رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى؟!

صورة تركيب
صورة تركيب

بدأنا الأسبوع الماضى فى صفحة «وراء الجريمة»، أولى متابعات الجرائم بشكل تحقيقى، واستعراض لاعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالاً وبحثاً من جريدة «الوفد»، عن الحقيقة بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة أينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية. 

جريمة هذا الأسبوع قضية شهدها أحد أحياء منطقة التجمع، وهى جريمة مقتل شاب على يد صديقه، والسبب «100 جنيه»، انتقل محرر «الوفد» لمحل الواقعة والتقى اسرة المجنى عليه، وشاهد عيان، وتابع اعترافات الجانى، عقب هروبه وإلقاء القبض عليه، وفى السطور القادمة قراءة فى التفاصيل.

4 طعنات من صديق العمر.. مقابل 100 جنيه تنهى حياة شاب التجمع

محرر الوفد مع سيدة

والدة القتيل: "نارى على ابنى مش هتبرد غير واللى قتله على حبل المشنقة"

«ظروفى وحشة اليومين دول»، كانت هذه آخر عبارة نطق بها «مصطفى 26 عاما» قتيل التجمع، الذى تلقى 4 طعنات غدرًا على يد صديق الطفولة «يوسف 22 عاما»، وقالت والدة المجنى عليه لـ«الوفد» متذكرة آخر مشهد لابنها: «رحل مصطفى مبتسمًا، وطول الـ26 سنة اللى عاشها، لم يكن يتشاجر مع أحد، بل بالعكس بيحب مساعدة القريب والغريب»، مستكملة ان الجانى تربى مع ابنى منذ الصغر ولم نكن نبخل عليه بأى شىء.

وتذكرت والدة المجنى عليه يوم الجريمة، وقالت «عاد مصطفى من عمله يوم الجريمة فى منتصف الليل، وبعد دقائق قليلة هاتفه المتهم، وطلب منه مقابلته اسفل المنزل، وعندما هبط اليه، وكعادة ابنى توجه اليه واحتضن صديق عمره، ولكن المتهم كان فى نيته الغدر به، فنشبت بينهما مشادة كلامية، علمنا عقب ذلك ان سببها اقتراض ابنى من الجانى «100 جنيه»، وان المتهم حضر ليطالبه بردها اليه، وقال له بعض العبارات مثل «انت مالكش كلمة ومش راجل».

وانخرطت الأم فى البكاء منهارة وصاحت: وفى هذه اللحظة حاول ابنى تهدئة صديق عمره واحتضنه مرة اخرى على وعد ان يرد ما اقترضه منه فور الحصول على راتبه من عمله، فعاجله الجانى بـ4 طعنات فى الصدر والظهر، وتركه يصارع الموت وهو يردد عبارة «خدت حقى بالدم»، مضيفة ان بعض المارة فى الشارع حاولوا الدفاع عن «مصطفى» لكن الجانى هددهم ثم فر هاربا، وفى هذا التوقيت حضر احد اصدقاء ابنى، ونقله الى المستشفى لاسعافه، وظل فى المستشفى يومين ثم توفى.

واستكملت الأم المكلومة، ابنى مصطفى كان عزيز النفس، فعندما اقترض الـ100 جنيه، من «يوسف» كان فى نيته السداد، وعلمت ان المتهم طالبه عدة مرات بالنقود، ووعده نجلى بردها عندما يحضر راتبه، وقام الاخير بتوبيخه، وكان ابنى بيرد عليه «اصبر عليا يا صاحبي»، ولو عرفت ان عليه مبلغا ماليا لاى شخص كنت سددتها بدلا ان يذهب فلذة كبدى فى ثانية من اجل دين صغير مثل هذا.

مستطردة: شاهدت ابنى غارقا فى دمائه، كان عريسا وبيستعد لإتمام فرحه، كان نفسى اشوفه فى بيت الزوجية، لكنى وصلته الى قبره، مطالبة من جهات التحقيق والقضاء ان تصدر حكمها، حتى تبرد نارها، وانها لن يغمض لها جفن حتى ترى المجرم معلقً1ا فى حبل المشنقة.

القاتل: «خدت بدل فلوسى دم»

 

عقد النية وأعد سلاح الجريمة «سكين»، واتصل بالمجنى عليه «مصطفى» فى منتصف الليل، وبدون تردد سدد الجانى «يوسف»، 4 طعنات لصديق طفولته، أمام منزله وعلى مرأى ومسمع من الجميع، طعنة فى الكتف و3 اخرى فى الظهر نفذت احدها الى الرئة، لتودى بحياة صديقه.

اعترف المتهم «يوسف» أمام جهات التحقيق، بأنه تربطه علاقة صداقة مع المجنى عليه «مصطفى»، منذ الطفولة، وأنهما كانا دائمى تبادل الزيارات، والتقابل سويا، وتناول الطعام سويا، ولكن منذ ما يقرب من 30 يومًا، تواصل معه صديقه «مصطفى»، وطلب منه اقتراض 100 جنيه، ووعده بالسداد فى أقرب فرصة تصل اليه نقود، مضيفا انه منذ هذا الوقت وكلما رأى المجنى عليه كان يطالبه بسداد المبلغ المالى، لكنه كان يتعلل بأن «الدنيا مخبطة معاه».

واضاف الجانى: أنه قبل الحادث بيومين التقيت يوسف على احد المقاهى، وطالبته بالفلوس بس هو رد عليا «هقبض من الشغل حاضر وهجبلك الفلوس»، اخبرته انه لازم يحضر فلوسى من تحت الارض، وتدخل احد اهالى المنطقة وقال «انتم اصحاب وعشرة عمر مينفعش 100 جنيه تخسركم بعض»، انتظرت ان يتصل بى لرد النقود لكنه لم يفعل.

واستطرد «المتهم بقتل صديقه»: يوم الحادث قابلت «مصطفى» الساعة 5 عصرا وطالبته برد المبلغ وقولت له «قدامك ساعة واحدة تجبلى فلوسى ولو ما جتش انا هصرف حقى دم»، وعندما لم يحضر النقود، اتصلت به حوالى الساعة 1 صباحا، والتقيت معه اسفل منزله، وعندما اقترب منى ليصافحنى، اخرجت سكينا كان معى وطعنته فى كتفه فحاول الهرب منى فطعنته فى ظهره 3 طعنات، وهربت الى منزلى وأخفيت السلاح ودخلت الى غرفة نومى، وعلمت عقب ذلك ان «مصطفى» ما زال على قيد الحياة، وانه باحد المستشفيات، وكنت اتابع مع احد الاصدقاء حالته، حتى حضرت الشرطة وألقى القبض على، فعلمت انه فارق الحياة.

شاهد عيان: المتهم قتل صديقه وذهب للنوم

قال أحد شهود العيان على الواقعة ، مصطفى رحمة الله عليه تقابل مع المتهم، و»احتضنه» لنزع الخلاف على المبلغ المقترض منه ووعده برد المبلغ صباح اليوم التالى، وبكل غدر وخسة باغته المتهم بطعنات بمناطق متفرقة بالجسد ثم فر هارباً، «مصطفى» كان يتكئ على السيارات حتى وصل الى مدخل عقار واتصل بصديقه قائلا: «تعال دلوقتى أنا بموت» وعلى الفور جاء إليه ووجده غارقا فى بركة دماء ونقله إلى المستشفى وبعد ساعات لفظ أنفاسه الأخيرة.

وأضاف الشاهد: المتهم يوسف، بعد قتل صديقه كان يسير وسط الشارع بشكل طبيعى، ثم توجه إلى منزله وطلب من زوجته إخفاء «سلاح الجريمة» ثم ذهب إلى النوم، وبعد إخطار المستشفى لقسم الشرطة بوجود متوفى، انتقلت قوات الأمن الى منزل المتهم وتم القبض عليه والذى اعترف بارتكاب الجريمة.

فيما أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت النيابة بتشريح جثة الضحية لبيان أسباب الوفاة وملابساتها، وتسليمه لذويه لدفنه، وطلبت التحريات النهائية حول الواقعة.