رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى؟!

مأساة ست الحبايب

الحاجة نادية
الحاجة نادية

فداك روحى يا ولدى.. الحاجة نادية قُتلت دفاعًا عن ابنها

 

فى صفحة «وراء الجريمة» الأسبوعية، منهج جديد لمتابعات الجرائم بشكل تحقيقى.. نعرض اعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالا وبحثا من جريدة «الوفد» عن الحقيقة، نفتش ونبحث وراء الجرائم والوقائع الشائكة وصولا للحقيقة، بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة اينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية..

 

جريمة هذا الأسبوع واقعة بشعة هزت قلوب الرأى العام، شهدتها إحدى قرى مدينة بنها، بمحافظة القليوبية، التى راحت ضحيتها سيدة مسنة على يد شقيق زوجة نجلها يدعى «محمد»، بسبب خلافات أسرية بينهم، تطورت إلى مشاجرة، اقتحم على أثرها الجانى (محمد) منزل أسرة زوج شقيقته لينتقم من (نسيبه) بتحريض من الزوجة الشيطانية، وعندما حاولت والدة المجنى عليها الدفاع عن ابنها، ضربها المتهم ضربات وركلات قاسية لم يتحملها جسدها النحيف العجوز ولقيت مصرعها متأثرة بجروحها وحسرة قلبها.

فى هذه المأساة حاول المتهم قتل زوج شقيقته، بعد أن تعدى عليه بسلاح أبيض (سكين)، ظلت أم المجنى عليه، تصرخ وتدافع عن ابنها من بطش المتهم، حيث أبت الأم المسكينة أن تقف مكتوفة الأيدى أمام المتهم الذى عقد عزمه على قتل فلذة كبدها، وظلت تدافع عن نجلها وهى تصرخ «اقتلنى انا وسيب ابنى يعيش»، حتى أصابها المتهم الذى ختم على قلبه الشيطان وأعمى بصره، بطعنه بركلات وكأنها عدوه اللدود، ولفظت على أثرها أنفاسها الأخيرة.. تاركة وراءها الآلام وحسرة الفراق لأبنائها ومحبيها.

«ليه كده يا ابنى» آخر ما تفوهت به الحاجة «نادية» صاحبة الستين ربيعا، ضحية واقعة الغدر فى بنها، حينما كانت تدافع عن نجلها من بطش شقيق زوجته الذى جاء لينهى حياته، ولكن شاء القدر أن جسدها يرتطم بالأرض، وكانت يداها تحميان وتدافعان عن نجلها لآخر نفس فى عمرها. 

فى تفاصيل الجريمة المروعة، «قال نجل المجنى عليها خلال حديثه لـ«الوفد»: أمى ماتت علشان أنا أعيش، عايز أشوف رقبته على حبل المشنقة، أمى ماتت غدرا.. نارنا مش هتبرد ولا هيشفى غليلنا غير القصاص العاجل والعادل.

وتابع والدموع تسيل من عينيه والقهر والحسرة كست وجهه حزنا على فراق ست الحبايب: «شقيق زوجتى قتل أمى دون ذنب، سوى أنها كانت تدافع عنى، وبعد صمت «زوجتى»، ايوة مراتى هى السبب! حرضت أخوها المجرم على التعدى عليا، وضربى عقب أن تشاجر معها وترك لها المنزل منذ فترة.. مراتى هى اللى كلمت اخوها (نسيبي) وقالتله يدور عليا ويضربنى عشان اتخانقت معاها ومشيت من البيت».

نجل الضحية: «نسيبى كان عايز يموتنى وقتل أمى وهى بتدافع عنى»

وسرد نجل المجنى عليها، تفاصيل حدوث الواقعة، موضحا أن يوم الجريمة، فوجئ خلال تناوله الطعام مع والدته وأشقائه، باقتحام المتهم «محمد» شقيق زوجته منزلهم، وقام بالتعدى عليه بواسطة سلاح أبيض «سكين» وأحدث به إصابة فى يده اليسرى، وتم نقله إلى المستشفى رفقة والدته وأشقائه لعلاج الجرح الذى أُصيب به.

وتابع: المتهم لم يكتفِ بما فعله بل لحقنى إلى المستشفى كنت أظن أنه اقدم ليعتذر ويطمئن على صحتى، ولكنه جاء إلى المستشفى وعيناه مليئتان بالغدر عاقدا عزمه ونيته على إنهاء حياتى وقتلى، وبالفعل فوجئت به  يتعدى على بالضرب مرة أخرى، وهنا تدخلت والدتى من أجل الدفاع عنى، وكأن أمى استخدمت جسدها لصنع غطاء لحمايتى من الموت المحقق، مما تسبب فى وفاتها، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الجانى وايداعه خلف قضبان السجن لينال جزاء ما اقترفته يداه.

انهمر نجل المجنى عليها فى البكاء متذكرًا والدته صاحبة الوجه البشوش والضحكة الصافية: المتهم حرمنا من والدتى التى كانت هى كل حياتنا، قتلها بلا رحمة ولا شفقة، راضين بقضاء الله وقدره ولكن مش هنرتاح ولا هيغمض لى جفن غير والمتهم بين يدى عشماوى.. 

 قالت نجلة المجنى عليها السيدة نادية: أمى كانت ست طيبة، لم تختلق مشاكل، عاشت حياة هادئة، عاشت لتقوم بحمايتنا أنا واشقائى.

واستكملت نجلة المجنى عليها بعد ان انهمرت فى البكاء: المتهم جاء ونحن جميعًا نتناول وجبة الغداءعلى مائدة الطعام، وجاء «محمد» عاقد النية على انه يتعدى على شقيقى وأحدث اصابته، وعلى الفور توجهنا إلى المستشفى رفقة والدتى وأشقائى لعلاج الجرح الذى أصاب شقيقى.

 واستطردت اننا فوجئنا انه يحاول مطاردة اخى مرة أخرى، وفور أن تدخلت والدتها تعدى عليها أيضًا وأسقطها أرضًا، وأثناء تذكرها تفاصيل الواقعة «وكادت أن تصرخ من تذكرها مشهد مقتل والدتها، قائلة: حسبى الله ونعم الوكيل، المتهم كان بيضرب أخويا، أمى كانت بتقوله ليه كده يا ابنى راح ضربها برجله جامد فى صدرها وقعها على الأرض، وبعدها ركلها برجله تانى على وشها كسر فكها وأسنانها ادى إلى جرح بـ30 غرزة، وبقت تنزف دم من بوقها ومناخيرها»، وظلت تصارع الموت رافضة أن تترك أولادها.

بعد هدنة من الصمت، محاولة تمالك أعصابها، استكملت حديثها، تم حجز والدتها فى غرفة العناية المركزة، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة، وفارقت الحياة عقب مرور 4 ساعات فقط.

المتهم: كنت عايز أضرب جوز اختى علشان بيتخانق معاها

اعترف المتهم أمام جهات التحقيق بالقليوبية، أنه قام بالتوجه إلى منزل والدة زوج شقيقته، بعدما فاقت المشاكل والخلافات الأسرية بينهما وتركه لها المنزل، بعدما تشاجرا معا، وبالإصرار والترصد، بأن بيتا النية وعقدا العزم على طعنه زوج شقيقته أمام والدته وأشقائه، وأعدا لذلك الغرض سلاحا أبيض «سكين»، الا أن الطعنة جاءت فى يده فقط.

واستطرد المتهم خلال اقواله: منعنى اشقاؤه والجيران، ولكن زاد غضبى وعزمت أن الحق به فى المستشفى، لكى أنهى حياته لأنتقم منه لأختى التى طالما عاشت مع هذا الزوج (الضحية) حياة بائسة، وتابع القاتل: عندما حاولت التعدى عليه بالضرب مرة أخرى، فوجئت بتدخل والدته الحاجة نادية، من أجل الدفاع عنه.

 واضاف «محمد المتهم»، أثناء معاتبة الحاجة نادية لى، لم أجد أمامى الا أننى قمت بركلها بقدمى فى صدرها وقعت على الأرض، وبعدها ضربتها بقدمى تانى على وشها وسقطت تنزف، حتى حضرت الشرطة وألقى القبض علىّ، وبعد ذلك علمت أنها فارقت الحياة.

وقد تحرر محضر بالواقعة وتولت الجهات المعنية التحقيق، والتى صرحت بالدفن عقب ورود تقرير الصفة التشريحية بمعرفة الطب الشرعى وتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها وسؤال أهلية المتوفاة، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.