عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

نعيش اليوم زمن السوشيال ميديا والتنافس والتسابق على التريند لنشاهد كل يوم واقعة جديدة أحياناً غير حقيقية وأحياناً مفبركة لجلب المشاهدين وأحياناً حقيقية، ولكن إيصالها للجمهور على غير الحقيقة لتصبح تريند ومن ثم زيادة عدد المشاهدين! ولا يهم بعد ذلك ما إذا كان نشر تلك الواقعة يضر بمن فيها، ولا يهم بعد ذلك أثر تلك القصة المزيفة على نفسية المجتمع، فكل ما يفكر فيه ناشرها هو تحقيق أعلى نسب المشاهدة ليصبح تريند! 

فمتى يتوقف هذا الهراء؟! البعض يسارع بالإجابة: شرعوا القانون، وفى الحقيقة هناك قانون يعاقب على كل ذلك، وللأسف احيانا عند البحث عمن قام بتشيير الخبر المزيف تجده يشغل مهنة تنم على علمه بالقانون! فنجد البعض يقوم بترويج صور الآخرين بدون إذن وكتابة كلام غير لائق عليها! وتجد البعض الآخر يروج لفيديو يشير لواقعة ما ويقوم بالسب وهو لا يعلم ما هى حقيقة ذلك الفيديو! فتجد البعض يسارع بترويج الخبر لأخذ السبق الصحفى، والبعض الآخر يقوم باستضافة أصحاب الفيديو ليسردوا القصة على الهوا، لنجد المجتمع يتحاكى فى أمور ليس له دخل بها ولا تجلب إلا تعكير الصفو العام. 

فالقانون أثبت أنه وحده غير كاف، بل يسبقه العلم بالقانون والوعى المجتمعى، فالأغلبية اليوم يبحثون عن المادة، فنجد الكثير اتخذ مهنة بلا مهنة كيتيوبر وبلوجو؛ وأصبح يشاهدهم الملايين ويجنون الملايين من وراء تلك المشاهدات ومن ثم أصبحوا تريند ومشاهير ويبدأ التعامل معهم على أساس ذلك، وعند مشاهدة محتواهم تجد أنه عبارة عن سرد حياتهم الشخصية المزيفة، فيبدأ رجل وامرأة يسجلان يومهما منذ الصباح وحتى المساء وكأنه مسلسل تركى خال من الهموم والمتاعب وتسجيل لحظات حب رومانسية ٢٤ ساعة ليشعر كل من يشاهدهم بجمال الحياة وكم الرومانسية وتبدأ التعليقات هذا هو الزواج وبعد فترة من الزمن يبدأ نشر خبر طلاقهما ليسردا عقب ذلك كم الإحباط والحياة المزيفة التى أخفياها للمشاهدين، ليصبح كل شخص بلا مهنة يبدأ بنشر فيديوهات ليس لها أهمية وتقريبا هم علموا أن المحتوى الهادف لا يجلب الكثير من المشاهدة فأصبحت أغلب المحتويات غير هادفة. فمتى ينتهى هذا العبث الذى نعيشه؟ متى ينتهى هذا الكابوس الذى يعيشه المجتمع، فيوما تلو الآخر أستيقظ على خبر يملأ جميع صفحات السوشيال ميديا وأغلب صفحات الناس ليصبح الجانى مجنيا عليه والمجنى عليه جانيا، تضيع سمعة البعض جراء أناس لا يبحثون إلا عن المادة وتحقيق أعلى نسب مشاهدة ويصبحون تريند، ولا يهم بعد ذلك ماذا حدث لحياة هؤلاء!