رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الميت الحى

أسرة شاب من المنيا تطالب باستلام جثمان ابنهم لدفنه

 أحدي الضحايا الهجرة
أحدي الضحايا الهجرة غير الشرعية

قصة أغرب من الخيال قد تشاهدها فى عمل درامى، أو تقرأ عنها فى رواية، لكنها تحولت إلى واقع تعيشه أسرة من مركز سمالوط بمحافظة المنيا، عنوانها يندرج تحت قضية شائكة وهى «ضحايا الهجرة غير الشرعية»، والنهاية المحتومة إما الموت أثناء الرحلة أو الحكم بالعيش فى الغربة، ولكن فى هذه المرة أصبح جثمان الضحية عالقاً لم يدفن فى الغربة، ولا يحتضنه تراب وطنه، تواصلت الأسرة المكلومة مع «الوفد» كوسيلة لإيصال صرخة والدة الشاب «أحمد بازيد» بطلبها برؤية جثمان ابنها قبل دفنه.

قال رضا بازيد، عم «ضحية الهجرة غير الشرعية»، إن الماساة التى نعيشها بدأت منذ عشر سنوات، كان ابن أخى رحمة الله عليه «أحمد حمدى سيد بازيد»، عمره 21 سنة، ويعمل فى مهنة سمكرى سيارات، ولكن ظروف الأسرة بسيطة فوالده متوفى منذ سنوات طويلة، ولديه 3 أشقاء ووالدته سيدة كبيرة فى السن، فقرر الخروج من البلاد بشكل غير شرعى إلى الأراضى الليبية، وبمجرد سفره انقطعت أخباره.

وأكد «رضا» أن هذا التوقيت منذ عشر سنوات نظراً لما شهدته دولة ليبيا من أحداث متعاقبة من التوتر، بعد عامين من انقطاع أخبار «أحمد بازيد» تواصل معنا عن طريق الهاتف، وأخبرنا أنه استقر فى مدينة بنغازى فى ليبيا، مع صاحب مركز كبير لإصلاح السيارات، ومرت الأيام والسنون دون أن يتمكن من الرجوع إلى مصر واضطر للعيش فى الأراضى الليبية، بالرغم من أنه كان يشكو دائماً من سوء معاملة صاحب العمل، وكانت أسرته تهون عليه بكلمات الصبر.

استكمل «عم ضحية الهجرة غير الشرعية»: أنه فى شهر مارس 2023، انقطعت أخبار أحمد واتصالاته، فحاولت الأسرة التواصل مع أحد الأقارب المقيمين فى ليبيا ويدعى «خليفة» لمعرفة أخبار «أحمد» وهل حدث له مكروه، وبالفعل تمكن من الوصول إليه وأخبرنا أن بعض الخلافات حدثت مع صاحب مركز إصلاح السيارات الذى يعمل به، وأخبر السلطات الليبية عنه وتم الزج به خلف القضبان.

مرت هذه الأشهر فى محاولات لخروجه من السجن بالشكل القانونى، لكن القدر قال كلمته الأخيرة، وأخبرنا «خليفة أحد الأقارب المقيمين فى ليبيا»، يوم 25 يونيو 2023، أنه علم فى زيارته الدورية لـ«أحمد»، أنه وافته المنية داخل سجن بنغازى، بتاريخ 25 يونيو 2023، وتم استخراج شهادة وفاة له باسم الشهرة «هيثم مجدى السيد بزيو»، لعدم امتلاكه أى أوراق رسمية تثبت هويته طوال الفترة الماضية من دخوله الأراضى الليبية بشكل غير شرعى، وهذا هو الاسم الذى كان يطلق عليه طوال فترة العشر سنوات التى قضاها فى الغربة.

أضاف «رضا بازيد»، أنه منذ علمنا بوفاة «أحمد» ونحن فى محاولات واتصالات مستمرة مع كافة الجهات داخل مصر وفى ليبيا، للوصول إلى حل لتصحيح اسم المتوفى من «هيثم مجدى السيد بزيو» وهو اسم الشهرة، إلى «أحمد حمدى سيد بازيد» وهو الاسم الحقيقى، وذلك للتمكن من استخراج شهادة وفاة له وعودة الجثمان إلى مصر أو دفنه فى الأراضى الليبية فى وجود الأقارب والأصدقاء فى الخارج، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، لأن السلطات الليبية رفضت تسجيل الاسم الصحيح، وما زال جثمان «أحمد» فى إحدى ثلاجات المستشفيات، لحين مرور الفترة القانونية ويحضر أحد أفراد أسرة المتوفى لاستلامه، وهذا لن يحدث لأنه مسجل باسم الشهرة حتى الآن.

وأخيراً قال «عم ضحية الهجرة غير الشرعية»، والدموع فى عينيه مردداً عبارة «إكرام الميت دفنه»، مطالباً السلطات المصرية بالتدخل مع السلطات الليبية، وإنقاذ والدة الشاب المتوفى من الموت حسرة على ابنها الذى لم تره منذ عشر سنوات، وتريد أن تودعه للمرة الأخيرة، مضيفاً: ثقتنا كبيرة فى أجهزة الدولة، ووزارة الهجرة والجوازات والأحوال المدنية، كي تطفئ النار التى بداخلنا، وتساعدنا على استعادة جثمان ابن أخى.