رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ديننا العظيم هو دين الرحمة، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) هو نبى الرحمة، وربنا (عز وجل) هو الرحمن الرحيم.

وفرّق بعض العلماء بين «الرحمن» و«الرحيم» من وجوه، فقال بعضهم: الرَّحْمَن هُوَ: ذُو الرَّحْمَةِ الشَّامِلَةِ لِجَمِيعِ الْخَلَائق فِى الدُّنْيَا، وَلِلْمُؤْمنِينَ فِى الْآخِرَة، أما الرحيم فهو: ذُو الرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حيث يقول (سبحانه وتعالى): «وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا»، وقال بعضهم: الرحمن هو الذى يكشف الكروب، والرحيم هو الذى يغفر الذنوب، فالأول عام؛ لأنه يكشف الكرب عن المؤمن وغير المؤمن، والثانى خاص بالمؤمنين بمغفرة ذنوبهم فى الدنيا ورحمتهم فى الآخرة.

وقد اجتمع الاسمان معًا فى مواضع من القرآن الكريم، حيث يقول سبحانه: «الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، ويقول (عز وجل): «وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ»، ويقول (عز وجل): «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، ويقول سبحانه: «تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ».

والبسملة التى نقرؤها فى فواتح سور القرآن الكريم، ونتبرك بهـا فى حياتنـا كلهـا، ونبدأ بهـا أعمـالنا كلهـا تجمع الاسمين الكريمين: «الرحمن الرحيم»، وفى سورة الفاتحة التى يقرؤها المسلم سبع عشرة مرة فى صلاة الفريضة وحدها، فضلًا عن قراءتها فى صلاة النوافل، ونقرأ قول الحـق سبحانه: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».

وفى التأكيد على ذكر اسم الله «الرحمن الرحيم» والجمع بينهمـا فى البسملة وفى الفاتحة، وفى مواضع عديدة من القرآن الكريم ما يؤكد على سعة رحمة الله (عز وجل) بعباده، فديننا دين الرحمة، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبى الرحمة، حيث يقول (سبحانه وتعالى) لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ)، فإذا أردت أن تحقـق معنى اسم الله الـرحمـن ومعنى اسم الله الـرحيم فكـن رحيمًـــا بخلقـــه، فإن (مَنْ لا يَـرْحَـمُ لا يُرْحَمُ).

ديننا دين الرحمة، وثقافتنا ثقافة الرحمة، وحضارتنا حضارة الرحمة، ومصرنا العزيزة عبر تاريخها الطويل بلد الرحمة والتراحم، فما أحوجنا إلى إحياء خلق التراحم فيما بيننا، رحمة الطبيب بمرضاه، ورحمة المعلم بطلابه، ورحمة الغنى بالفقير، ما أحوجنا إلى الرحمة بالضعفاء، الرحمة بكبار السن، الرحمة بالأيتام والمساكى، ما أحوجنا إلى الرحمة بالإنسان والرحمة بالحيوان والرحمة بكل ما حولنا، فإن الرحمة لا تنزع إلا من شقى، وإن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، فالراحمون هم من يرحمهم الله، فارحموا تُرحَموا فى الدنيا والآخرة.

وزير الأوقاف