رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع ما قاله عصام العريان فى حديثه عن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين فى ديسمبر ٢٠٠٩ عن العوامل التى يمكن أن تساعد الجماعة فى صمودها وصعودها ونموها خلال السنوات المقبلة، قال نصًا «هناك مجموعة من التحديات التى يمكن أن تشكل مستقبل الجماعة، منها تحديات متعلقة بالهيمنة الأجنبية، فهناك استقلال ثقافى ساهم فيه التيار الإسلامى، لكن هناك هيمنة قائمة على الدول الإسلامية، وهى تعوق التجديد، هناك كذلك تحدي إصلاح الحكم، فالحكم هو الذى سيرعى أى مشروعات للنهضة، وهذا مطلب شعبى يشترك فيه الإخوان وغير الإخوان، وهناك تحدٍ ثالث وهو موجود، وأعنى البرامج التى لدى الجماعة وهذه البرامج تقتضى وجود علاقات بين الإخوان والنخب السياسية والاقتصادية والإدارية والإعلامية».

نقف هنا عزيزى القارئ: هل كان العريان يقصد فى حديثه النخبة السياسية العامة؟ أم النخبة السياسية الحاكمة؟، لكنه لم يتركنا للتكهنات، وقال: علاقتنا بالنخبة الحاكمة ملتبسة جدًا، مثل (القط وخناقه)، نحن لا نريد أن نصطدم بالنخبة الحاكمة، لأن هذا ليس فى صالح أحد، أما النظام فهو لا يريد أن يقضى على الإخوان القضاء النهائى، فقد ثبت فشله فى هذا من ناحية، ثم إن مصلحته فى أن يبقى على الإخوان كفزاعة.

يمكن أن نطبق عزيزى القارئ هذه الفلسفة الواضحة البراجماتية بحذافيرها على موقع محمد مرسى الرئيس المعزول، سواء فى جماعة الإخوان المسلمين، أو فى علاقته بالحزب الوطنى، وبعض من رجال نظام مبارك الكبار الذين تقاطع معهم الرجل، بعد أن هبط على الجماعة بـالباراشوت، وأصبح فى غفلة من الزمن وبين عشية وضحاها مسؤولا عن الملف السياسى داخلها، فهو كان يمد خيوط الود بينه وبين رجال مبارك، لكن هذا الود نفسه لم يمنع النظام من التنكيل بالإخوان وسجنهم وتشريدهم ومصادرة أموالهم أحيانًا، فهم طبقًا للعريان (قط وخناقه)، كل منهما لا يستطيع أن يستغنى عن الآخر، فى السبعينيات كان محمد مرسى عيسى العياط، المولود فى ٢٠ أغسطس ١٩٥١، يدرس فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، ولأنه كان طالبًا مجتهدًا جدًا، فقد أطلق عليه زملاؤه (محمد مرسى الدحاح)، كان طموحه أن يصبح أستاذًا فى الجامعة لا أكثر ولا أقل، وطبقًا لصورة قلمية رسمها له الكاتب والمفكر ثروت الخرباوى، قبل أن يصبح الرجل رئيسًا فى يونيو ٢٠١٢، فإن مرسى وقتها لم يكن يعرف حتى أن هناك جماعة اسمها الإخوان المسلمون، فى السيرة الذاتية لمحمد مرسى سطر واحد يسجل تاريخه داخل الجماعة، وهو: انتمى الدكتور محمد مرسى للإخوان فكرًا فى العام ١٩٧٧، وتنظيميًا أواخر العام ١٩٧٩، وعمل عضوًا بالقسم السياسى منذ نشأته فى العام ١٩٩٢، التاريخ الوحيد الذى يمكن أن يكون مؤكدًا هنا هو تولى مرسى القسم السياسى فى الجماعة، أما تاريخ التحاقه بالجماعة فكريا وتنظيميا ففيه نظر، وهو ما يمكن أن نتحدث عنه قليلًا.

فى صورته القلمية يقول الخرباوى «تخرج الطالب مرسى العياط بتفوق، وكان له قصب السبق على زملائه، وانكفأ على ذاته ليحصل على الماجستير فى الفلزات فى هندسة القاهرة، وحدث هذا فى العام ١٩٧٨، دون أن يعرف حتى أن هناك جماعة اسمها الإخوان المسلمون، ثم حصل على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدكتوراه، ظل مرسى يدرس لسنوات فى جامعة جنوب كاليفورنيا، خلالها تحولت مصر واغتيل السادات، وتمت مطاردة عدد من قيادات الإخوان المسلمين، وقبل الاغتيال كان مصطفى مشهور وهو أحد قيادات الجماعة قد عرف أن السادات سيعتقل عددا كبيرا من السياسيين؛ فقرر الهرب خارج مصر وأخذ معه ربيبه فى الجماعة محمود عزت، وللحديث بقية.

[email protected]