رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جامعة فنية كبرى برئاسة يوسف وهبى

100 عام على «مسرح رمسيس»

بوابة الوفد الإلكترونية

«العميد» اكتشف أنور وجدى عامل الإكسسوار بالمسرح

«كرسى الاعتراف» علامة فى تاريخ الفرقة.. ووصل بالفرقة للعالمية.. وحصول يوسف وهبى على جائزة من بابا إيطاليا

 

المسرح كان ولا يزال أبوالفنون، وهو الجامعة الحقيقية لتخريج الفنانين الحقيقيين فى كل العصور، هذا العام تحل الذكرى المئوية لإنشاء مسرح رمسيس الذى أسسه وكونه عميد المسرح العربى الراحل يوسف بك وهبى ومعه عزيز عيد.. اختمرت فكرة إنشاء هذا المسرح بعد عودة يوسف وهبى من إيطاليا، حيث درس هناك التمثيل فى إيطاليا لعدة سنوات.. عندما عاد إلى مصر اكتشف أن المسرح المصرى يمر بحالة من الهزال والضعف. فى هذه الآوانة كان يوسف وهبى قد ورث عن والده عبدالله باشا وهبى مبلغًا وقدره 12 ألف جنيه وهو مبلغ رهيب بالنسبة لتلك الفترة، فقرر تخصيص ما ورثه لإنشاء فرقة مسرحية تواجه المسرح الهزلى. وشعر يوسف وهبى أن المسرح قد مات تقريبًا.. بالصدفة البحتة كان يسير فى شارع عماد الدين وقابل وقتها المخرج عزيز عيد قال له بالحرف قول للجمهور. إنى عاوز اشترى صندوق خشب وعليه بوية عشان أمسح أحذية لأن الفن الجدى لم يعد يجدى.

يوسف وهبي

وقررا معًا إنشاء الفرقة ومعهم مجموعة من الممثلين والممثلات الشباب منهم حسين رياض وزينب صدقى وروز اليوسف وأحمد علام وأمينة رزق كانت البداية بمسرحية المجنون يوم 10 مارس 1923 وكانت من تأليف يوسف وهبى واخراج عزيز عيد.

قدمت الفرقة على مدى تاريخها 300 مسرحية من عام 1923 إلى 1961 قدمت الفرقة أعمالها باللغة العربية وبلغات أخرى مثل الفرنسية. وكان لها الفضل الأكبر فى اكتشاف العديد من المواهب الأخرى منهم فاطمة رشدى واستيفان روستى وزكى رستم العملاق وزينب صدقى، وأنور وجدى، وربما لا يعلم الكثيرون أن الشاب أنور وجدى وهو فى مقتبل العمر كان يعمل عامل إكسسوار فى مسرح رمسيس. ولفت نظر يوسف بك بوسامته ولياقته، وقرر أن يلحقه بالفرقة ليصبح بعد ذلك نجم النجوم كممثل ومخرج ومنتج.

وتدور الأيام ويعمل يوسف وهبى كممثل أمام المخرج أنور وجدى فى فيلمى حبيب الروح وغزل البنات.

كما انضم للفرقة ممثلون آخرون منهم حسن البارودى وفتوح نشاطى وعزيزة أمير وسرينا إبراهيم وجورج أبيض ودولت أبيض ولكنهما انفصلا من الفرقة سريعاً. كان مكان المسرح بالتحديد دار سينما راديو.

اهتم يوسف بك بالدعاية للفرقة عن طريق الصحف والمجلات والأفيشات فى الشوارع وحرص بشدة أن يكون المسرح نظيفًا وطبق لأول مرة نظام (الأبونيه) السنوي لمشاهدة عروض الفرقة على مدى العام، وتميزت الفرقة بالانضباط الشديد والالتزام التام بتعليمات المخرج كانت الفرقة تقدم عرضًا جديدًا كل أسبوع ومسرحيات مترجمة عن نصوص فرنسية وإيطالية خاصة أعمال مولبير وادمون روستا وشكسبير وابسن وغيرهم، إلى جانب الاهتمام بالمؤلف المصرى والعربى منهم أنطوى يزيل صاحب رواية التريانج وأمين صدقى الذى كتب رواية القرية الحمراء وداود عونى مؤلف الحجيم. ومحمود كامل الذى كتب نصى الوحوش والمنتقم.

كان عام 1926 نقطة انطلاق لفرقة رمسيس. حينما قدم يوسف وهبى مسرحية كرسى الاعتراف ترجمة استيفان روستى، وتناولت المسرحية قصة كاردينال وهى مرثية رقيقة للكنيسة الكاثولوكية يتلقى اعتراف من قائد الجيش أنه قتل والد حبيته. واختفى قائد الجيش بعد هذا الاعتراف.

حققت المسرحية نجاحًا مدوياً وصلت لإيطاليا. وقرر بابا الكنيسة الكاثولوكية منح يوسف وهبى الجائزة الذهبية 1927، وتم وضع اسمه فى الكتاب الذهبى الخاص بالكاتدرائية.. وصار يوسف وهبى نجمًا لامعاً، وأصبحت الفرقة من أعظم الفرق المسرحية فى الشرق وأوروبا. وبسبب الخلافات انفصل عزيز عيد عن الفرقة أثناء الإعداد لمسرحية كرسى الاعتراف وتعرضت الفرقة لمحنة مالية شديدة كادت أن تعلن أفلاسها، لولا وقوف السيدة الثرية عائشة فهمى إلى جوار الفرقة حتى استطاعت تجاوز هذه المحنة وتزوجت من يوسف وهبى، وفى عام 1933 بنى يوسف وهبى مدينة رمسيس ومكانها الآن مسرح البالون كانت تضم ستوديو للسينما ومحطة إذاعة وملاهى متنوعة وأول دور عرض فى الهواء الطلق.

من المواقف الطريفة لهذه الفرقة أنها تسببت فى انفصال عدة أزواح بسبب إحدى المسرحيات التى استمرت 7 ساعات كاملة.. لأن الأزواج عادوا فى الصباح وتم الطلاق بين عدة أزواج، هذا الكلام على لسان الكاتبة الصحفية الراحلة فاطمة اليوسف.

من أشهر مسرحيات الفرقة على مدى تاريخها.. «المجنون»، و«غادة الكاميليا»، و«راسبوتين»، و«كرسى الاعتراف»، و«لوكاندة الأنس»، و«الجبار»، و«صرخة الألم»، و«عطيل»، و«انتقام المهراجا»، و«الجريمة والعقاب»، «كليوباترا»، و«أكسير الحب»، و«وديفيد كوبرى فبلن»، لتشارلز بكنز فى عام 1944 تعثرت الفرقة وانضم أعضاؤها للفرقة المصرية للتمثيل وحاول يوسف وهبى إعادة تكوينها أكثر من مرة فى أعوام 1947، 1957، 1960، 1969، 1970، لكنها انحلت تمامًا بسبب الأفلاس.

ولكن فى بداية السبعينيات تذكر العميد يوسف وهبى الأيام الخوالى وقدم مسرحية بيومى أفندى مع أمينة رزق وكريمة الشريف ومدحت غاى وكان قد قدم نفس الشخصية فى فيلم سينمائى عام 1950.

هذه الفرقة استطاعت تمهيد الفريق لريادة مصر المسرحية ووضع شكلًا حقيقيًا للمسرح بعيدًا عن الهزل والتهريج والتمثيل الهابط. بل وضعت تقاليد للمسرح والانضباط فى كل شىء.

فرقة رمسيس كانت الجامعة الحقيقية لتخريج عمالقة الفن فى القرن العشرين. مواهب فذة وعملاقة استمرت فى دائرة النجومية لعشرات السنين وكان لهم الفضل فى العصر الذهبى للسينما المصرية منذ الأربعينيات ولعشرات السنين المقبلة.

أنور وجدي

ولم تستطع أى فرقة اكتشاف هذا الكم الهائل من النجوم العمالقة نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر: أنور وجدى من المواهب النادرة فى تاريخ السينما كممثل ومخرج ومنتج، كان له الفضل فى إثراء السينما المصرية على مدى أكثر من 51 عامًا (1940 - 1955).

أمينة رزق، نجمة السينما على مدى أكثر من 70 عامًا، تاريخ عريض وأشهر من قدمت دور الأم المكلومة فى تاريخ السينما.

حسن فايق، نجم الكوميديا الفذ وصاحب أشعر ضحكة فى تاريخ السينما، عطاء استمر 50 عامًا وتوقف بسبب المرض فى أوائل السبعينيات حتى رحيله 1980.

استيفان روستى، فنان فذ بمعنى الكلمة، من أصول إيطالية ونمساوية ولكنه كان مصريًا حتى النخاع، أظرف شرير فى تاريخ السينما المصرية وصاحب مدرسة خاصة فى الأداء التمثيلى.

حسن البارودى، أحد عمالقة الأداء التمثيلى الفذ وصاحب الصوت المميز، جعله متفوقًا فى تجسيد أى شخصية، من ينسى أدواره فى أفلام «الزوجة الثانية» و«باب الحديد» و«هجرة الرسول».

حسين رياض، أشهر أب فى تاريخ السينما المصرية، براعة فائقة فى تجسيد كافة الشخصيات، الأب، الباشا، الفلاح، السلطان الجائر، صاحب بصمة هائلة فى تاريخ السينما.

زينب صدقى، الأم الهانم فى أفلام الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، من أشهر أفلامها «ست البيت، النائب العام، السبع بنات» وغيرها.

أحمد علام، ممثل رائع، اشتهر بدور الباشا، أو الأب المستبد، من أشهر أدواره دور الباشا فى فيلم «رد قلبى» والأب البرنس فى أفلام «قلوب العذارى» و«ثورة المدينة».

أما عميد المسرح العربى يوسف وهبى (1898 - 1982)، حالة استثنائية فى تاريخ المسرح والسينما المصرية، كان له الفضل الأكبر فى نشأة ونهوض المسرح المصرى الحقيقى وعلى يديه تخرج عشرات وربما مئات المواهب.