رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

«ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب» بهذه الكلمات لخصت محكمة الجنايات قضية قتل الطفل زياد بسبب هاتف محمول و150 جنيها كانت بحوزته. قتلوه بسبب هاتف محمول ولم يرحموا توسلاته، فما بين قضية الطفل زياد المغدور به وقضية أم زياد البلوجر وزوجها وابنها زياد وما حوته، فرق كبير، فالقضيتان نظرتهما دائرتا المحاكم بالقليوبية، حيث دارت أحداثهما فى مدينة الخانكة. فالأولى قضت الجنايات فيها بإعدام قتلة الطفل الذى لم يكمل عامه الثانى عشر، وجهت المحكمة كلمة قبل النطق بالحكم زلزلت القلوب وأثلج الحكم الصدور خاصة أسرته التى أخذت تهلل وتكبر، فالمتهمان خطفا زياد الطفل بطريق التحايل بأن تربص المتهم الأول له مستغلًا حداثة سنه، وطالبًا منه التوجه إلى إحدى المناطق الزراعية النائية حيث المتهم الثاني بعدما اتفقا سويًا على سرقته، وما إن وصلا رفقته حتى أسقطه المتهم الثانى أرضًا وجلس المتهم الأول عليه صوب قدمه ممسكًا يديه حال إطباق المتهم الثانى يديه على عنقه مستمرا فى الإطباق عليها حتى لفظ الطفل أنفاسه دون أن يرحما توسلاته، ودفناه فى المزرعة. وقبل النطق بالحكم وجهت المحكمة رسالة شديدة اللهجة للمتهمين بقتله تلاها المستشار سيد رفاعى محمد، على مسامع الجميع، وفى مواجهة المتهمين قائلا لهما: لقد روعتما بجرمكما الآمنين من الأطفال وذويهم، وعشتما تعيثان فسادا تسرقان الأموال لتعاطى المواد المخدرة ولم ترحما الضحية. جرمكما روَّع الآمنين فلا رأفة لكما اليوم.

فما بين هذه القضية وما بين قضية زياد ابن البلوجر هبة فرق كبير، فالأم وابنها وآخر هارب يحاكمون أمام دائرة إرهاب تم تأجيل نظرها لجلسة 3 أكتوبر للمرافعة. وفى هذه القضية فضحت الأم وابنها المتهم ابنتها واستغلت ابنها المتهم زياد أيضا فى القضية، واصطنعوا فضيحة غريبة على المجتمع لكسب مشاهدات وطمعا فى الحصول على أرباح من وراء ذلك، فقد قرّرت الأم وابنها استغلال إظهار الأطفال فى المقاطع التى يصورانها وينشرانها بالقنوات التى يديرانها بمواقع التواصل الاجتماعيّ من أجل رفع نسب مشاهداتها لزيادة نسب الأرباح المأخوذة من إدارات تلك المواقع نظير النشر والترويج والمشاهدة، حتى إنّ الأم لم تبال للخطر.. فى المقطع الذى اتخذت إجراءات التحقيق بسببه بالتصريح بأمور تمسّ شرف وعرض أبنائها نظير جذب مزيدٍ من المشاهدات إلى قنواتها. كما لم تول اهتمامًا لمحتوى المقاطع التى تستغلّ ظهور أبنائها فيها وسعت فقط لجنى الربح منها بأيّ طريقٍ، فكان استغلال المتهمة لأطفالها لتحقيق أرباحٍ ماديةٍ وتعريضهم للخطر. حقا الفرق بين القضيتين كبير، فرق السماء من الأرض.