رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكرى انطلاق الحملة الصليبية السابعة.. ملحمة عسكرية تجلت على أرض مصر

 الحملة الصليبية
الحملة الصليبية السابعة

تحل اليوم 25 أغسطس، ذكرى الحملة الصليبية السابعة والتي انطلقت عام 1248 بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا، وخرجت الحملة الفرنسية باتجاه الشرق، حيث كان هدفها استعادة بيت المقدس من المسلمين، وجاءت إلى مصر واستطاعت احتلال دمياط، وفى أثناء زحفها إلى القاهرة انهزمت عند مدينة المنصورة ثم فارسكور وآلت الحملة إلى الفشل وتم أسر الملك لويس التاسع وانتهت برحيل الصليبيين عن مصر.

 

وهزم الصليبيين فى معركة أطلق عليها اسم «الحربية» والتى وقعت فى غزة وسقوط بيت المقدس فى أيدى المسلمين فى 1244 استشعر ملوك أوروبا أن ممالكهم فى الشام صارت على وشك السقوط تباعا فى أيدى المسلمين، فراحوا يتحالفون ويعدون العدة للقيام بحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من دائرة الصراع وإضعاف الجبهة العربية حيث أدركوا أن مصر بمثابة ترسانة للعالم الإسلامى وحجر عثرة أمام طموحاتهم فى الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.

واستعد الأوروبيون بحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع أطلق عليها "الحملة الصليبية السابعة"، إذ أنهم أدركوا، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم في معركة هربيا عند غزة، وضياع بيت المقدس منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.

كان لويس التاسع، الذي عرف فيما بعد بالقديس لويس، من أشد المتحمسين لقيام تلك الحملة، فراح يروج لها في أنحاء أوروبا، ولدى بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV). وأثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول عام 1245 أعلن اينوسينت الرابع تأييده ومباركته للحملة التي كان يجهز لها لويس التاسع.

وأرسل «اودو» الكاردينال الفراسكاتي للترويج للحملة في أنحاء فرنسا، وفرضت ضرائب على الناس لتمويل الحملة، ووافقت جنوة ومارسيليا على تجهيز السفن اللازمة، أما فينيسيا فقد رفضت المشاركة خوفًا على مصالحها التجارية الواسعة مع مصر.

جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق وإرباك العالم الإسلامي، إلا أنهم أخفقوا في إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم وخططهم الخاصة.

 

احتلال دمياط

وتوجهت الحملة نحو دمياط ونجحت في الاستيلاء عليها واحتلالها، وبعد نحو ستة أشهر خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم في النيل، وبعد بضعة معارك مع المصريين وصلوا في 21 ديسمبر إلى بحر أشموم يعرف الآن بالبحر الصغير، ولم يفصل بينهم وبين المصريين إلا النيل.

وأحاط الصليبيون معسكرهم بالأسوار والخنادق ونصبوا المجانيق، وحاولوا بناء جسر ليعبروا عليه إلى الضفة الأخرى، وهنا انقض عليهم المصريون وأمطروهم بالقذائف النارية وأفسدوا خطتهم وفي تلك الأثناء توفي السلطان الصالح أيوب وأخفى القصر وزوجته شجرة الدر نبأ موته حتى لا تفسد عزيمة المصريين.

أمسك المماليك جيدا بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وتمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر -الحاكم الفعلي للبلاد-  على خطة الأمير بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية ومحاصرتها في كمين محكم داخل مدينة المنصورة.

وأمر بيبرس بتأهب الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام واقتحمت القوات الصليبية المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، واندفعوا نحو قصر السلطان للاستيلاء عليه، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب  ومعهم العربان والعوام والفلاحون يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة.

قد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضًا عن خوذ الأجناد وسد المصريون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وراح بعضهم يلقون بأنفسهم في النيل للنجاة فابتلعتهم المياه.

وفي مايو عام 1250، بعد احتلال دام أحد عشر شهراً وتسعة أيام ، سلم لويس التاسع دمياط وغادرها إلى عكا مع أخويه و12 ألف أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك سابقة. ولم يرجع لويس إلى وطنه فرنسا بل آثر البقاء في مدينة عكا بعد أن سمح لأخوته ومعظم نبلائه بالسفر إلى فرنسا، وحملهم رسائل إلى ملوك أوروبا يطلب فيها النجدة والمدد عله يتمكن من إحراز نصر في الشام يمسح به وصمة الفشل والهزيمة التي لحقت به في مصر. لكنه اضطر للعودة إلى فرنسا بعد أربع سنوات بعد أن توفيت والدته «الملكة بلانش» التي كانت تدير شؤون الحكم في فرنسا وقت غيابه.

وعبر وصف المؤرخ الصليبي «ماثيو باريس» (Matthew Paris)، عن مدى الألم الذي شعر به الصليبيون بعد هزيمتهم في مصر بقوله: «كل الجيش المسيحي تمزق إرباً في مصر، وا أسفاه، كان يتكون من نبلاء فرنسا، وفرسان الداوية والاسبتارية وتيوتون القديسة ماري وفرسان القديس لازاروس».

وكانت الحملة الصليبية السابعة آخر الحملات الصليبية الكبيرة على مصر، ولم يتمكن الصليبيون قط من إعادة الاستيلاء على بيت المقدس. وكان من نتائجها انتهاء العصر الأيوبي وبزوغ نجم المماليك كقوة ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أيديهم هزم المغول وتحررت عكا وجيوب الصليبيين على ساحل الشام.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: