عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة:

الحبّ: نقيض البغض، فالحب شعور يعترى الإنسان، ومازلت حتى الآن أعجز عن تفسيره، فالحب مشاعر لا يستطيع الإنسان تفسيرها كالغضب والألم، وكل الأشياء التى نشعر بها! ولا يمكن لمسها باليد، هل هى موجودة حقًا؟! هذا ما يؤكد لى دومًا أن أجمل الأشياء التى تحدث فى حياتنا هى ما نشعر بها ونحس بها ولا نستطيع رؤيتها أو حتى لمسها.

شعور غريب يجعلك تشعر بالحياة وتشعر أنك حى وتشعر بجمال كل شيء بالحياة، تشعر بالحب، ليس فقط من ناحية شخص معين بل تشعر بأنك مُحب للجميع وللحياة، وهذا ما يجعل الجميع عندما يصلون لمرحلة عمرية معينة وعلى ما أعتقد مرحلة النضج التى لا علاقة لها بالسن بل بالتعمق فى الحياة يشعر أن كل شيء ليس له أى أهمية لا أموال ولا مناصب ولا غيره، بل يشعر بأنه بحاجة إلى حب وكل شيء معنوى يجعله يشعر بالحياة وبأنه حى!، تشعر أن قلبك ينبض وأحيانًا تصل لحالة خفقان القلب المصاحبة للحب، إنه معجزة بحق يعجز العلماء عن تفسيرها! ولكن حاولت تفسيرها بأن السر فى ارتياحك لهذا الشخص دون غيره هو الروح، وهى سر الحياة، الروح التى تُميز شخصًا عن آخر تجعلك تريد الحديث مع هذا وذاك لا، الروح التى ليس لها علاقة بالشكل ولا غيره، بل شعور يعتريك عندما تصادف شخصية ما وتجد نفسك لا تُريد مفارقتها! هل يرتبط حب الروح بقول الله تعالى : «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى»، وهل هذه الآية مُرتبطة بقوله تعالى :«وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ»، فالله سبحانه وتعالى هو المؤلف بين القلوب وأيضًا تآلف الأرواح يحدث لأن الله سبحانه وتعالى جعل الروح من أمره! جعلنى ذلك أتساءل: ما السر فى تقربنا لشخص وآخر لا، أيضًا أسمع عن جمال الروح، ولكن من المُتحكم فى الروح والقلب؟! هل نحن أم الله؟ فمن ربط على فؤاد أم موسى؟ نتساءل دومًا عن سر القبول لدى البعض ووجدت الإجابة فى قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا».

هل علمتم الآن لِمَ حب الروح يدوم؟! لأن حب الروح هو الحب الحقيقى، الحب الربانى الذى لا يرتبط بأسباب ولا بمصلحة، فابحثوا عن الحب بداخلكم قبل أن تبحثوا عنه بداخل كل شخص تصادفونه، الحب شعور قد يكون وهميًّا لا يجب أن يُبنى عليه أى علاقة، بل العلاقات الدائمة الحقيقية تُبنى على المواقف، الأفعال، إحساس الأمان والثقة، فقبل أن تنتظروا يوم عيد الحب للاحتفال به والتعبير عن المشاعر فى ذلك اليوم، اعلموا ما هو الحب! فلو علمتم لما احتجتم ليوم واحد للاحتفال به، بل ستشعرون أن أيام السنة كلها حب، ستعلمون جيدًا أن الحب الحقيقى ليس فقط شعورا جميلا مؤقتا، بل عدة مواقف وأفعال واحترام متبادل وثقة وصدق تصل بك فى النهاية إلى هذا الشعور، وبدونها انعدم هذا الشعور. فلا تبحثوا عن قصة حب جميلة، فالحب من السهل أن تجده أما الثقة والأمان من الصعب أن تجدهما، فمن السهل أن تجد من يملًأ قلبك لكن من الصعب أن تجد من يُشبعك فكرياً!

وأختتم بمقولة للبابا تواضروس الثانى خلال تشريفه صالون الحداد الثقافى وهى «إن الحب مفتاح قلب الإنسان، وعندما تبدأ فى بناء أسرة يجب أن تكون هناك عاطفة مقدسة طاهرة».

عضو مجلس النواب