رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع اغتيال الرئيس أنور السادات، وتمت مطاردة عدد من قيادات الإخوان المسلمين، وقبل الاغتيال عرف مصطفى مشهور وهو أحد قيادات الجماعة أن السادات سيعتقل عددًا كبيرًا من السياسيين، فقرر الهرب خارج مصر وأخذ معه ربيبه فى الجماعة محمود عزت، وهنا أتوقف قليلا أمام دراسة مهمة جدا منشورة على «إخوان ويكى»، عنوانها (الإخوان المسلمون ومبارك من المهادنة إلى المواجهة) للباحث الإخوانى السعيد رمضان العبادى الذى يقول إن مصطفى مشهور عرف مبكرا بأمر اعتقالات سبتمبر، وبأن اسمه فيها، من بعض رجال الأمن الذين كان يتصل بهم، ويفسر ذلك بأن الإخوان فى هذا الوقت كانوا قد اخترقوا جهاز الأمن، وكانوا يعرفون ما سيحدث أولا بأول، دون أن يشير الباحث الإخوانى إلى أن مصطفى مشهور نفسه قد يكون من بين المتعاونين مع رجال أمن الدولة، ولذلك سربوا له هذه المعلومة، والمضحك هنا أن مصطفى مشهور عمل بمبدأ إذا جاءك الطوفان فضع ابنك تحت قدميك، فبعد أن علم بأخبار الاعتقالات القادمة، لم يخبر أحدًا من الإخوان الذين وردت أسماؤهم فى القوائم، قال هو بعد ذلك إنه نسى، وفر بجلده هو وتلميذه محمود عزت فقط.

فى سنوات الغربة حاول مصطفى مشهور أن يجند أكبر عدد من المصريين الموجودين فى الخارج، وفى بيت أحد الإخوان الكبار الذين كانوا يترددون على المركز الإسلامى فى كاليفورنيا تعرف مشهور على محمد مرسى الذى كان من فرط فراغه يتردد على المركز الإسلامى ليتعرف على المصريين هناك، من المفارقات أن مشهور من الشرقية، محافظة مرسى، كان يعرف عائلة العياط التى ينتمى لها مرسى، تطورت العلاقة بينهما، عرف مشهور أن مرسى شاب قليل الخبرة، لا توجد لديه أى خلفية حركية، فاطمأن إلى أنه يمكن أن يكون تلميذًا نجيبًا فى تنظيم الإخوان، فهو يسمع ويطيع دون مناقشة أو سؤال، عاد محمد مرسى من أمريكا إلى جامعة الزقازيق منذ العام ١٩٨٥، وخلال وجوده فى الجماعة أصبح أستاذًا متفرغًا فى ٢٠١٠، كان يقوم بعمليات محددة ضمن نشاط الحفاظ على قوة التنظيم، وهو ما يفسر أن أحدًا من الإخوان لم يكن يعرف شيئًا عن مرسى الذى ظل تابعًا لسيده مشهور الذى كان يناديه دائما بـ»عمى».

بعد وفاة مصطفى مشهور انتقلت تبعية مرسى إلى خيرت الشاطر الذى جعل أستاذ الهندسة واحدًا من رجاله المقربين، استعان به كباحث واستشارى فى مشروعاته، وكان الملاحظ أن خيرت لم يقحم محمد مرسى فى العمل التنظيمى داخل الجماعة، بل احتفظ به بعيدًا ليقوم بأدوار فى العلن، حتى يحتفظ الشاطر بالأدوار الحقيقية فى الخفاء. كانت النقلة الكبرى لمحمد مرسى داخل التنظيم فى العام ٢٠٠٠، وقتها كانت الجماعة قد أعلنت عن أسماء مرشحيها، وكان مرسى مرشحًا احتياطيًا لمرشح أساسى لدائرته بالشرقية، شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات على الجماعة، وسقط المرشح الأساسى فى دائرة مرسى، ليصبح هو مرشح الإخوان فى الدائرة، وكأن قدره يطارده دائمًا بأن يكون احتياطيًا وليس أساسيًا، فكما حدث معه فى انتخابات ٢٠٠٠، حدث فى الانتخابات الرئاسية، كان احتياطيًا لخيرت الشاطر، لكن الأقدار دفعته لأن يلعب الدور الأول، لم يستطع محمد مرسى أن ينجح فى دائرته بالزقازيق إلا من خلال تنسيق مع جهاز أمن الدولة، وقد مرر حبيب العادلى الصفقة فى إطار تفاهم يقضى بدخول عدد من نواب الإخوان مجلس الشعب، وكان أن دخل ١٧ نائبًا بالفعل، كان مرسى هو المتحدث الرسمى باسمهم، وللحديث بقية.

[email protected]