عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

16 تريليون دولار فاتورة خسائر الاقتصاد العالمي خلال 21 عامًا

حرائق الغابات
حرائق الغابات

بينما تنبعث أعمدة دخان حرائق الغابات من عدة مناطق في العالم، ووسط موجة حر شديدة، يتزايد اختناق الاقتصاد الدولي الذي يدفع الثمن من نموه وما حققه من ناتج إجمالي، في حين تزحف الآثار السلبية للأدخنة على العمال وإنتاجيتهم وجدوى ساعات عملهم.

وإذا كانت الخسائر تتجلى في الأضرار الصحية التي تصيب الإنسان أو في تعطيل وإلغاء فعاليات ذات منفعة اقتصادية، فإن مجموعة متزايدة من الأبحاث تحاول وضع رقم بالدولار على التداعيات الاقتصادية الأكبر.

وقد يكون هناك خسائر أخرى غير المناخ والبيئة، وربما تكون أشد إيلاما لبعض الدول من تلك المتعلقة بالمناخ.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) تعد حرائق الغابات مصدر قلق متزايد ليس فقط بسبب فقدان الممتلكات، ولكن أيضاً بسبب تأثيرها على جودة الهواء والمحاصيل والموارد والنقل والمسائل الصحية للحيوانات والبشر، ومعظم حرائق الغابات ناتجة عن نشاط بشري مثل حرائق المعسكرات غير المراقبة والسجائر المهملة بينما بعضها ناتج عن الحمم البركانية والإضاءة.

نقلت فايننشال تايمز عن دراسة نشرها أكاديميون في دارتموث العام الماضي أن موجات الحر، الناجمة عن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، كلفت الاقتصاد العالمي ما يقدر بنحو 16 تريليون دولار على مدى 21 عاماً من التسعينيات.

وذكر تقرير بلجنة الموازنة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا أن التكاليف السنوية لحرائق الغابات تتراوح بين 7.6 إلى 62.8 مليار دولار.

وحددت البيانات المناطق في الغرب، مثل كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا، مع مساحات طويلة من المناخ الجاف وقليل من الأمطار، أنها معرضة بشكل خاص لحرائق غابات يمكن أن تكون مدمرة، وتنمو بسرعة، وتقتل منازل ومجتمعات بأكملها وتتسبب في أضرار بمليارات الدولارات.

ويعد الزحف العمراني وتغير المناخ عاملين يزيدان من احتمالية وتواتر حرائق الغابات في جميع أنحاء البلاد.

وبشكل عام، فإن حرائق الغابات تطلق جسيمات دقيقة تعرف باسم PM2.5، وهي أصغر بحوالي 30 مرة من قطر شعرة الإنسان. يمكن لهذه الجسيمات أن تدخل إلى الرئتين ومجرى الدم وهي ضارة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقاً.

وفي يونيو الماضي، تم إلغاء مباريات البيسبول وعروض برودواي، وأغلقت المدارس وتم تأجيل الرحلات الجوية.

وخلصت دراسة علمية إلى أن جزيئات الدخان من حرائق الغابات يمكن أن تؤدي في النهاية إلى ما بين 4000 و9000 حالة وفاة مبكرة في الولايات المتحدة بما يكلف 36 مليار دولار إلى 82 مليار دولار سنوياً في الرعاية الصحية.

وفي اليونان حيث تكتوي مساحات واسعة بنيران يوليو الحالي، تحدث تقرير لفايننشال تايمز بشكل مباشر عن الخسائر السياحية التي تؤلم البلد الأوروبي الذي نجا قبل نحو عقد من أمة اقتصادية طاحنة.

وذكر التقرير أن المسؤولين اضطروا لغلق موقع الأكروبوليس، وجهة السياح في أثينا، لعدة ساعات في اليوم بسبب موجة الحر الشديدة.

لكن الأثر الاقتصادي لما يحذر الخبراء من أنه قد يكون حقبة جديدة من درجات الحرارة القياسية يتجاوز السياحة، وتستعد الصناعات التي تتراوح بين البناء والتصنيع والزراعة والنقل والتأمين لتغيير طريقة عملها، حيث تصبح أيام درجات الحرارة المرتفعة أكثر روتينية بسبب تغير المناخ.

ويتضح للعلماء أن الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك موجات الحر، ستصبح أكثر تواتراً وشدة مع كل جزء من درجة الاحترار.

وتوقعت دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية أنه بحلول عام 2030 سيضيع ما يعادل أكثر من 2 % من إجمالي ساعات العمل في جميع أنحاء العالم كل عام، بسبب تباطؤ وتيرة إنجاز العمال.

ويقدر عدد الأشخاص المعرضون لخطر الحرارة الشديدة بنحو 200 مليون شخص، وهو رقم من المتوقع أن ينمو ثمانية أضعاف بحلول عام 2050، وفقاً لساشين بويت، مدير المرونة المناخية في شبكة C40.

ويخطط الاتحاد الأوروبي لشراء طائرات إطفاء جديدة لتحسين قدرته على مكافحة الحرائق التي تزيد مع تفاقم أزمات المناخ.

وقال رئيس إدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يريد توقيع عقود هذا العام لما يصل إلى 12 طائرة إطفاء، وهي الأولى التي يمتلكها بالكامل، لتحسين قدرته على مكافحة الحرائق التي يغذيها تغير المناخ.

وضاعف الاتحاد الأوروبي أسطوله الاحتياطي الحالي من طائرات مكافحة الحرائق في العام الماضي، بعد أن استنفدت الحرائق المدمرة الصيف الماضي في جنوب أوروبا طاقتها السابقة المكونة من 13 طائرة.

ويتألف هذا الأسطول من 28 طائرة، يدفع الاتحاد الأوروبي مقابل استئجارها من أساطيل دول الاتحاد الأوروبي الخاصة أو السوق، لتشكيل منطقة عازلة على مستوى الكتلة خلال موسم حرائق الغابات. 

وقالت المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إنه من المتوقع أن تكلف مضاعفة الأرقام 23 مليون يورو، ولكن مع زيادة تغير المناخ من مخاطر الحرائق الشديدة، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز ليناركيتش، إن بروكسل تريد توقيع عقود هذا العام لشراء 12 مركبة مملوكة للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى 12 مركبة أخرى لتعزيز الأساطيل الوطنية الخاصة بالدول.

وتواجه أوروبا صيفًا آخر من الطقس القاسي الكارثي. تسببت حرائق الغابات في اليونان في مقتل ثلاثة أشخاص وتسببت في إجلاء آلاف السياح، بينما قال رجال الإطفاء الإيطاليون إنهم واجهوا قرابة 1400 حريق بين الأحد والثلاثاءالماضيين.