رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الحقيقة فين؟.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى

مأساة فى حلمية الزيتون بسبب «كلب مسعور»

محرر الوفد مع احدي
محرر الوفد مع احدي الاشخاص

شقيق الضحية: «أخوى قُتل غدر.. نارنا مش هتبرد غير والمتهم على حبل المشنقة»

 

بدأنا منذ أسابيع فى صفحة «وراء الجريمة»، أولى متابعات الجرائم بشكل تحقيقى، واستعراض لاعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالاً وبحثاً من جريدة «الوفد»، عن الحقيقة بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة أينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية. 

جريمة هذا الأسبوع قضية شهدها أحد أحياء القاهرة بحلمية الزيتون، وهى جريمة مقتل شاب على يد شاب متهور بسبب «كلب شرس» وأصيب شقيق المجنى عليه، انتقل محرر «الوفد» لمحل الواقعة والتقى أسرة المجنى عليه، والمصاب وتابع اعترافات الجانى، عقب هربه وإلقاء القبض عليه، وفى السطور القادمة قراءة فى التفاصيل.

محرر الوفد مع احدي الاشخاص

حالة من الحزن والحسرة انتابت الأهالى والسكان بمنطقة حلمية الزيتون، حزنًا على فراق جارهم الشاب «حسن سليمان» الذى قُتل غدرًا وأصيب شقيقه على يد أحد الجيران يدعى «باسم. م»، بعدما أطلق عليهما الأخير النار بسبب خلاف حول امتلاكه لكلب شرس يروع ويرهب به المارة فى الشارع، ما أدى إلى خلق حالة من الفزع والرعب بين الأطفال والكبار.. تلك الواقعة البشعة التى هزت الرأى العام، ونجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تحت إشراف اللواء أشرف الجندى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، وبناء على توجيهات اللواء محمد عبدالله، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة فى إلقاء القبض على القاتل وإحالته إلى النيابة العامة التى قررت حبسه، يقبع خلف القضبان لينال جزاء ما فعلته يده.

انتقلت «الوفد» إلى موقع الحادث وعايشت حالة الحزن والأسى التى خيمت على المنطقة وأسرة المجنى عليه.. داخل حارة ضيقة تسمى شارع «إبراهيم صادق» هنا تقطن أسرة الضحية، فبمجرد الدخول تجد لافتات معلقة فى البلكونات وعلى أبواب المحلات يتوسطها صورة كبيرة للقتيل «حسن سليمان» تحمل عبارات المواساة والدعاء، الجميع يشهد له بحسن السيرة والسمعة الطيبة، مطالبين بتوقيع القصاص العاجل وإعدام المتهم حتى يكون عبرة وعظة لمن تسول له نفسه ارتكاب الجرائم.

روى الشاب «عمر سليمان» شقيق القتيل، تفاصيل المأساة قائلا: منذ أيام كنا فى تشييع جنازة لأحد أقاربنا بالشرقية، وبعد إنهاء إجراءات الدفن عدنا من السفر أنا وأخى حسن (القتيل) نُمنا من التعب وإرهاق السفر، وبعدها بلحظات تفاجأت بنجل شقيقى يدعى (مالك) ١١ عاماً بيصرخ ويستغيث: الحق يا عمى فين بابا..جارنا باسم (المتهم) معاه كلب مسعور وبيجرى ورايا أنا وأخى (محمد) ٨ سنوات، الكلب كان هيعورنا ويموتنا.. تابع عمر: القاتل قال للأطفال هاتولى راجل..نزلت أنا وشقيقى حسن وابنه مالك لمعاتبة المتهم بشكل ودى وتوجيه اللوم له على ما فعله، لكن حدث ما لم يتوقعه أحد، لحظة وصولنا أمام منزله تفاجأنا بالمتهم يقف فى البلكونة بالطابق الثانى ويصوب تجاهنا سلاح بندقية، وعلى الفور أطلق علينا أعيرة الخرطوش ولقى شقيقى (حسن) مصرعه فى الحال متأثرا بإصابته التى اخترقت جسده.

أضاف عمر ودموع الحسرة والألم تسبق حديثه: قبل ما نتكلم لقيت أخى (حسن) وقع جثة بعد أطلق عليه المتهم النار.. المتهم فضل يضرب نار بشكل عشوائى تجاه الناس والأهالى كالمجنون ما أدى إلى خلق حالة من الفزع والرعب الشديد بين الناس... أثناء محاولتى الدفاع عن أبناء شقيقى المتوفى من بطش هذا البلطجى..معرفتش أعمل إيه حاولت أفادى ابن أخى الطفل الصغير (مالك) من الموت حضنته وشلته وبجرى، لكن أعيرة الخرطوش كانت قد اخترقت جسدى وقعت مدرتش بنفسى، ولكن قدر ربنا كتب لى البقاء والحياة، نقلونى المستشفى وعملت أكثر من عملية جراحية لاستخراج (بلى الخرطوش) من بطنى وجسدى.

وأوضح شقيق المتوفى أنه تم نقله إلى مستشفيات الدمرداش ومنشية البكرى، لمحاولة إنقاذه وتم إجراء أكثر من عملية جراحية وهو الآن يواصل العلاج، وأشاد شقيق المتوفى بجهود رجال المباحث الذين حضروا فورا لمسرح الجريمة، وحاصروا المكان، والمتهم حاول الهروب والاختباء، ولكن بيقظة وجهود الأجهزة الأمنية تم ضبطه وهو مختبئ داخل منور منزل وسط مواسير المياه والصرف الصحى.

وظل شقيق الضحية يصرخ: حسبى الله ونعم الوكيل أخى غلبان مش بتاع مشكلات..مات غدر حرموه من حياته..أخى اتقتل وساب أولاده الـ5 أطفال (مالك -محمد –كنزي- ولاء- ملك) تراوحت أعمارهم من 11 لــ5 سنوات، إحنا مؤمنين بقضاء الله وقدره، ولكن أخى اتقتل بسب هذا المجرم الطائش..وظل يتمتم والدموع تسيل من عينيه: مش هنرتاح ولا دمنا هيبرد غير والمتهم على حبل المشنقة..مش هيشفى غليلنا غير القصاص العاجل والعادل..وكلنا ثقة فى نزاهة القضاء المصرى حق أخى لازم يرجع.

الواقعة كانت تفاصيلها بورود بلاغ لـقسم شرطة حلمية الزيتون بمديرية أمن القاهرة، مفاده بوقوع جريمة قتل وإطلاق أعيرة نارية ووقوع ضحايا، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى موقع الحادث، وتمت السيطرة على الواقعة وضبط المتهم مرتكب الجريمة، تبين بأن المتهم حاول التعدى على ابن المجنى عليه بكلب شرس أثناء معاتبتهما فأقدم على ضربه بالنار تسبب فى مصرع شاب يدعى حسن سليمان صاحب الـ37 عاما، وإصابة شقيقه يدعى عمر 27 عاماً وتم نقلهم إلى المستشفى ثم نقل المجنى عليه إلى مشرحة زينهم والتصريح بدفن جثة القتيل بعد انتهاء كافة الإجراءات القانونية اللازمة.

الجانى: «أيوه قتلته»

 

القاتل يدعى «باسم» يبلغ من العمر 26 عاماً، ألقى القبض عليه بعد محاولات فاشلة منه للهروب من جريمته، والذى لجأ للاختباء فى المنور بجوار المواسير، ولكن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبطه وتم إيداعه خلف قضبان السجن يصرخ ويبكى نادماً، وأقر بارتكابه للجريمة وإطلاق أعيرة الخرطوش تجاه المجنى عليهما، ومن ثَم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، وتابعت الجهات المختصة التحقيق فى الحادث والوقوف على كافة ملابساتها.

وقال شقيق الضحية إنه علم من خلال التحقيقات أن زوجة المتهم اعترفت على زوجها القاتل ووجهت له جهات التحقيق اتهامات حيازة سلاح بدون ترخيص وارتكابه جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، وأوضح أن المتهم سيئ السمعة، ويتاجر فى المخدرات، وجميع سكان المنطقة كانوا مستائين من تصرفاته، وعلمت «الوفد» أن أسرة القاتل، زوجته ووالدته تركوا مسكنهم بعد وقوع الجريمة، وذهبوا إلى مكان آخر غير معلوم لدى جيرانهم، ويقبع المتهم خلف القضبان ويصرخ نادماً، ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان وارتكاب جريمة بشعة راح ضحيتها شخص وأصيب شقيقه الذى يرقد الآن ويتلقى العلاج.