عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجميع فى انتظار ما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية. وفى الغرب هناك كثيرون خائفون، فقد يخالف الرئيس ترامب القانون إذا أعيد انتخابه، ويمزق المعاهدات، ويدوس على الحقوق الأساسية. 

للأسف إن أخطر تهديد لأمن العالم فى الوقت الحالى هو الولايات المتحدة. لا أحد يعرف ما هو المعيار وما هو الاستثناء بعد الآن. هل إدارة بايدن عودة إلى أمريكا التى اعتبرتها أمراً مفروغاً منه وترامب سيكون لمحة تاريخية؟ أم أن بايدن هو الاستثناء وترامب والترامبية هما أمريكا الجديدة؟

بدأت هذه القضايا فى الظهور مع حلفاء الولايات المتحدة. يرى الكثيرون بالفعل فى عام 2024 تكراراً للصدمات المتتالية لعام 2016- التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى يونيو كمقدمة للاضطراب الذى بشرت بانتخاب ترامب فى نوفمبر؛ وما أعقب ذلك خلال السنوات الأربع التى قضاها ترامب فى المنصب. نحن نعلم ما الذى يستطيع ترامب القيام به، وأنه سيقترب من فترة ولاية ثانية مع الانتقام فى رأسه. الذين عبروه أو وقفوا فى طريقه. اليوم، يتمتع قادة الديمقراطيات فى العالم على الأقل بميزة الرادار السياسى عبر الأفق لما قد يأتى، بالنظر إلى الفترة الزمنية الطويلة لحملة ترامب الواضحة والصلبة لاستعادة السلطة.

السؤال: ماذا يحدث إذا عاد ترامب إلى الرئاسة؟ لترامب أربع ركائز يستخدمها كسيوف: أمريكا أولاً؛ للتأكد من أن المصالح الأمريكية دائماً ما تكون لها الأولوية فى أى سياسة خارجية وقرار عسكرى يتم اتخاذه. الانعزالية، حيث يتمثل الموقف الافتراضى فى إنهاء الالتزامات الأمريكية فى الخارج وإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن. الحمائية، التى تم التعبير عنها من خلال حروب التجارة والتعريفات بهدف تأمين فوائض تجارية للولايات المتحدة مع جميع شركائها التجاريين، من الصين إلى كندا إلى المكسيك إلى أوروبا، والعودة فى جميع أنحاء آسيا. ورغبته فى بناء جدران على الحدود الجنوبية لأمريكا وإغلاق أبوابها أمام المهاجرين الباحثين عن الحلم الأمريكى.

فى فترة ولاية ثانية، سوف يتبع هذه السياسات بشكل أكثر صعوبة. تعلم ترامب دروساً هائلة من سنواته الأربع الأولى حول من أحبط أهداف سياسته فى الولايات المتحدة وحول العالم، وكيف يمكن سحقها ومعاقبتهم لمساعدته على تحقيق المزيد من الانتصارات فى ولايته الثانية. ماذا يحدث إذا قام ترامب بإحداث الشلل، وربما حتى تعمد تدمير حلف الناتو والأمم المتحدة، وبدأ حرباً تجارية مع الاتحاد الأوروبى، ونفذ التسويات مع بوتين وروسيا بشأن أوكرانيا، وسلم تايوان للصين وسحب القوات البحرية من منطقة آسيا والمحيط الهادئ؟

على هذا المستوى الدقيق، يواجه كل زعيم دولة فى جميع أنحاء العالم متحالفة مع الولايات المتحدة قضية شاقة تتعلق بكيفية إدارة كل ما يأتى من ترامب فى حالة عودته إلى المكتب البيضاوى. كيف يمكنك التعامل بشكل أفضل مع شريك معاد؟ كيف يمكن لتلك الدول الغربية المتحالفة مع الولايات المتحدة اليوم إعادة تنظيم سياساتها لضمان أمنها غداً؟

لكن هذه الأسئلة تكشف أيضاً عن قضية أعمق فيما يتعلق بالروابط التى تربط العديد من الديمقراطيات حول العالم بالولايات المتحدة.