رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إثيوبيا تعود للخداع ؟

طارق فهمى و عباس
طارق فهمى و عباس شراقى

تعثرت المفاوضات الأخيرة الخاصة بالسد الإثيوبى لتزيد من تفاقم الأزمة التى تمتد لأكثر من 10 أعوام، مع تأكيدات مسئولى وزارة الموارد المائية والرى بأن مواقف الجانب الإثيوبى لم تشهد تغيراً ملموساً فى هذا الشان.

ورغم أن الاجتماع التفاوضى الثلاثى الذى عقد فى القاهرة يومى 27 و28 من شهر أغسطس الجارى، بهدف الوصول لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وعدم إلحاق الضرر بالقاهرة والخرطوم، إلا أن جهود التفاوض الدبلوماسية فشلت بشكل كامل أمام الخداع الإثيوبى. ونتساءل: ما البدائل المتاحة أمام مصر والسودان للضغط على إثيوبيا بعد فشل المفاوضات الأخيرة؟ وهل بات الخيار العسكرى مطروحًا أكثر مما مضى؟

الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، قال: لا شك أن إهدار فرصة التفاوض مع الجانب الإثيوبى كان هدفها إضاعة مزيد من الوقت، وبالتأكيد هى بداية لصراع طويل الأمد ستكون إثيوبيا هى الطرف الخاسر فيه، خاصة أن مصر ترفض تقاسم المياه مع إثيوبيا، وحصتها مقدرة بـ55٫5 مليار متر مكعب سنوياً بحسب الاتفاقيات الموقعة بين كل الأطراف. محذراً من المساس بحق مصر فى مياه النيل، وواصفًا ذلك پأنه «خط أحمر».

وأكد «شراقى» أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق مع الجانب الإثيوبى بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، رغم أن مصر أبدت صبرًا ومرونة كبيرة فى محاولاتها الودية للحفاظ على الخط الفاصل بين التعاون والصراع، وعدم إحداث ضرر للحقوق المائية لدولتى المصب مصر والسودان.

وأضاف «شراقى» أنه كان يجب أن يكون التفاوض استكمالاً لما جرى التوصل إليه فى واشنطن فى 29 فبراير 2020، ولكن كانت اجتماعات «سرية» لم نعلم كيفية سيرها أو الجهات المشاركة فى تلك المفاوضات، وهل حضر الاتحاد الأفريقى أو أطراف دولية أم لا.

ولفت إلى أن تقاسم كميات المياه الجديدة من مشروعات جنوب السودان مع دولة المصب هو أمر مقبول، خاصة مع وجود مشروعات مصرية لإنشاء محطات مياه الشرب و4 سدود لحصاد مياه الأمطار بالدولة الشقيقة.

أما عن تطورات سد الإثيوبى، فأشار- « خبير الموارد المائية» - إلى أن المليار الخامس عشر من التخزين الرابع فى سد النهضة، وصل منسوب بحيرة سد النهضة إلى 617 مترًا فوق سطح البحر بعد تخزين حوالى 15 مليار متر مكعب وتخزين رابع الذى بدأ 14 يوليو الماضى، ليصبح إجمالى التخزين حوالى 32 مليار متر مكعب».

ومن جانبه أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن عودة المفاوضات فى القاهرة مهمة للغاية لجملة من الاعتبارات التى تؤكد استعداد مصر للمفاوضات، مشيرًا إلى أن الدول تتفاوض بحذر وتتحرك وفقًا لثوابت، والتفاوض يرمى إلى وجود إرادة من قبل الأطراف الثلاثة.

ولفت طارق فهمى فى تصريح خاص لـ«الوفد» إلى أن الأهم فى الوقت الحالى الالتزام بعنصر الوقت مع الملء الرابع، لافتًا إلى أن مصر لم تبعد خيار التفاوض حتى اللحظة.

واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حديثه قائلًا: الموقف المصرى ثابت من قبل قضية سد النهضة ونتمنى أن يكون هناك تواصل مستمر للوصول لحل، وعدم التخلى عن فكرة المفاوضات ونؤكد ثقتنا دائمًا فى المفاوض المصرى.