رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس من المقبول والمعقول فى ظل المشروع الوطنى الموضوع للبلاد بعد ثورة 30 يونيو أن نجد أفراداً أمرهم غريب وشأنهم مريب، يتطاولون على الأحزاب السياسية بشكل غير طبيعى، فى حين أن المادة الخامسة من الدستور تؤكد أن تفعيل الحياة السياسية لا يأتى إلا من خلال الأحزاب السياسية. وليست هناك أمور أخرى أهم من هذه المادة فيما يتعلق بمباشرة الحياة السياسية فى البلاد، والذين يتطاولون على الأحزاب السياسية، إما جاهلون وإما لهم مصالح خاصة يهدفون إلى تحقيقها من خلال تعطيل مسيرة الأحزاب السياسية. صحيح أن فى مصر عدداً كبيراً من الأحزاب السياسية، لكن هذا لا يعنى أبداً الاستهانة أو التطاول أو التجريح فى الأحزاب. وصحيح أن كل هذه الأحزاب يجب أن تتوحد فيما بينها خاصة الأحزاب ذات البرامج المتشابهة، إلا أن هذه ليست قضيتنا الآن والمهم هو لماذا يتم التطاول على الأحزاب السياسية؟.

وحتى كتابة هذه السطور، هناك حملة شعواء على الأحزاب السياسية، بل هناك إصرار شديد على استمرار ضعفها كما كان فى الأزمنة المظلمة التى كانت تريد فقط من الأحزاب أن تكون ديكورًا لتزيين الحكم، لا يمكن أن تكون هناك حياة ديمقراطية سليمة بدون أحزاب، يعنى كيف يتم تداول السلطة ولا توجد أحزاب؟ والذى نعرفه ويعرفه كل العقلاء أن تداول السلطة يتم بين أحزاب وليس بين أفراد، وبالتالى فالأنفع والأجدى هو تقوية الأحزاب وليس ضعفها.

وغاية الديمقراطية ومنتهاها هو تداول السلطة، وبدون ذلك لا تكون هناك ديمقراطية وأى حديث عنها يكون هراء، ويتم تداولها من خلال الأحزاب وليس الأفراد.. وأمام ذلك يجب أن تتوارى خجلًا أية دعوات تزعم أن المصريين غير مهيئين لتطبيق الديمقراطية، فهذا الشعب القوى الذى قام بالثورة العظيمة فى 30 يونيو، عيب أن نصفه بأنه لا يستحق أن يتمتع بالديمقراطية التى إحدى دعائمها الرئيسية هى تفعيل الحياة السياسية.. كما أنه لا يحق لأحد مهما كان أن يتحدث نيابة عن جموع المصريين الذين هم بالفعل نفذوا الديمقراطية وبطريقة لفتت أنظار الدنيا كلها من خلال الثورة العظيمة التى رآها العالم أجمع فى 30 يونيو.

الأسطوانة المشروخة التى ترددها جماعات أو أفراد لا تريد لمصر العبور إلى المستقبل، وتعيب على الأحزاب أداءها وتناصبها العداء، بهدف تعطيل المسار الديمقراطى ومخالفة الدستور فى تداول السلطة هم جهلاء.

الغريب أن هناك إصراراً على إضعاف الأحزاب، وبدأت الأمور من خلال الحديث الدائر عن ضعف الأحزاب، وهذا غير صحيح إنما كان بفعل فاعل.. ولا أعتقد أن أحدًا يرضى أبدًا بالعودة إلى نظام فاسد ولا لنظام فاشى. والشعب المصرى العظيم لديه إصرار على العبور إلى بر الأمان فى الدولة الديمقراطية الحديثة التى ينشدها الجميع.. وبناء مصر الكبرى لا يتأتى إلا بدور فاعل للأحزاب وتقوية مؤسساتها المختلفة، وما دون ذلك فيعد ردة عن الثورة، وكفى ما حدث فيما مضى من زمن تهميش الأحزاب.