رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

< يظن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ومن بعده إعلام السلطة، الموالى لحكومة «تل أبيب»، أن الثرثرة المتوالية، حول مشروع منافس لقناة السويس، من ناحية، ومسألة التطبيع مع المملكة العربية السعودية، من ناحية أخرى، كما لو كانت ملك يمين، عندما يتحدثون عن أوهام تسكن خيالاتهم وحدهم، وكأنهم يملكون أوراق اللعبة، من دون أطراف أخرى، عندها حسابات ومصالح أكبر من هذه الهلاوس، والقصد هنا مصر والسعودية.. فلا مصر تهتم بما يدعون، أنه تهديد لقناة السويس، ولا السعودية معنية بأى مما يصدر من تصريحات، سواء من» تل أبيب» أو «واشنطن»،عن قرب تطبيع العلاقات مع» الرياض». 

 ** الذى نفهمه، أن» نتنياهو» يحتاج إلى مقايضة سياسية، يمكن أن تقنع المجتمع الإسرائيلى بمكاسب، يأمل فى أن تخرجه من ورطة الإصلاحات القضائية، وتوقف الاحتجاجات اليومية، التى تهدد بحرب أهلية فى إسرائيل، وبالتالى هو يتحدث عن مشروع قطار فائق السرعة، يربط البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، قالت وسائل إعلام بلاده، إنه سوف ينافس القناة المصرية، حتى أن هلاوس «نتنياهو»، زيَنَت له القول، بأن القطار سيربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية، وأيضا شبه الجزيرة العربية كلها، وكأنه يتحدث إلى نفسه، طالما أن أيًّا من الأطراف العربية، لم يعلق على أوهامه، سواء بالرفض، أو حتى من زاوية الرد السياسى. 

< لقد تجرأت مجلة «يسرائيل ديفينس» - تصدر عن الجيش الإسرائيلى- على أن تكشف نية حكومة «نتنياهو»، عن تشغيل القطار فائق السرعة، لينقل البضائع من ميناء «إيلات» على البحر الأحمر، إلى ميناءى «أشدود وعسقلان»، على البحر الأبيض، ليكون بديلا لقناة السويس، وتحدثت صراحة عن طمع الإسرائيليين فى جزء من عائداتها، التى قالت إنها بلغت، 9 مليارات و400 مليون دولار هذا العام، وهو ما يعكس روح التآمر، ليس على القناة وحسب، بقدر استهداف الاقتصاد المصرى، وهى تتعمد إغفال مشروعات التطوير وازدواج الممر الملاحى، واستيعاب القناة 12% من التجارة الدولية، و22% من تجارة الحاويات فى العالم. 

 ** وحتى يتحصل «نتنياهو» على تغطية مقبولة، لما يواجهه من انتكاسات داخلية، قبل أن تطيح بحكومته اليمينية المتطرفة، أمام موقف المعارضة والجيش من التعديلات القضائية، يتحدث عن اختراقات فى ملف التطبيع، للدرجة التى سمح فيها لوزير خارجيته، إيلى كوهين، بأن يزعم بأن إسرائيل حاليًا، الأقرب من أى وقت مضى، من اتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية، وما دون ذلك من زيارات مكوكية، بين المسئولين فى «واشنطن» و»تل أبيب»، حتى أنه حدد شهر مارس 2024، للإعلان عن انطلاق العلاقات بين البلدين، فى حين لم تعلق «الرياض» إلى اللحظة، على أى ادعاءات إسرائيلية وأمريكية، حول هذا الموضوع.

 ** نعلم أن المملكة العربية السعودية، ترهن مسألة التطبيع بـتنفيذ إسرائيل بنود مبادرة السلام العربية، التى طرحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، فى مؤتمر بيروت عام2002، بإقامة دولة فلسطين، على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، والانسحاب من هضبة الجولان، وهناك ثقة مطلقة، بأن القيادة السعودية لن تستبدل موقفها، أمام أى تنازلات أمريكية وإسرائيلية، فى صورة مغريات أمنية وعسكرية أو حتى نووية، حتى لا تندفع إلى فخ التطبيع المجانى، مثلما اندفع آخرون إليه طواعية.. هنا سيتوقف زعيق الإسرائيليين عن التطبيع مع السعودية، وتبلع حكومة «نتنياهو»، لغة التهديد لقناة السويس المصرية. 

[email protected]