رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تغريبة القافر على طاولة نادي قصة المنصورة

بوابة الوفد الإلكترونية

شهد نادي القصة بالمنصورة بالتعاون مع دار صفصافة للنشر والتوزيع وبحضور عدد كبير من الأدباء ندوة نوقشت خلالها رواية "تغريبة القافر"، التي حصدت جائزة البوكر العربية، والاحتفاء بصاحب الرواية الكاتب العماني  د. زهران القاسمي، أدارت اللقاء الشاعرة والناقدة حنان ماهر.

بدأ اللقاء بتقديم سيرة ذاتية للكاتب وأسماء بعض أعماله وتلخيص مبسط للرواية. ثم قرأ الكاتب جزءا من الرواية.
بعدها بدأ أعضاء نادي القصة في تقديم رؤاهم النقدية حيث قدم د/محمد عطوة رؤية نقدية بعنوان "الغرائبية المنعكسة"، وتساءل: هل الرواية صرخة في وجه الحضارة الحديثة التي اجتاحت الخليج؟ وهل البحث الدائم عن المياه هو انعكاس للتنقيب عن النفط؟ كما تحدث أيضًا عن دلالة الأسماء ووجود مفارقات وإسقاط الأعباء الشخصية على سالم بطل الرواية.
ثم تحدث عن توريط المتلقي في جدلية شيخ الدين الذي رفض بقر بطن أم سالم، وبين السيدة التي قالت يجب أن نخرج الجنين.
ثم قدمت الكاتبة رحاب عمر رؤية نقدية بعنوان "دلالات الفلسفة الوجودية وأنساقها من عمق الذات إلى عمق الطبيعة". وقالت: هي ليست مجرد قصة لمقتفي أثر الماء، ولكنها جدل دائر داخل الشخصيات. والرواية عمل وجودي فلسفي. 
وهناك جدلية داخل العمل هي جدلية المحاولة وعدم إدراك المسعى. وهناك صور للطبيعة واسترجاع التحدث عن ماضي الشخصيات. الرواية نوع من المقاومة والإنسان عنده دائماً رغبة للاستماع وعنده مجموعة من التساؤلات الوجودية، وقد قامت الرواية بتوصيل الفلسفة الصعبة بشكل سهل عن طريق الوصف السردي والمشهد والحوار. هناك غرائبية داخل البشر والرواية بها موروث عن الجن. وهناك غايات فردية تتحول إلى غايات عامة أكبر. هناك فكرة الاغتراب والنبذ الذاتي والوجودي. 
كما تحدثت رحاب عن دلالة العنوان ووصف خاص للقافر لكنه عام، فكلنا ذات القافر ونعيش نفس التغريبة. وتكلمت عن الزمن وأن هناك توظيفا جيدا لحاسة السمع وتعالقا بين الصخر والحياة. 
بعدها قدمت بعدها الكاتبة د. رشا الفوال رؤية نقدية من منظور سوسيولوجي بعنوان "أزمة الرابط الاجتماعي في رواية تغريبة القافر"، حيث تضمنت القراءة عدة محاور منها أولًا: الرابط الاجتماعي وآليات التضامن باعتباره مجموع العلاقات التي تجمع الأفراد مع عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم من خلال آليات التضامن الجمعية، وكذلك القيم والمعايير والقواعد التي تمنح الحد الأدنى من الشعور بالانتماء، مشيرة إلى فكرة التضامن الآلي في المجتمعات التقليدية.
ثم تحدثت عن أزمة الرابط الاجتماعي وتداعيات الصراع؛ فالرواية صراعية، ارتكزت فيها البنية الزمنية على وعى الراوي العليم، والبطل الذي يعاني الغربة المكانية والاغتراب الزماني، والشخصيات المنعزلة- بفعل الوصم والخوف من الحسد والحقد المجتمعي والسِحر-، تلك الشخصيات التي ساهمت في انتاج دلالة الحدث الفني الرئيس في بداية الرواية اعتمادًا على آلية(الاسترجاع)؛ حيث اعتمد الكاتب على التحليل الأفقي للمجتمع الذي يشير إلى عملية التفكيك والبناء(السيول/ الجفاف) والتحليل الرأسي القائم على صلة العصبية والتشابه في طقوس الحياة وسلوكيات الوصم والتمييز ونبذ فكرة الفردانية والاختلاف، هنا تتضح الحتمية الاجتماعية التي تعني أن يُفرض منطق الجماعة على الفرد من خلال الموروثات الفكرية والانتماءات الدينية، جاء أيضًا الحكي الشعبي داخل المتن الروائي معبرًا عن جوهر الشخصيات، مستعينًا في ذلك بالحدث العام والمعتقدات النمطية التي يمكن تكرارها كلما تكررت الأحداث أو تشابهت.

بينما قدم الكاتب أيمن الشحات رؤية نقدية بعنوان " ميثولوجيا السرد في تغريبة القافر" قال فيها إن السرد يؤسس لميثولوجيا اجتماعية والماء والحياة منذ بداية مشهد موت مريم وصراع مريم مع الصداع، ويؤسس لميثولوجيا العلاج بكل الوسائل. لكن الماء كان العلاج لها ومشهد موتها مدهش. والشيخ احتكم للدين من منظور وكاذية استندت إلى منظور آخر صحيح، وهنا فتح مجالا رحبا لفهم الدين. تكلم كذلك عن اللغة وهي لغة غارقة في المحلية.
فيما قدمت الكاتبة د.منى الضويني قراءة لغوية عن مضمون الأحلام والشخوص الأساسية ومنها حلم مريم وحلم آسيا وحلم سليم. وأكدت أن الكاتب لم يثقل السرد بالمعارف  فإذا حضر الماء حضر كل شيء من مأكل ومشرب، وهناك وصف رائع للصخور. وقالت إن الانتقال اللغوي ظاهر ومهم، ومن وجهة نظرها سالم لم يمت وهو يعبر عن غضبه من الفقر وعدم العدالة بالضربات على الصخر. فهو يرى أن نظرة المجتمع بما أملك والفكرة أرويك ولا تمتلك، ويرى البطل أن هذا غير عادل والضربات أو الخبطات هي خبطات الفقر والاحتباس داخل الذات والفترة التي ظل فيها البطل داخل السرداب تذكر كل ما حدث في حياته بل رأى أمه وكاذية وآسيا. 
وقالت إن اختيار الأسماء به جهد هائل وله دلالة كبيرة. أهمية الفرد في المجتمع تبدأ بالاسم، فبذلك أصبح الإنسان داخل القرية كائنًا بذاته. ورغم أن السرد عرف المتلقي معلومات مثل أنواع الأشجار، إلا أن اللهجة كانت حائلًا في بعض الأحيان. 
قدم أيضًا د. إبراهيم أردش رؤية نقدية بعنوان "تقنيات المونتاج السينمائي في الرواية"، متحدثًا عن تقنية الازدواج وتقنية المونتاج باستخدام القطع وتقنية الظهور والاختفاء، ذلك متعلق بشخصية سلام الوعري.
ثم قدم الكاتب وائل ياسين ملاحظات عامة على الرواية، فقال يثمن الانحياز الجمالي في اللغة داخل الرواية مثل مفردة الطارش في نحت لغة على العامية وذلك يعطي صورة كبيرة، فندخل عالم اللغة وعالم الكاتب الخاص. ويثمن الوعي البيئي للكاتب في قضية مهمة لكل المثقفين، وتحدث عن إخلاص النص لبيئته وعن إيقاع السرد المختلف بين الجزء الأول وباقي الرواية.
ثم بدأت المداخلات من السادة الحضور وطرح التساؤلات المختلفة على الكاتب.