رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كنوز الوطن

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.. والبدر المحمدى عندما طلع على المدينة المنورة كان حدثًا غيّر مسيرة البشرية، وأسس لدولة الرسول عليه الصلاة والسلام التى قدمت للعالم كله المعانى والقيم الراقية، وأفضل تصور لمبادئ حقوق الإنسان والتى تحدث عنها العالم بعد أكثر من ١٤٠٠ عام، فكانت وثيقة المدينة هى النموذج والأساس الذى لم تخرج عنه كل مواثيق حقوق الإنسان الطبيعية.

كانت دولة الرسول صورة تجسد العدالة والإخاء ورشادة الحكم، ففيها تجسدت أسس قيام الدولة من قوة وتنظيم وحماية المواطن، وكذلك قيم الإسلام السمحة، قبول الآخر، وحفظ الحقوق والوفاء بالعهود.

فى هذه الدولة المحمدية كان الرسول بجانب رسالته السماوية فى نشر الإسلام، يؤدى أيضاً دور رجل الدولة الذى يدير منظومة كاملة، بمنطق «أنتم أدرى بأمور دنياكم» فلم يحكم المعاملات بمنطق أنه يوحى إليه، وإنما حكمها بقاعدة الشورى والاستماع لأهل الاختصاص والأخذ بالأسباب، ليقدم خير دليل على أنه لا يوجد فى التاريخ الإسلامى ما يسمى بالدولة الدينية التى يحكمها رجال الدين من منابرهم وإنما للدولة أصول وقواعد حتى تضمن النجاح والتقدم.

فى هذه الدولة الناشئة قدم الرسول قيمًا يتحاكى بها العالم حتى الآن، ومنها الرحمة بالخلق كافة، فقد كان يهتم براحة الناس وسعادتهم، ويسعى جاهدًا لحل مشكلاتهم وتخفيف آلامهم، دون النظر إلى ديانتهم، وقد جعل هذا الأمر منه نموذجًا يحتذى به فى كل الأزمان.

قدم أيضاً نموذج الصبر والتحمل، فقد كان رسولنا الكريم شخصًا صبورًا جدًا، يتحمل الصعاب والمشاق بكل قوة وصلابة وإقدام، وكان يحث أصحابه على الصبر والتحمل فى وجه المحن والابتلاءات.

قدم الصدق والأمانة كخلق لا يستقيم الحكم والقيادة بدونه فكان يؤكد دائمًا ضرورة الأمانة والصدق فى التعامل مع الآخرين. مثلما كان يحض على الإنصاف والتعامل بالعدل مع الجميع، وضرورة الحفاظ على حقوق الناس، وعدم الظلم أو التمييز بينهم مثلما كان يقدم صورة خالصة فى الوداعة والتواضع وينصح أصحابه بالتواضع وعدم الغرور، وكان يحثهم على التصدق والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.

ýإن أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت متفردة ورائعة، وكانت تعكس أعلى مستويات القيادة الواعية والإنسانية، وكانت تجعل منه قدوة ومثالًا للمسلمين فى كل الأزمان؛ ولذلك، فإن الاحتفال بالهجرة النبوية الشريفة يعنى الاحتفاء بتلك الأخلاق النبيلة ورموزها العظيمة، ويعنى الاحتفاء بالرسول الكريم ومنهجه السامى. والله المستعان.