رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«هارب من الأيام» و«لمن نحيا» انطلاقة المسلسلات الطويلة

«ماسبيرو».. سنوات من الريادة الدرامية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

نجح التليفزيون المصرى الذى نحتفى بذكراه الـ63 الآن، فى انطلاق العديد من المسلسلات العربية التى تعتبر علامات بارزة فى تاريخ الفن المصرى، وانطلق مع بث التليفزيون المصرى فى العيد الثامن لثورة 23 يوليو، قائمة طويلة تدل على تاريخ ثرى للمسلسلات المهمة والمتميزة.

وكان أول مسلسل طويل يعرض هو (لمن نحيا) عام 1962 للمخرج حسين كمال، وتأليف كوثر هيكل، وقامت ببطولته الفنانة سهير البابلى والفنان عبدالخالق صالح والفنانة زوزو نبيل، وفى نفس العام عرض مسلسل «هارب من الأيام»، وانطلقت بعدها العديد من الأعمال المأخوذة عن الأعمال الأدبية لعبدالمنعم الصاوى، مثل «الرحيل» و«الضحية» وكلاهما من إخراج نور الدمرداش، و«النصيب» إخراج إبراهيم الصحن، وغيرها.

بالإضافة للعديد من الأعمال التى انطلق منها نجومية وجوه بارزة أصبحوا نجومًا فى التليفزيون المصرى والعربى منها عزت العلايلى الذى انطلقت نجوميته التليفزيونية من مسلسل «أبدًا لن أموت»، و«أشجان» أول أعمال سهير رمزى، و«فرصة العمر» بداية محمد صبحى التليفزيونية، و«الأفعى» انطلاقة مديحة كامل والظهور الأول لسعيد عبدالغنى، و«نجم الموسم» انطلاقة النجمين محمد رضا وهدى سلطان، و«عندما يشتعل الرماد» أول مسلسل للفنان أحمد خليل عام 1972، مع محمود مرسى وناهد يسرى، والنجم فريد شوقى فى مسلسل « الشاهد الوحيد»، ومها صبرى فى مسلسل «ناعسة»، ونور الشريف فى مسلسل «مارد الجبل»، ونستعرض بعضًا من ملامح أهم الأعمال التى كانت وستظل علامات فى الدراما المصرية.

 

أولها مسلسل «هارب من الأيام» الذى يعتبر أقدم مسلسل مصرى فى «لم شمل» الأسر العربية، وليست المصرية فقط حول شاشة التليفزيون، بجائزة أفضل ممثل تليفزيونى فى عام (1963). وأثناء عرض حلقات المسلسل كانت الشوارع تخلو من المارة، ويجلس أفراد الأسرة أمام هذا الاختراع الذى أحدث ثورة وقتها لمشاهدة ومتابعة مغامرات الهارب من الأيام، وهو النجم الراحل عبدالله غيث، والذى حصل على جائزة أفضل ممثل تليفزيونى عنه فى عام 1963، وشارك فيه كل من توفيق الدقن وحسين رياض ومديحه سالم وكمال ياسين مع المخرج نور الدمرداش.

أيضاً مسلسل «القط الأسود»، أحد أهم الأعمال التى أنتجت فى فترة الستينيات، الذى يصنف من مسلسلات الرعب، والذى أنتج عام 1964، من بطولة عمر الحريرى، مديحة سالم، توفيق الدقن، إحسان القلعاوى، سامى سرحان، محمد حمدى، محمود المليجى، ومن تأليف محمد عبدالقادر المازنى وإخراج عادل صادق وفؤاد شافعى.

ومسلسل «العسل المر» أحد أبرز المسلسلات التى تم عرضها فى 1966، وكان من بطولة شمس البارودى، وسمير صبرى، ومحمد رضا، ومحمد توفيق، وآمال زايد وزوزو شكيب، ومن تأليف يوسف عزالدين عيسى، وإخراج عبدالمنعم شكرى.

أيضاً مسلسل «بنت الحتة» قصة وسيناريو محمود إسماعيل واخراج يوسف مرزوق كان يمثل البطولة الأولى للنجمة زهرة العلا فى الدراما التليفزيونية، وقد حقق هذا العمل نجاحًا كبيرًا، وكذلك حقق الفيلم المأخوذ عن نفس القصة نجاحًا هائلًا على الشاشة السينمائية، ومن الأدوار التى تستحق الإشادة دور الفنان صلاح قابيل الذى جسد شخصية ابن البلد برصانة دون انفعال والذى تفوق فيه على أداء نظيره شكرى سرحان فى الفيلم.

مسلسل «بعد العذاب» الذى تم عرض عام 1979، بطولة شمس البارودى ونور الشريف ومن إخراج نور الدمرداش، وحقق نجاحًا كبيرًا وكان بداية انطلاقة نور الشريف فى الدراما التليفزيونية.

وكان فى بداية السبعينيات نجح مسلسل «الدوامة» فى لفت الأنظار، بطولة محمود ياسين ونيللى، وشهد الظهور الأول للنجم محمود عبدالعزيز، وتدور أحداثه فى 13 حلقة، وتم تصويره بكاميرا سينما على عكس كل الأعمال التى كان يتم تصويرها انذاك، وموضوع المسلسل يختلف عن الموضوعات التليفزيونية التقليدية وقتها، وهو أقرب لموضوعات أفلام هذه الفترة، من حيث تركيزه على العقد النفسية لأبطاله، والتى تتحكم فى مسار الدراما ومصائر الشخصيات، وجوهر المسلسل فى الأزمة الذكورية التى انفجرت فى السبعينيات، والتى تمثلت فى شخصية الرجل المتعب نفسيًا الحائر بين التقاليد المحافظة والتحرر الغربى.

«الشمس غابت والدنيا لفتها الغيوم والخلق نامت وقلبى سهران فى الهموم» التيتر الأشهر فى هذه الفترة فى عام 1977 نجح عماد عبدالحليم مع الموسيقار الكبير محمد على سليمان فى صناعة تيتر عاش وظل فى ذاكرة الجمهور حتى الآن، بمسلسل «الضباب» الذى صنع نجومية عماد فى هذا التوقيت.

وفى عام 1978 قدم عملان مهمان هما «برج الحظ» للمخرج يحيى العلمى والمؤلف لينين الرملى وقدم فيه محمد عوض أهم أدواره بشخصية شرارة المنحوس، وفى نفس العام كان العمل التليفزيونى الأول للنجمة وردة بمسلسل «أوراق الورد» والذى حققت خلاله نجاحًا كبيرًا بالعديد من الأغنيات التى قدمت وقتها مع الرائع عمر الحريرى.

وكانت نهاية السبعينيات بمسلسل «أبنائى الأعزاء شكرًا» والمعروف باسم بابا عبده، ففى هذا المسلسل، نجح النجم الكبير عبدالمنعم مدبولى بجدارة غير مسبوقة أن يشعر مشاهديه بأنه ليس أباً لرأفت وعاطف وماجد وعفاف فحسب، بل والدًا للجميع، وكان المسلسل سيمفونية درامية اجتماعية أسرية من الطراز الأول اشترك فيها «معلمين» الفن، فعندما يجتمع الكاتب عصام الجمبلاطى مع المخرج محمد فاضل، ويعزف ذلك الموسيقى التصويرية الراحل عمار الشريعى على أيقونات الراحل سيد حجاب يخرج هذا العمل الذى ما زال يحظى بإقبال جماهيرى كبير حتى الآن.

وتطورت الدراما فى فترة السبعينيات والثمانينيات بشكل كبير، وظهرت الدراما التاريخية والدينية والاجتماعية والبوليسية.

وانتقلت الدراما التليفزيونية لعالم جديد قادة العديد من المؤلفين والمخرجين الذين شرحوا المجتمع المصرى، وكان اسم أسامة أنور عكاشة حاضرا بقوة، فشاهدنا له باقة من المسلسلات المهمة والمتميزة التى كان ينتظرها الجمهور بشغف، ومن أبرز ما قدمه «ليالى الحلمية» بأجزائها إخراج إسماعيل عبدالحافظ، ونجد تاريخًا للحراك الاجتماعى وانعكاسات كل عهد سياسى على الواقع الاجتماعى، و«أرابيسك» و«زيزينيا» إخراج جمال عبدالحميد و«رحلة أبوالعلا البشرى» و«الراية البيضا» و«أبواب المدينة» إخراج فخر الدين صلاح، وظهر بعده ما يعرف بالدراما الرمضانية التى أصبح ينتظرها ويتهافت عليها النجوم فى كل عام.

ومثلما كانت هناك أسماء كبيرة فى التأليف والإخراج صارت علامة جودة ينتظرها المشاهدون من رمضان لآخر، تظل هناك أسماء نجوم كبار كان ينتظرهم الجمهور من موسم للآخر مثل محمود مرسى ويحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وأحمد زكى وصلاح السعدنى وعادل إمام ومحمد صبحى، وكانت الأعمال تشكل وعى الجمهور وتعلى من شأن القيم الأخلاقية لديه وترتقى بمبادئه وذوقه الفنى وتشيع القيم النبيلة فى المجتمع.

وعبر تاريخ الدراما الرمضانية، شاركت أسماء كبيرة من المؤلفين والمخرجين والممثلين.. ومن المؤلفين، نذكر أسماء مثل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن، ونرى يسرى الجندى فى مسلسلات مهمة كان على رأسها «جمهورية زفتى»، ونرى لميس جابر فى مسلسل «الملك فاروق» ووحيد حامد فى مسلسلى «العائلة» و«الجماعة»، ومحسن زايد صاحب أكثر من مسلسل وأبرزها «حديث الصباح والمساء»، وكان زايد أفضل من صاغ أعمال نجيب محفوظ إلى سيناريوهات، وبرز مخرجون كبار على رأسهم محمد فاضل وإسماعيل عبدالحافظ، وكان هناك أيضاً مسلسل «المال والبنون» الذى أبدع فيه الكاتب الراحل محمد جلال عبدالقوى، وكان بمثابة حجر الأساس لأعماله المعتمدة على إبراز القضايا الأخلاقية فى المجتمع، وفى مسلسل العائلة لوحيد حامد نقف على فرز لمسلمات دينية عبر سياق اجتماعى، وفى بوابة الحلوانى نقف على توثيق أمين لعهد الخديو إسماعيل بما له وما عليه، وفى مسلسل الجماعة نقف على سيرة حسن البنا وتوثيق للتاريخ الدموى للجماعة، لتصبح هذه الفترة مليئة بالمبدعين.

وفى مجال الأعمال الوطنية وفى سياق قصص الجاسوسية، كان هناك مسلسل «رأفت الهجان»، ومسلسل «دموع فى عيون وقحة» بطولة عادل إمام وإخراج يحيى العلمى، وهو من أوائل المسلسلات المصرية التى كشفت عن الجواسيس وأنشطة المخابرات العامة ودورهم فى حرب أكتوبر.