تحذير من استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب النووية.. وفرنسا وبريطانيا يتنافسون
تحرك عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي ولكن في اتجاهين، الاول يطالب بوضع ضوابط ورسم خريطة للسيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يخرج عن السيطرة ويهدد البشرية، والثاني يتجه إلي المنافسة الشرسة في تطوير الذكاء الاصطناعي والانفراد به لتحقيق السيطرة العالمية ، لذلك خرج الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من خطر تحكم الذكاء الاصطناعي بالأسلحة النووية.
قال أنطونيو غوتيريش أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين، ودعي الدول الأعضاء بمجلس الأمن إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة، موضحا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر، حيث لديه القدرة على المساعدة في علاج أمراض كثيرة وتنمية البشرية والحد من الفقر، لكن قد تكون لها عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين.
دعا أعضاء مجلس الأمن إلى إعداد وثيقة ملزمة قانونيا بحلول عام 2026 "لحظر استخدام الأسلحة الذاتية المميتة" ، لافتا أن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية والتكنولوجيا البيولوجية والتكنولوجيا العصبية وتكنولوجيا الروبوتات، أمر في غاية الخطورة ، خاصة أنه يمكن استخدام انظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور.
كما دعا المجلس إلى إنشاء مجموعة عمل تكلف إعداد تقرير بحلول نهاية العام عن خيارات الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، بالاضافة إلي إنشاء كيان أممي على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو منظمة الطيران المدني الدولي، وذلك لمؤازرة جهود حوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي .
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الذي تستضيف بلاده في وقت لاحق قمة حول الذكاء الاصطناعي أن التقنية تطرح أسئلة أخلاقية حول المساءلة عن قرارات مميتة في ساحة المعركة.
بينما يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاستحواذ على أكبر قدر من حصة السوق في الذكاء الاصطناعي . وقال ماكرون لشبكة في مؤتمر "Viva Tech" السنوي بفرنسا: "أعتقد أننا رقم واحد في الذكاء الاصطناعي في أوروبا" ، وكشف ماكرون عن تمويل جديد بقيمة 562 مليون دولار لإنشاء "أبطال جدد في عالم الذكاء الإصطناعي". كما الوعد بضخ 1.5 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي قبل عام 2022، في محاولة للحاق بالأسواق الأمريكية والصينية.
وقال: "سوف نستثمر بجنون في التدريب والبحث أن فرنسا تتمتع بمكانة جيدة في مجال الذكاء الاصطناعي نظرًا لقدرتها على الوصول إلى المواهب والشركات الناشئة التي تتشكل حول التكنولوجيا".
على الجانب الآخر، تعهدت حكومة المملكة المتحدة في مارس بتقديم 1.3 مليار دولار لأبحاث الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي، حيث تتطلع إلى أن تصبح "قوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجيا".ومع ذلك، انتقد بعض المسؤولين تعهد التمويل، قائلين إنه لا يكفي لمساعدة المملكة المتحدة في التنافس مع عمالقة مثل الولايات المتحدة والصين.
ويعد الاتحاد الأوروبي من اول الدول التي اقرت قانون الذكاء الاصطناعي الخاص بها في يونيو الماضي ، والذي يقوم بتقييم التطبيقات المختلفة للذكاء الاصطناعي بناءً على المخاطر، على سبيل المثال، تعتبر أنظمة تحديد الهوية الحيوية في الوقت الفعلي وأنظمة تسجيل النتائج الاجتماعية ضمن "مخاطر غير مقبولة"، وبالتالي فهي محظورة بموجب اللوائح.
