عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

قبل أيام أعلن تجمع «بريكس» عن ضم مصر إلى عضويته اعتبارًا من يناير المقبل ضمن 6 دول جديدة تم الموافقة على عضويتها لهذا التجمع العالمى، وهى السعودية والإمارات وإيران وأثيوبيا والأرجنتين، من بين حوالى 40 دولة طلبت الانضمام لهذا التجمع الذى بات يضم حوالى نصف سكان العالم، وأيضا حوالى ثلث اقتصاد العالم، وأكثر من 20٪ من حجم التجارة العالمية، وهذا التجمع لدول الجنوب الذى نشأ قبل عدة سنوات يهدف إلى إنصاف شعوب دول الجنوب ومساعدتها على الخروج من أزماتها من خلال خطط التنمية المستدامة وإصلاح الأنظمة الاقتصادية بها حسب ظروف كل دولة، وتعظيم الاستفادة من موارد الدول الأعضاء والتجارة البينية، فى مواجهة التوحش الاقتصادى الغربى والتوجه نحو الاستقلال المالى والاقتصادى عن النظام العالمى الذى يعتمد على الدولار، ويستخدم فى ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على الدول.. ومنذ أن تم الإعلان عن ضم مصر وهناك حالة من التباين ما بين الاشادة والترحيب، ومحاولة البعض التقليل من الخطوة وعدم الاكتراث بها، وحتى يكون الحكم موضوعيا، يجب التوقف أمام حقائق كثيرة، سواء التغيرات التى تحدث فى العالم، أو رؤية العالم لهذا التجمع.

الحقيقة أن تجمع «بريكس» بات يجذب أنظار العالم بشدة فى السنوات الأخيرة، وهناك متابعة دقيقة من كبار الساسة والاقتصاديين فى العالم الغربى لكل قرارات واجتماعات قادة مجموعة بريكس التى تسعى إلى الخروج من عالم أحادى القطب تقوده الولايات المتحدة إلى عالم متعدد الأقطاب، يعيد التوازن السياسى والاقتصادى إلى العالم مرة أخرى، والواضح أن الولايات المتحدة ودول الغرب قد استنفدت شتى جهودها لوقف هذا التحول الذى تقوده الصين وروسيا بحرفية شديدة، ويصيب الغرب بحالة من الهلع على مستقبلهم السياسى والاقتصادى، كما أشارت قبل أيام مونيكا كراولى الخبيرة الاقتصادية ومساعد وزير الخزانة الأمريكى السابق التى قالت إن التخلى عن الدولار الأمريكى كعملة احتياط عالمية سوف يؤدى إلى تداعيات كارثية على أمريكا والغرب، وألقت باللوم على الإدارة الأمريكية الحالية التى أساءت استخدام هذا الامتياز واتخذت اجراءات وسياسات مالية ونقدية متهورة، إضافة إلى ضعف الرئيس بايدن وسياساته الخاطئة التى ساهمت فى تشكيل أعداء أمريكا بقيادة الصين وروسيا، وقالت هناك خطوة واحدة وهى استخدام عملات أخرى فى تداول النفط سوف تؤدى إلى إسقاط النظام الاقتصادى الأمريكى وسوف نفقد معها الهيمنة الاقتصادية وأيضا نفقد وضعنا كقوة عظمى.. وهناك العشرات من الرؤى السياسية والاقتصادية التى تابعناها فى الأيام الماضية على شتى وسائل الإعلام العالمية أثناء انعقاد اجتماعات قادة بريكس بجنوب إفريقيا، وتؤكد على المستقبل الواعد لهذا التجمع والإقبال الشديد لكثير من دول العالم للانضمام إليه.

< مؤكد أن مصر تمتلك كل مقومات الدول الناجحة والقوية برغم الظروف الاقتصادية التى تمر بها، ويأتى على رأس هذه المقومات الموقع الجيو سياسى، والثروة البشرية الكبيرة والاستقرار السياسى والأمنى وأيضا الثروات والكنوز المصرية التى لم تستغل حتى الآن، إضافة إلى الدور الاقليمى والدولى فى ظل اتباع مصر لسياسة جديدة تعتمد على الانفتاح على كل القوى العالمية، والتى بدأت بتنوع مصادر السلاح وإقامة علاقات سياسية واقتصادية متوازنة مع كل التكتلات العالمية، وبرغم الظروف الاقتصادية الضاغطة، استطاعت مصر تحقيق معدلات نمو عالية ساهمت بشكل لافت فى نهضة حقيقية شهدتها مصر فى إعادة إحياء بنيتها الأساسية ونهضة عمرانية حديثة استعادت بها مصر وجهها الحضارى. بالإضافة إلى مشروعات الطاقة والمشروعات الزراعية التى تعزز من قدرات مصر مستقبلا، ومعنى اختيار مصر فى هذا التوقيت الانضمام إلى تجمع «بريكس» هو تأكيد على أهمية الدولة المصرية وقدرتها على النهوض، وهو أيضا فرصة لمصر للدخول فى أسواق جديدة وعقد صفقات اقتصادية وتجارية مع الأسواق الناشئة والاستفادة من الصفقات الاستثمارية لدول البريكس، بعيدا عن ضغوط الدولار فى ظل تحول عدد من دول البريكس للتعامل فيما بينها بالعملات المحلية، وكلها عوامل تشير إلى التحرك الدبلوماسى المصرى المدروس والفعال، وتؤكد أن مصر لديها القدرة على تخطى التحديات.

حفظ الله مصر