رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع وقائع تغيير الرئيس المعزول مرسى لفكره، ووجهة نظرة فى بعض قيادات الحزب الوطنى أثناء وجوده فى مجلس الشعب وبعد توليه الرئاسة، والذى حاول أن يصنع له تاريخًا يوحى بشجاعته مع رجال الحزب الوطنى، لكن ما جرى على الأرض لم يكن كذلك على الإطلاق، لقد تعاملوا معه باستخفاف، فحاول الانتقام منهم بعد أن أصبحت السلطة فى يده، وهنا عزيزى القارئ يمكن أن نشير إلى واقعتين؛ الأولى خاصة بالدكتور أحمد فتحى سرور آخر رئيس مجلس شعب فى عصر مبارك، لم يكن مرسى يناديه إلا بـ«أستاذنا»، أما الواقعة الثانية فخاصة بالدكتور زكريا عزمى الذى أشاد به مرسى فى نوفمبر ٢٠١٠، ووصفه بأنه رمز من رموز الوطن، ثم عاد وهاجمه فى خطابه الشهير فى ٢٦ يونيو ٢٠١٢، والذى هاجم فيه الجميع واتهمه صراحة بأنه يقود ميليشيات من الفلول ضده، كان زكريا عزمى بالنسبة لمحمد مرسى هو الملجأ والملاذ، فعندما كان مرسى نائبا فى مجلس الشعب (٢٠٠٠–٢٠٠٥ ) تم اعتقال ابنه الأكبر أسامة خلال إحدى مظاهرات الإخوان المسلمين، تحدث مع الدكتور مصطفى الفقى، وقال له إن ابنه معه الجنسية الأمريكية، ولا يريد أن يضغط من خلال الاتصال بالسفير الأمريكى حتى ينهى الموضوع، وقتها نصحه مصطفى الفقى بأن يتصل بالدكتور زكريا عزمى الذى أنهى الموضوع على الفور، وتم الإفراج عن ابن مرسى.

المفارقة أن الدكتور مصطفى الفقى فى الأيام الأولى لرئاسة مرسى روى هذه الواقعة تليفزيونيا، وكان بذلك أول من أشار إلى جنسية أولاد محمد مرسى الأمريكية، وهو الإعلان الذى تقدم بعده بعض المحامين بدعاوى قضائية طالبوا فيها بإسقاط الجنسية الأمريكية عن أولاد الرئيس، وأعتقد أن بعضًا من هذه القضايا لا يزال متداولًا حتى اليوم، أما على هامش صفقات محمد مرسى وعلاقاته برجال نظام مبارك، دع عنك الأكاذيب التى رددها عن مواقفه مع كمال الشاذلى، وكيف أن الشاذلى قال له «السياسة نجاسة يا دكتور مرسى وأنتم ناس أطهار فسيبوا لنا إحنا النجاسة»، فهو مما لا يعقل أساسًا، فإننى أتوقف عند دور الدكتور محمد سليم العوا فى الوساطة بين أمن الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، والذى بدأ تحديدًا منذ العام ٢٠٠٨، الحقيقة عزيزى القارئ إنصافا للحق فإن سليم العوا لم يكن يرتبط بعلاقات مع ضباط فى جهاز أمن الدولة، بل كانت علاقته رأسًا برئيس الجهاز اللواء حسن عبدالرحمن، وبدأ التواصل بينهما عندما طلب عبدالرحمن، العوا إلى لقاء فى مكتبه ليناقش معه بعض الأمور الخاصة بالتيارات الإسلامية باعتباره خبيرًا فى شؤون هذه الجماعات.

استجاب العوا على الفور، بل سارع إلى تلبية نداء حسن عبدالرحمن، نجد فى ملف سليم العوا فى أمن الدولة أنه يحب التقرب من السلطة ويهوى صداقة الكبار والمسؤولين والوزراء فى المواقع المهمة، وربما لهذا أصبح صديقًا مقربًا من حسن عبدالرحمن الذى أصبح يتردد على مكتبه منذ العام ٢٠٠٦، وكانت للقاءاتهما سويًا طقوس خاصة، فعندما كان يستقبل عبدالرحمن صديقه العوا كان يرفض استقبال أى قيادات أمنية من داخل الجهاز أو خارجه، حتى لو كانت الأمور عاجلة وملحة، لم يكن حسن عبدالرحمن يثق فى أحد، يعتبره كل من عملوا معه أكبر شكاك على وجه الأرض، لكنه مع ذلك كان يثق بالدكتور محمد سليم العوا الذى أصبح وسيطًا بين أمن الدولة والعديد من التيارات الإسلامية، ولم يتوقف الأمر على مصر، بل تعداه إلى خارجها، حيث تمت الاستعانة بالعوا أكثر من مرة فى تبليغ رسائل إلى حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وكان الرجل يقوم بالمهام الموكلة إليه بمنتهى الكفاءة.. وللحديث بقية.

[email protected]