رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجــــــاه

 ** حتى بعد مضى67 عامًا و3 أيام، لا يزال صدى الإعلان عن تأميم قناة السويس ينعش ذاكرة الشعب المصرى، بهذا القرار الوطنى الهادر، عندما توجهت الأنظار إلى ميدان المنشية بالإسكندرية، يوم26  يوليو 1956، يوم اهتزت أرض الميدان، بقوة قرار الرئيس جمال عبد الناصر، وهو يلقى خطاب عيد الثورة: « باسم الأمة.. رئيس الجمهورية.. تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، شركة مساهمة مصرية»، وهو القرار الذى أشعل حماس المواطنين، ودعمهم المطلق لخطة تمصير القناة، وإدارتها بأيدى المهندسين المصريين، أولئك الذين تولوا عمليات الإرشاد الملاحى لعبور السفن، باحترافية أذهلت العالم. 

  ** تعلمون تفاصيل المؤامرات، التى تعرضت لها مصر، ابتداء بالعدوان الثلاثى، الذى انطلق بحرب إسرائيلية، يوم 29 أكتوبر، بعد ما يزيد قليلاّ على 3 شهور من قرار التأميم، وسرعان ما لحقت كل من بريطانيا وفرنسا بهذه الحرب، وقد استمرت لقرابة الشهرين، قبل أن تنتهى أمام إنذار الاتحاد السوفييتى، وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية، التى أجبرت دول العدوان الثلاث، على وقف الحرب والانسحاب من ميدان القتال، وفى هذه الأثناء، اشتعلت ثورات غضب المصريين، وعلى وجه الخصوص فى بورسعيد، الذين فجروا تمثال صاحب الامتياز، الفرنسى «فرديناند ديليسبس»، عند مدخل القناة الشمالى. 

  ** إنه فخر لكل مصرى، أن يشارك فى احتفالات -أو على الأقل- يتذكر يوم التأميم، الذى أعاد حقوقنا وسيادتنا الوطنية، لواحد من أهم مرافق الملاحة فى العالم، وسوف يظل الشريان الحيوى، الذى يربط تجارة الشرق والغرب، رغم تلك الأفكار عن مسارات بديلة، يظن أصحابها أن مشاريعهم ستحل بديلًا لقناة السويس، وهو ما تصدى له خبراء ومتخصصون، بأن أيًّا من خطوط إيلات أو الخليج- البحر المتوسط، ولا حتى خط القطب الشمالى، يظل مجرد أفكار صعبة التنفيذ، بخلاف ضخامة التمويل، ومع ذلك، لن تأتى بأى تأثير على الحركة الملاحية فى قناة السويس، التى هى محل لمؤامرات، تستهدف اقتصاد مصر. 

  ** لكن.. يبقى مبعث العزة والقوة، فى قرار «ناصر»، أنه كان تحديًا لأكبر قوى عسكرية فى العالم، وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، التى تآمرت مع البنك الدولى، وتراجع عن تمويل بناء السد العالى، وبالتالى جاء الرد المباشر، بالإعلان عن تأميم قناة السويس، وقد كان بالغ التأثير على قادة الغرب، وعلى وجه الخصوص رئيس وزراء بريطانيا «أنطونى إيدن»، الذى فقد سمعته الدولية واضطر للاستقالة، عندما رفض الرئيس الأمريكى «دوايت أيزنهاور»، دعم العدوان الأنجلو- فرنسى على مصر. 

  ** إذن.. يحق لنا الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية، ذكرى تأميم القناة، وقد نجحت الخبرات المصرية، ليس فى إدارتها، وتقديم خدمات الإرشاد للسفن العابرة وحسب، بقدر ما أنجزوا من عمليات تطوير، على طول الـ193 كيلو مترًا الملاحية، بالتوسيع وبعمق الغاطس، وما دون ذلك من معدات وترتيبات فنية وتشغيلية، وأيضا  ل ايفوتنا التذكير بفخر القناة الجديدة، التى لبى لها الشعب المصرى دعوة الرئيس عبد الفناح السيسى، لتمويل حفر 73 كيلو مترًا، أنهت أزمة انتظار السفن، وقفزت بموارد القناة، لـ9 مليارات و400 مليون جنيه، وهذا مدعاة لأن نحتفل كل عام، بذكرى تأميم القناة الأولى وإنشاء الثانية.. تهنئة لهيئة قناة السويس. 

[email protected]