رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نار السجائر تشعل السوق وتحرق المدخنين

علبة سجائر
علبة سجائر

حالة من التخبط الشديد يشهدها سوق السجائر فى مصر بسبب زيادة أسعارها بشكل عشوائى وغير رسمى.

وتخطت الزيادة 30 جنيها لبعض الأنواع منها «الميريت، والمارلبورو»، و20 جنيها لـ«إل إم» بلونيها الأحمر والأزرق، وكذلك لأصناف أخرى منها «كيلوباترا»، و«بوكس».

وتأتى هذه الزيادة فى وقت ينتظر فيه سوق السجائر إقرار التعديلات الضريبية الجديدة من جانب الحكومة، والتى حسب تصريحات إبراهيم إمبابى رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات لن تتخطى الزيادة الضريبية 3 جنيهات على كل علبة سجائر.

وفى ظل عدم انضباط سوق السجائر خرجت شركة «فيليب موريس»، لتعلن عن رفع منتجاتها من السجائر بقيمة 5 جنيهات فى «المارلبورو» و«الميريت» و3 جنيهات لـ«إل إم»، لكنها سحبت القرار بعد الإعلان عنه بساعة واحدة انتظارًا لصدور التعديلات الضريبية الجديدة.

وقررت الحكومة العام الماضى منع استيراد السجائر، ومنتجات الدخان، بسبب تزايد حالات غش العلامات التجارية فى السوق المحلى، وشكوى الشركات الكبرى من تقليد علاماتها التجارية فى منتجات مغشوشة.

ورغم التحذيرات من التدخين وأضراره على الصحة العامة إلا أن المدخنين المصريين يستهلكون يوميا 85 مليون سيجارة يوميا.. والضريبة على السجائر تدر 88 مليار جنيه، وهى قيمة تزيد عن قيمة الضرائب التى تدفعها الشركات.

ووفق منظمة الصحة العالمية فإن عدد المدخنين حول العالم يتجاوز مليار شخص، ويتوفى حوالى 15 شخصا بسبب التدخين كل دقيقة.

وعن زيادة أسعار السجائر غير المبررة، يقول إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان والمعسل، إن ارتفاع الأسعار الجنونى لجميع أنواع السجائر بالأسواق يؤكد أن السوق خارج السيطرة.

أضاف «إمبابى»، أنه لا توجد زيادة فى أسعار السجائر حتى الآن، والجميع ينتظر التعديلات الضريبية الجديدة، لافتا إلى أن الزيادة ستكون ما بين 2 إلى 3 جنيهات».

ووصف ما يحدث فى سوق السجائر بأنه «تهريج»، مؤكدًا أن الحكومة السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار السجائر فى السوق، نافيا أى زيادة أيضًا فى أسعار المعسل.

وأشار «إمبابى» إلى أن الزيادة الكبيرة فى أسعار السجائر تدخل جيوب التجار، وكانت الحكومة الأولى بها، وتهاون المستهلك فى حقه.

وطبقًا للسوق وفق جولة قامت بها «الوفد» على عدد من المحال والأكشاك للتعرف على الزيادات العشوائية، فأن سعر العلبة «كليوباترا كينج سايز» الرسمى يبلغ 24 جنيها، لكن مع الزيادة الجديدة تباع بنحو «43 - 48 جنيها» ويزيد فى بعض الأكشاك والمحلات إلى 54 جنيها.. وبعضها خالى من السجائر.

أما السجائر البوكس، فتباع 50 جنيها فى أغلب الأكشاك والمحال، رغم أن سعرها الرسمى 24جنيها، وبعض الأماكن تقوم بإخفاء السجائر وبيعها لأشخاص بعينهم بأسعار عالية.

تشهد زيادة عشوائية بلغت الزيادة العشوائية كبيرة وصلت 35 جنيها للعلبة الواحدة، إذ سجلت «مارلبورو أحمر-جولد» التى يبلغ سعرها الرسمى 54 جنيها، فهى تباع بـ70 جنيها وتزيد 5 جنيهات أخرى فى بعض الأماكن.

وسجلت السجائر مارلبورو كرافت بأنواعها، والتى تباع رسميا بـ 44 جنيها زيادات حتى 70 جنيها بزيادة بلغت 26 جنيها، أما أسعار السجائر «إل إم أزرق- إل إم سيلفر- إل إم فوروارد» زيادة 31 جنيها، وسعرها الرسمى 39 جنيها.

والسجائر السوبر، ذات السعر الرسمى 24 جنيها، بينما يضاف إليها زيادة غير مبررة بنحو 20 جنيها ويزيد فى بعض الأماكن.

وقال على محمود يعمل بحمل بقالة، إن أصحاب المحال والأكشاك ليس لهم ذنب فى أزمة ارتفاع أسعار السجائر، مضيفا أن التجار والموزعين هم السبب فى الأزمة، يحجبون السجائر عن السوق، لبيعها بأسعار تزيد على السعر الرسمى.

وأضاف لـ«الوفد»، أن موزعى شركة الشرقية للدخان يعقدون اتفاقات مع تجار الجملة على ضخ كل السجائر التى يحصلون عليها من الشركة وحجبها عن أصحاب المحال والأكشاك التى تبيع قطاعى، وذلك نظير نسبة على كل «خرطوشة».

وأشار إلى أن صاحب المحل القطاعى عندما يذهب للموزع لشراء احتياجاته من السجائر، يرفض إعطائه ما يحتاجه، ويصر على إعطائه خرطوشة أواثنتين، لافتا إلى أن ما يحصل عليه من موزع الشركة لا يكفيه وهو ما يجعله يذهب لتاجر الجملة الذى يقوم ببيع السجائر بأسعار تزيد على الأسعار الرسمية حوالى 20 جنيها ويزيد فى بعض الأنواع.

ومن جانبه، عبر شعبان حسين يعمل فى أحد الأكشاك عن استيائه الشديد من الزيادة غير الرسمية فى أسعار السجائر، مطالب الحكومة بضرورة الضرب بيد من الحديد على تجار الجملة، ومراقبة موزعين الشركات الذين يتعمدون بيعها للتجار دون المنافذ القطاعى.

أما المدخنون فهناك ما يزيد على 12.6 مليون مدخن فوق 15 عاماً، بحسب تقديرات السكان التى أجراها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.

وأكد البعض على تمسكهم بالتدخين رغم زيادة سعر السجائر، معللين ذلك بأن التدخين عادة لا يمكن إيقافها برأيهم، فى حين أخذ البعض يتذكر أسعار السجائر قبل سنوات قليلة مقارنة بما هى عليه اليوم.

وأعرب مجدى حسن موظف بإحدى الشركات، عن أسفه الشديد جراء ارتفاع أسعار السجائر بين الحين والآخر، قائلا: «بنفك بيها عن نفسنا من غلب الدنيا، ولا يمكن الإقلاع عنها».

أما المهندس أسامة محمد موظف بإحدى شركات الاتصالات، يقول عن زيادة أسعار السجائر غير المبررة، إن الحكومة عاجزة عن مراقبة الأسواق، وتركت المستهلك فريسة لجشع التجار.

وأضاف أنه يدخن منذ أكثر من 25 عاما عندما كانت علبة السجائر «كليوباترا» تباع بـ75 قرشًا، ورغم الغلاء غير الرسمى للأسعار وأضطراب سوق السجائر إلا أنه لا يقدر على الاقلاع عن التدخل.