لنرى إذا كان الشعب سيختاره دون تأثير من نفوذ والده أم لا، وفى يناير ٢٠١٠ أى قبل الثورة بعام واحد فقط، كان محمد بديع يتحدث إلى قناة الجزيرة عبر مدير مكتبها فى القاهرة وقتها، حسين عبدالغنى، سأله حسين: دكتور بديع هل تعارضون ترشيح جمال مبارك ضمن آخرين فى الرئاسة؟ فرد بديع: لا نعارض ترشيح الأستاذ جمال، مثله مثل أى مواطن شريطة ألا يتميز عن أى مواطن مصرى فى طريقة العرض على الشعب، وبآلية تسمح بالاختيار الحر النزيه دون ضغط أو قهر.. وللحديث بقية.
[email protected]