عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

شكرًا يا حكومة على الأجهزة، لكن هل أعددتم جيدًا من سيعمل عليها؟ سؤال مؤكد أنه تبادر إلى أذهان ملايين المواطنين، وهم يرون تطويرًا ملحوظًا فى بعض بنايات تقديم الخدمات للجمهور بالمصالح الحكومية والمؤسسات، إضافة إلى هذا الكم من أجهزة الكمبيوتر، لكن للأسف أغلب الموظفين القابعين خلف هذه الأجهزة يتعاملون معها بصورة بدائية عقيمة، بصورة من يكتشف الجهاز وتقنيته لأول مرة.

وستجد إحداهن تصيح بزميل لها مستنجدة ليساعدها فى معالجة عطل أو مشكلة صادفتها وهى تتعامل مع الجهاز والمعلومات المخزنة به لقضاء خدمة المواطن، أو العكس، أى تجد موظفًا يستعين بزميلة، أو برئيسه فى العمل، وقد يقف الاثنان فى عجز تام أمام المشكلة، لتجد ابتسامة باردة تطل عليك من خلف زجاج شباك الخدمة مصحوبة بعبارات مختلفة وفقا لما تيسر للموظف: آسف الجهاز عطل، آسف السيستم وقع، آسف فيه مشكلة مش معروفة، وفوت علينا بكرة.

وستشعر أن قلبك يسقط فى قدميك، وسيرتفع ضغطك فى ثانية، وسيضرب صداع غامض فى «نافوخك»،  ستنظر خلفك للطابور المصطف فى لهفة انتظارًا لقضاء خدماتهم بعدك، وستحاول أن تنقل لهم نفس الابتسامة الباردة الهادئة وأنت تكاد تنفجر من الغيظ وستقول لهم: فيه عطل.

يا إخوانا، ألا يوجد فني؟، تقني؟، مسئول «أى تي» فى المكان لإصلاح العطل؟ ستجد الرد: لا. ويسود الهرج والمرج، ويعم الارتباك المكان والموظفون يبذلون الاتصالات بالشركة المسئولة عن الكمبيوترات أو عن الأعطال التقنية، والتى تتعامل معها المؤسسة، وبالطبع لن يأتى المسئول الفنى على عجل، بل أمامه وقت طويل للحضور ووقت آخر لإصلاح العطل، المهم أنك أمام هذا المشهد العبثى البائس، ستضطر للمغادرة، وخلفك باقى المواطنين، وكل منهم يضرب كفًا على كف غيظًا واستنكارًا، وأفواههم تتناثر منها عبارة واحدة «حسبنا الله ونعم الوكيل».

«قبل الحجر طوروا البشر»، مقولة يرددها كل مواطن محب لهذا البلد، يتمنى لها وللشعب الخير والتقدم الحقيقى والتطور، أو على الأقل طوروا البشر على التوازى من تطوير الحجر من  تجديد للبنايات، وحشد لأجهزة الكمبيوتر لتقديم الخدمات، دربوا المسئولين والموظفين للتعامل مع هذه الأجهزة بكفاءة، خصصوا فنى كمبيوتر فى كل مؤسسة، يكون حاضرًا وعلى الفور للصيانة وإصلاح الأعطال التى تتكرر فى الأجهزة  نتيجة سوء استخدامها أو الجهل بالتعامل معها.

وقبل هذا وذاك دربوا المسئولين والموظفين على كيفية التعامل المحترم مع الجمهور، نظموا لهم دورات تدريب وظيفى فى إطار التنمية البشرية، لتوعيتهم بالحقيقة الغائبة عنهم أو التى يتجاهلونها عمدًا وكبرًا، حقيقة أن هذا المواطن جاء ليطلب حقًا من حقوقه، وليس ليتسول منهم الخدمة، وليس ليثقل عليهم بالطلبات ويقطع أمزجتهم وهم يأكلون ويشربون الشاى ويتسامرون فى أمور الدنيا وأحوال أولادهم، وليس أيضا ليدفع لهم مبالغ إضافية «رشوة» لتيسير الخدمة وتذليل العقبات من تعاويذ البيروقراطية السوداء المتعفنة، فى صورة إكراميات الشاى والقهوة أو ثمن للعبارة المقيتة «كل سنة وأنت طيب».

علقوا على جدار كل مصلحة للخدمات ورقة مطبوعة بها كل المطلوب من المواطن لاستخراج ما يريده من أوراق رسمية، بدلا من «تدويخه السبع دوخات»، كلما انتهى من ورقة طلبتم منه أخرى، اذكروا المطلوب جملة واحدة فى لوحة واضحة توفيرًا لوقت وجهد الجمهور، وأيضا لوقتكم، بدلا من المشاكل والمشاجرات التى تحدث وأنتم تفاجئون المواطن بمزيد من الأوراق والأختام لأن أوراقه غير مستوفاة.

أوقفوا فساد الوساطة، المواطنون جميعًا لهم نفس الحق دون تمييز، خاصة هؤلاء الذين يجيئون لك حضرة الموظف بمفردهم ومعهم الله، اقضِ لهم مصالحهم فى مرونة وسهولة ويسر دون «مرمطة» أو تعقيد وإذلال، أما المواطن أبو كارت توصية من الكبار، فعليه أن ينتظر، لأنه جاء لأخذ حق غير حقه، أو حتى الحصول على حقه على حساب وقت غيره من المواطنين البسطاء.. وللحديث بقية.

 

[email protected]