رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع الصفقة بين الإخوان والنظام والتى كانت صنيعة أمنية فقط، وكان لا بد أن تعرض على الحزب الوطنى، وفى الحزب كانت لديهم خطة يعدها أحمد عز، وجمال مبارك، تقوم على أن انتخابات مجلس الشعب ستكون بروفة نهائية لانتخابات الرئاسة، وعندما رفع الصفقة إلى جمال مبارك رفضها أحمد عز تمامًا، وقال إنه درّب كوادر التنظيم فى الحزب الوطنى، على أساس أن هذه الانتخابات مسألة حياة أو موت، لأنها تمهد للرئاسة، وأنه يريد أن يعرف حجم الحزب الحقيقى فى الشارع المصرى، كان الإخوان قد وافقوا على كل شروط حسن عبدالرحمن، وكان جمال مبارك قد بدأ يقتنع بالصفقة، لكن أحمد عز أعلن بشكل نهائى أنه لا صفقات مع الإخوان على الإطلاق، ولأن جمال كان يخشى غضبه، فقد وافقه على إلغاء صفقة الأمن مع الإخوان قبل أن تبدأ.

لم يحزن حسن عبدالرحمن ربما على سقوط الصفقة، بقدر ما حزن على الهدية التى منحها لمجموعة الإخوان ووسيطهم محمد سليم العوا، حيث أهدى كلًا منهم علبة شيكولاتة فرنسية فاخرة، ولأنهم رفضوا أن يحملوها معهم وهم خارجون من الجهاز، فقد أرسلها لهم إلى بيوتهم، قبل أن يحسم الحزب الوطنى أمره فى رفض الصفقة كان الإخوان المسلمون قد بدأوا فى العمل على الأرض، وكانت هناك مهمة قام محمد مرسى تحديدًا بتنفيذها، تم الكشف عنها فى حوار صادم نشرته جريدة المصرى اليوم فى ٢٠ نوفمبر ٢٠١٠، فى هذا الحوار اعترف مرسى بأنه ينسق مع الدكتور حمدى السيد أحد كوادر الحزب الوطنى وقتها، فى الانتخابات البرلمانية، وأنه يقدر رموز الحزب، مثل أحمد عز، وزكريا عزمى، وقال مرسى نحن نقدر الأمور، فإننا نحترم رموز الوطن، والدليل على ذلك أن الدكتور زكريا عزمى، مرشح الحزب الوطنى فى الزيتون، نحترمه ونقدره، فهل معنى ذلك أننا غير قادرين على ترشيح أحد أمامه؟ لا، نحن قادرون، لكننا نحترمه ونقدره، ثارت كلمات مرسى حفيظة شباب الإخوان وقواعد الجماعة، لكن ما قاله كان مقصودًا تمامًا، بل يمكن أن تعتبره نوعًا من الغزل ساقه مرسى فى طريق من تريد الجماعة أن تكسب رضاهم.

كان محمد مرسى يعرف قدره جيدًا، ويدرك مدى تضاؤله أمام قيادات الحزب الوطنى، وسبحان مغير الأحوال، فبعد أن تولى الرئاسة حاول أن يصنع له تاريخًا يوحى بشجاعته مع رجال الحزب الوطنى، لكن ما جرى على الأرض لم يكن كذلك على الإطلاق، لقد تعاملوا معه باستخفاف، فحاول الانتقام منهم بعد أن أصبحت السلطة فى يده، وهنا عزيزى القارئ يمكن أن نشير إلى واقعتين، الأولى خاصة بالدكتور أحمد فتحى سرور آخر رئيس مجلس شعب فى عصر مبارك، لم يكن مرسى يناديه إلا بـ«أستاذنا»، لكن وبعد أن خرج سرور من السجن كان متهمًا فى موقعة الجمل وقضايا أخرى وكما قال ياسر على، المتحدث باسم الرئاسة، لعدة شهور لبعض المقربين إن سرور اتصل به وطلب منه أن يحدد له موعدًا مع الدكتور مرسى، فلديه ما يقوله، ولما سأله ياسر عن سبب المقابلة المباشر قال له سرور إنه يخشى على الرئيس من أن يضله مستشاروه، وإن لديه الخبرة القانونية الكافية التى يمكن أن يضعها فى خدمة الرئيس، نقل ياسر على الرسالة كاملة إلى محمد مرسى، لكن الرئيس الإخوانى قال: (سيبوه شوية لما نشوف ممكن نستفيد منه بإيه).

أما الواقعة الثانية فخاصة بالدكتور زكريا عزمى الذى أشاد به مرسى فى نوفمبر ٢٠١٠، ووصفه بأنه رمز من رموز الوطن، ثم عاد وهاجمه فى خطابه الشهير فى ٢٦ يونيو ٢٠١٢، والذى هاجم فيه الجميع، واتهمه صراحة بأنه يقود ميليشيات من الفلول ضده. وللحديث بقية.

[email protected]