رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ستظل قمة البريكس التى انعقدت فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا فى الذاكرة، باعتبارها نقطة تحول فى التاريخ الحديث، بانضمام ست دول كبيرة إلى الأعضاء الخمسة الحاليين. ترغب بضع عشرات من الدول فى الاشتراك، لكن شعبية النادى ليست علامة على أن هناك كتلة مناهضة للغرب تتجمع، حيث تضم «بريكس 11» حليفتين للولايات المتحدة: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وبدلا من ذلك، يبدو الطلب على عضوية البريكس أشبه بالتعبير عن القلق إزاء الطريقة التى تنمو بها الفوضى العالمية.

ومع تزايد انقسام العالم، تؤكد البلدان النامية على الاعتماد على الذات وتبحث عن تحالفات جديدة لإبقاء خياراتها مفتوحة. ما يوحد دول البريكس 11 هو نظرتها للجغرافيا السياسية. منذ الغزو الروسى لأوكرانيا، تعزز التحالف عبر الأطلنطى، وتقاربت موسكو وبكين. يرى أعضاء البريكس أن العالم يتحرك نحو عقلية الحرب الباردة بين تحالف من الديمقراطيات بقيادة الولايات المتحدة ومجموعة منافسة من الأنظمة. وهذا ليس بالأمر الذى يرغب فيه القادة فى العديد من الدول ذات الترتيب المتوسط. قليلون قد يرحبون بوضع يقيد حريتهم فى العمل السياسى والاقتصادى، كما حدث خلال عقود من التنافس السوفييتى الأمريكى.

وتقدر البلدان النامية القدرة على المساومة للحصول على صفقات أفضل فى مجالات التجارة والتكنولوجيا والأسلحة. لا شك أن دولًا مثل الأرجنتين وإيران ترى فى عضوية البريكس وسيلة للوصول إلى الاستثمارات الصينية. وكان بين أعضاء النادى الأصليين أمران مشتركان: كان اقتصادهم ضخماً ويتمتع بمعدلات نمو محتملة عالية. إن إضافة جنوب إفريقيا فى عام 2010 يشير إلى أن النادى كان مهتمًا بإعادة صياغة هياكل السلطة فى النظام الدولى. لكن الولايات المتحدة وحدها كان لديها نفس الناتج المحلى الإجمالى الاسمى الذى حققته دول البريكس فى عام 2022. وربما كان الإنجاز الأكثر وضوحا الذى حققته دول البريكس هو بنك التنمية الجديد؛ وهى المؤسسة التى وافقت على ما يقرب من 33 مليار دولار من القروض بشكل رئيسى لمشاريع البنية التحتية منذ عام 2015.

ولأن مجموعة البريكس تعمل على أساس الإجماع، فإن إعلان جوهانسبرج المكون من 26 صفحة يشكل انتصاراً للصياغة وليس الدبلوماسية. فعندما يتفق أعضاء البريكس، على سبيل المثال بشأن سوريا وليبيا، فإنهم يصدرون بيانا جماعيا، وعندما تكون لديهم مواقف متباينة ــ كما هو الحال بشأن أوكرانيا ــ فإنهم لا يفعلون ذلك. إن التوصل إلى اتفاق على عملة مشتركة عبر مثل هذه المجموعة المتنوعة من شأنه أن يقزم نوع المشاكل التى تمت مواجهتها حتى الآن.. المهرجان الدولى الكبير التالى هو الاجتماع السنوى لقمة مجموعة العشرين، المجموعة التى تضم معظم الاقتصادات الكبرى فى العالم، ستنعقد فى الهند فى سبتمبر. وكما هو الحال مع اجتماع البريكس، لن يحضر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرين، على الرغم من أنه خاطب زعماء البريكس عبر رابط فيديو.

فى العام الماضى، ترأست إندونيسيا مجموعة العشرين وزعمت بنجاح أن الأمن الغذائى العالمى يقع ضمن اختصاص القمة، مما فتح الباب أمام إدانة الأعمال العدائية الروسية. وقد وُصِف بوتين بأنه «رسول الثأر». ومن خلال تمسكه بموقفه، ربما لوَّحت إندونيسيا ودعيت لعضوية البريكس هذا العام. ولا تزال الصين وروسيا تحاولان عرقلة إدانة مجموعة العشرين لغزو أوكرانيا. إن النظام القديم يختفى، ونظام جديد يكافح من أجل أن يولد. هذه العملية ستعنى أن بوتين سيكون قادراً على السيطرة على قمة البريكس المقبلة؛ لأنه سيكون مضيفها.