رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لقد مر نصف قرن منذ أن أوقفت الولايات المتحدة قصف لاوس، بعد أن أسقطت أكثر من مليونى طن من الذخائر العنقودية. بعد عقود، لا يزال الأشخاص الذين لم يولدوا بعد يدفعون الثمن. وفقًا لأحد التقديرات، سيستغرق الأمر 100 عام أخرى لتطهير البلاد بالكامل.

هذه هى التكلفة الحقيقية للذخائر العنقودية، والتى تعد إرثًا مميتًا؛ لأن الكثير منها لا ينفجر، لكن يتم دفنها أو التقاطها لاحقًا، غالبًا من قبل الأطفال الفضوليين. لهذه الأسباب وقعت أكثر من 120 دولة على الاتفاقية التى تحظر استخدامها وإنتاجها ونقلها وتخزينها.

وللأسف، لم توقع الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا. لقد استخدمتها روسيا على نطاق واسع فى أوكرانيا، بما فى ذلك فى المناطق المأهولة بالسكان، حيث لم يكن هناك أفراد عسكريون أو بنية تحتية واضحة. كما وظفتها كييف بشكل أقل، ولكن على حساب أرواح المدنيين فى إيزيوم (رغم أنها تنفى استخدامهم هناك). الآن ستقدم الولايات المتحدة المزيد كجزء من حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 800 مليون دولار، بناءً على طلب كييف. ولحسن الحظ، استبعدت المملكة المتحدة، التى وقعت على الاتفاقية لكنها ما زالت تحتفظ ببعض الذخائر. قال جو بايدن إنه اتخذ «قرارًا صعبًا» .. السبب لإعادة استخدامها هو فشل الهجوم المضاد الأوكرانى فى اكتساب الزخم الذى يحتاجه، كما أن إمدادات قذائف المدفعية آخذة فى الانخفاض. الحجة هى أنه مهما كانت المخاطر والتكاليف طويلة الأجل لاستخدام القنابل العنقودية، فإن المدنيين سيدفعون ثمنًا أعلى بكثير، حيث تسود القوات الروسية.

إن الذخائر العنقودية فعالة فى محاربة القوات البرية المخبأة، مثل القوات الروسية على طول خط المواجهة الشاسع. لكن الشيء نفسه، بالطبع، يمكن أن يقال عن الأسلحة الكيماوية. الفعالية هى سبب الحاجة إلى حظر مثل هذه الأسلحة فى المقام الأول. إن استخدام روسيا لها ليس سببًا لمزيد من التضييق على المعايير الدولية.

تزعم الولايات المتحدة أن ذخائرها أكثر أمانًا من تلك التى تستخدمها موسكو، مع معدلات تفجير «لا تزيد على 2.5٪» مقابل الأجهزة الروسية التى يقال إنها تفشل بنسبة 30-40٪ من الوقت. يقول الخبراء إن نتائج الاختبار لا تعكس ظروف العالم الحقيقى، وعلى أى حال، فإن العدد الهائل من الذخائر الصغيرة لا يزال يعنى عواقب مميتة.

أجبر الغزو أوكرانيا على اتخاذ قرارات صعبة بشأن كيفية الدفاع عن نفسها، ومع ذلك كانت الولايات المتحدة مخطئة فى تلبية طلبها. إن قرارات أقوى دولة وجيش فى العالم هى المفتاح لتحديد المعايير العالمية. قبل أن يتولى دونالد ترامب منصبه كانت قد اتخذت بعض الخطوات الأخيرة نحو السيطرة على الذخائر العنقودية، لكن ما كان ينبغى لها مطلقًا أن تنشرها، بما فى ذلك فى أفغانستان والعراق فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين. ما كان ينبغى لها أن ترفض اتفاقية حظرها، ولا ينبغى أن يتم إمداد أوكرانيا بها، فسيكون لاستخدامها عواقب وخيمة على المدى الطويل على المدنيين.