رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

ما بين عامى ٢٠٠٨ و٢٠٠٩ زرت ثلاث دول: سويسرا وليبيا والأردن، ومدينة شرم الشيخ المصرية. جميعها كانت زيارات عمل ومأموريات مؤتمرات، ما بين مؤتمر العمل الدولى فى جنيف عاصمة سويسرا ومؤتمر العمل الأفريقى فى طرابلس عاصمة ليبيا وتدشين عبور المعتمرين من العقبة بالأردن من خلال وزارة النقل. كما حضرت مؤتمر العمل العربى فى دورته الخامسة والثلاثين بشرم الشيخ.

ولم أنبهر سوى بتلك المدينة وفندق شرم الشيخ وجمال وروعة خدمته. وفى سويسرا ورغم سكنى بفندق جوار البحيرة فلم يلفت انتباهى سوى الهواء النقى غير الملوث واختفاء الأتربة وهذا الشعب الجاد البسيط الذى لا يعرف اللهو إلا فى الإجازة الأسبوعية. أما فى ليبيا فقد تقابلنا مع الرئيس الراحل معمر القذافى والذى استمر يخطب لساعات دون ملل ودون كلمة مكتوبة، ولكنى شعرت بأنى مراقب أربعة وعشرين ساعة، وكان رجال الأمن يتعقبون ظلنا ليل نهار كأننا جواسيس، وكانت معنا وزيرة القوى العاملة عائشة عبدالهادى، والتى لم تنجُ حقيبة يدها من التفتيش الدقيق رغم أنها وزيرة!

وعند توجهنا إلى قصر العزيزية لمقابلة الرئيس القذافى حيث جلسنا فى خيمة القصر، ولم نقابله سوى فى قاعة المؤتمر وقبل انعقاده، وقمنا بزيارة مبنى مهدوم يقال إن طائرة أمريكية قامت بقصفه لقتل القذافى وتم تركه تذكارًا كما هو مقصوفًا وتحول إلى مكان للزيارة أو متحف. أما عن زيارتى إلى الأردن فقد وجدت هناك كرم الضيافة وجولات سياحية أعدها الأشقاء لزيارة البترا الأردنية، وهى من عجائب الدنيا السبع، وفى الواقع لم أستمتع بتلك الزيارة وسط الأعداد المهولة من السياح اليهود حيث لا توجد جنسيات أخرى! أما عن أجمل المؤتمرات فكانت فى مدينة شرم الشيخ حيث روعة الفندق والخدمة بداخله، لدرجة أننى وزملائى الصحفيين لم نخرج من الفندق إلا قليلًا جدًّا.

وفى مصر يتعلم العالم كيف يستقبل السائح، فى مصر نملك إمكانيات أن نصبح الدولة الأولى عالميًّا فى السياحة

رغم وجود بعض الملاحظات، منها أنه لابد وأن يأمن السائح دون أن يشعر بأن هناك من يحرسه، ولابد أن نقدم للسائح أرخص الأسعار فى الفنادق والسلع، وهو تلقائيًّا وبدون استغلال سوف ينفق بالدولار، خاصة عندما يشعر أنه غير مستغل، فالسائح لم يعد ماكينة صرف متحركة وإنما يقارن بين الأسعار هنا وهناك ويختار الأرخص مهما كان يملك من مال.

لماذا لا نتيح للسائح الأجنبى السياحة الريفية ونعيد أمجاد السياحة العلاجية فى سيوة وفى عيون حلوان، بعد أن أصبح التركيز منصبًّا على السياحة الشاطئية، ونسينا هذا السائح المثقف الذى يأتى إلى مصر لمشاهدة حضارة الأجداد حتى وإن شاهدها فى بلاده من خلال تلك المتاحف التى تعرض آثار الفراعنة، فهو يريد مشاهدة مكان الحدث، وما أكثر تلك الأماكن والمعابد فى أرض السلام.

ربما كان اللافت للنظر والمشجع على أن نتحول جميعا إلى تنمية هذا الدخل والتركيز عليه تلك الأخبار الرائعة التى أعلنها وزير السياحة، وهى زيادة نسبة السياحة خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام بمقدار ٤٤ ٪ عن العام الماضى، جاءت تلك التصريحات خلال اجتماع الوزير مع مجلس إدارة هيئة المتحف المصرى الكبير، وذلك فى أول اجتماع للمجلس بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة. وهى بالفعل مبشرات تؤكد أن هناك خطوات جادة لتحويل السياحة إلى أكبر مصدر للدولار، بل لابد من فتح منافذ سياحية للسائحين من دول شرق آسيا والصين، مع الحرص والانتباه لعدم تحويل تلك السياحة لمصدر رزق للتجار الصينيين كما فى الماضى القريب.

أعتقد أن الدولة تسعى حاليا بكل جهد لاستخراج هذا الكنز المدفون: السياحة، والذى ربما أخفق وضعف بعد ثورة يناير لانشغالنا جميعا بزخم الأحداث.