رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السياحة الفنية أحد أنواع السياحة الترويجية مثل الآثار والسياحة العلاجية والرياضية والثقافية، فإذا كانت الأقصر وأسوان قد اشتهرتا بسياحة الآثار والمشاهد الخلابة لنهر النيل والبحيرات والرحلة النيلية الشهيرة، فإن شرم الشيخ والغردقة لهما بريق المناخ ورياضة الغوص واكتشاف جمال البحر الأحمر وشعبه المرجانية ورياضة الصيد ومكانة المنطقة تاريخيًا وسياسيًا، ومن نعم المولى عز وجل على مصر، الساحل الشمالى فى جانبه الغربى الممتد من الإسكندرية حتى مرسى مطروح وحدود ليبيا وحدود سواحل المتوسط؛ نظرًا لامتداده الجغرافى وتميزه المناخى، ولأنه كان موضعًا ومكانًا لحضارات وثقافات قديمة يونانية ورومانية، وأيضًا به أكبر مساحة من الآثار الحديثة إبان الحرب العالمية الثانية وموقعة العلمين وهزيمة جيوش هتلر ودول المحور ومقابر الكومنولث الشهيرة، ولا يمكن أن نغفل محطة الضبعة النووية تحت الإنشاء والتى سوف تدخل مصر عصر القوى النووية من أجل الأغراض السلمية، فالنووى حياة وليس دمارًا كما هى الصورة الذهنية للعامة والخاصة.

وحين بدأ المهندس حسب الله الكفراوى فى إنشاء وتعمير الساحل الشمالى فى الثمانينيات من القرن الماضى كانت تلك بمثابة نقلة نوعية فى الشواطئ الجديدة التى تنافس شواطئ الإسكندرية، إلا أنها كانت قرى وليست مدنًا، حتى العجمى لم تحافظ على كونها مدينة ساحلية متميزة وانتشرت فيها العشوائيات والمخالفات على الرُغم من كونها مدينة لها مواصفات متميزة، فهى سكن بل وامتداد للإسكندرية التى ضاقت بأعداد سكانها... ومن هنا كانت مدينة العلمين الجديدة أملاَ للمصريين فى أن تكون هناك مدينة متكاملة على الشاطئ والساحل، كما أن لها امتدادًا عمرانيًا على الجهة المقابلة صحراويًا، وتميزت تلك المدينة الجديدة بإنشاء المدارس والجامعات الجديدة والكليات ذات التخصصات الفريدة، وأولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بها وكأنها عنوان للمرحلة الجديدة... طرق ومبانٍ وهيئات حكومية وبنوك ومدينة للفنون والثقافة، ومستشفى وملاعب ورياضة، وكل الإمكانات وضعت من أجل تألق تلك المدينة التى تعد جزءًا أصيلًا من أرض مصر المحروسة، ولكل مصرى أن يفخر بوجودها وتلألؤ أضوائها واعتبارها المدينة السياحية الساحلية الأولى فى مصر صيفًا.. وإقامة مهرجان لمدة 45 يوميًا على أرضها، وتنوع الفعاليات والأنشطة للجذب السياحى ما بين فعاليات مجانية للجمهور ومسرح شارع مفتوح وفرق موسيقية حرة ورياضة ومسابقات وكذلك حفلات لكبار النجوم والشباب من المطربين، كل هذا لا غُبار عليه ويؤدى إلى الرواج السياحى وانتعاش حركة التواجد، ويضيء سماء المدينة السياحية وسماء مصر لكن... حين تكون الدولة هى الراعى والمسئول عن تنظيم حفلات كبرى فإن معايير الذوق العام فى الملبس والمظهر والجوهر من كلمة ولحن وشكل وأسلوب، كل هذا يجب أن يتوافق مع المكان والراعى والمسئول عما يقدم لأنه يعبر عن الوطن والدولة فهو مهرجان رسمى وليس مهرجانًا شعبيًا أو مهرجانًا خاصًا لرجل أعمال أو شركة خاصة.. التنافسية الفنية والترفيهية تتكامل مع التعبير  عن الهوية، الارتقاء بالوعى والذوق العام الذى هو مهمة قومية لكل مؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية والتعليمية وحتى السياحية والترفيهية. وهذا المهرجان وتلك الفعاليات تساعد على استعادة الريادة للقوى الناعمة المصرية. المهرجان فكرة جيدة وسوف يكون له مردود فنى واقتصادى كبير وانتعاش للفن المصرى بمشاركة كبار وشباب النجوم، ولكنه يظل للصفوة، ومع هذا فهو خطوة جادة وسباقة لوضع العلمين الجديدة كمدينة فنية وثقافية وسياحية تتألق صيفًا وشتاءً لنا جميعًا.