عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

500 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية.. خسائر فادحة ومفاوضات انتهت بالفشل

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

مع مرور 500 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال العمليات القتالية مستمرة على كافة الخطوط حتى هذة اللحظة، مع ظهور نتائج الهجوم الأوكراني المضاد على الأرض وعدم تحقيق الأهداف المرجوة، في ظل انسداد أي أفق لحل سياسي قريب بين موسكو وكييف.

 

كانت فاتورة الحرب الروسية باهظة على أوكرانيا سواء من ناحية الخسائر البشرية أو المادية.

 

أكثر من 9 آلاف قتيل في أوكرانيا

وسط الحطام ونيران المدفعية، أكدت الأمم المتحدة مقتل 9 آلاف مدني بينهم 500 طفل في أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية، رغم أن العدد الفعلي "أكبر بكثير على الأرجح" وفق مسؤولي المنظمة.

وأدانت المنظمة تواصل إلحاق "خسائر مروعة بالمدنيين".
وفي بيان بمناسبة مرور 500 يوم على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، قال نويل كالهون نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا: "نشهد اليوم مرحلة فظيعة أخرى من الحرب التي تواصل إلحاق خسائر مروعة بالمدنيين الأوكرانيين".

وأشار مراقبون إلى أن متوسط عدد القتلى هذا العام أقل مما كان عليه في 2022 لكنه بدأ الارتفاع مجددًا في مايو ويونيو. 

وفي 27 يونيو قُتل 13 مدنيًا بينهم أربعة أطفال في هجوم صاروخي على كراماتورسك في شرق أوكرانيا.

وأصبحت مدينتا بوتشا ومدينة ماريوبول العام الماضي رمزين لفظائع الصراع التي اتُهمت روسيا بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إطارها.

 ففي بلدة بوتشا اُكتشف شارع مليء بجثث أشخاص يرتدون ملابس مدنية، وكشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية في وقت لاحق أن عددًا من الجثث ملقاة هناك منذ منتصف مارس عندما كانت المدينة تحت السيطرة الروسية.

 وقالت السلطات الأوكرانية إن مئات الأشخاص قتلوا في بوتشا على أيدي قوات موسكو التي كانت تنسحب.
 

لا نهاية للأزمة إلا عبر المفاوضات 

كمعظم الحروب، يبدو أن حسم النزاع الأوكراني الروسي لن يكون في الجبهات وإنما عبر مفاوضات يرجح أنها وحدها القادرة على وضع نقطة نهاية.

سيناريو سبق أن استشرفه عسكريون وخبراء ممن رأوا أن الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام شرقي أوروبا لن تضع أوزارها إلا على طاولة مفاوضات، تماما كما انتهى الأمر بغالبية الحروب.

ومن جهته، دعا رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو كل من روسيا وأوكرانيا إلى بدء مفاوضات سلام دون شروط مسبقة، وتأتي مبادرة لوكاشينكو ضمن مبادرات سابقة تبنتها عدد من الدول من بينها بيلاروسيا وتركيا والاتحاد الأفريقي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكن انتهت جميعها بالفشل وعدم توصل أطراف النزاع إلى حل لإنهاء هذه الحرب.

وكانت أولى الجولات من المحادثات في 28 فبراير، بالقرب من الحدود البيلاروسية. وقال مكتب الرئيس الأوكراني وقت ذاك إن الأهداف الرئيسية كانت الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وسحب القوات الروسية من أوكرانيا. واختتمت دون اتفاقات فورية.

ومن جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه يتعين على روسيا وأوكرانيا العودة لطاولة المفاوضات السلمية، موضحا أن تركيا تعد أكثر الدول التي تبدي جهودا لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية.

 

اتفاقية الحبوب

رغم الفشل في وضع نهاية للعملية الروسية، إلا أن اجتماعات إسطنبول حققت نجاحا في زاوية مختلفة، وأثمرت اتفاقا بشأن نقل الحبوب إلى العالم، في خطوة مصيرية خففت تداعيات الحرب على البلدان النامية.

تمكنت جهود قادتها تركيا والأمم المتحدة من توقيع روسيا وأوكرانيا على اتفاقية تسمى "مبادرة البحر الأسود" بهدف تصدير الحبوب الأوكرانية إلى الخارج بعد توقفها لأشهر عديدة بسبب الحرب.

وتعرض هذا الاتفاق للعديد من الانتكاسات والتوقف ومدد العمل به أكثر من مرة، فيما يشهد حاليًا خطر تجميده من قبل روسيا لعدم الوفاء بالتزاماتها من الاتفاق.

ومن المقرر أن ينتهي أجل اتفاق الشحن في 17 يوليو الجاري، وهو شريان حياة حيوي للصادرات الزراعية الأوكرانية التي شُحن منها ملايين الأطنان من الحبوب والسلع الأخرى خلال الأحد عشر شهرًا الماضية.

وقد يؤدي إنهاؤه- الذي هددت به روسيا مرارًا- إلى رفع أسعار الغذاء العالمية نظرًا لأهمية أوكرانيا كمصدر للحبوب.

وبموجب ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، إنَّ أنقرة تريد تمديد اتفاق العبور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود لثلاثة أشهر بدلًا من شهرين.

 

كييف تؤكد أنها لن تتنازل عن أراضيها 

أكدت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا أنها لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها التي فرضت روسيا سيطرتها عليها، ما يعرقل محادثات السلام لرفض الطرفين التنازل في ساحة المعركة.

وفي آخر التصريحات، قال مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، في منشور له نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية: "لن تتخلى أوكرانيا عن جزء من أراضيها من أجل وقف الحرب؛ لأن الاتفاقات البدائية، الأراضي مقابل السلام، تؤدي دائما فقط إلى تصعيد الصراع والمراحل اللاحقة من الحرب".

 

رسالة زيلينسكي من مكان النصر

ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو نشره مكتبه، السبت، وهو يزور جزيرة الثعبان المطلة على البحر الأسود لإحياء ذكرى مرور 500 يوم منذ بدء الحرب.

ووضع زيلينسكي، الذي كان يرتدي سترة سوداء فوقها سترة مضادة للرصاص، الزهور تكريما لأولئك الذين دافعوا عن الجزيرة وأثنى على جميع الجنود الذين يقاتلون من أجل أوكرانيا منذ الغزو الذي بدأ في 24 فبراير شباط 2022.

وقال زيلينسكي "من هنا بالتحديد ومن مكان النصر هذا، أريد أن أشكر كل جنودنا على قتالهم طوال هذه الفترة".

وأضاف "عسى أن تكون الحرية التي أرادها جميع أبطالنا لأوكرانيا في مختلف العصور، والتي علينا أن نظفر بها الآن، تكريما لكل أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أوكرانيا".

وسيطرت موسكو على الجزيرة بعد وقت قصير من شن الحرب في 24 شباط/فبراير 2022.

إلا أن هذه الجزيرة الصغيرة أصبحت رمزا للمقاومة الأوكرانية في أول أيام الحرب بعدما رفض جنود أوكرانيون الاستسلام للقوات الروسية في واقعة شهيرة.

 

دعم غربي ثابت لأوكرانيا

تعهدت عدة دول غربية بتقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا في إطار حربها الشرسة مع روسيا، وذلك في إطار سياسة الدعم الغربي لكييف، في الوقت الذي يطالب فيه الرئيس الأوكراني فلايدمير زيلنيسكي بالمزيد من الدعم له حتى يتمكن من شن الهجوم المضاد على موسكو.

وجاء في آخر تطورات الدعم العسكري المقدم من الدول الغربية لأوكرانيا، إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، أنها وافقت على إمداد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، وضرورة توفيرها لها، وذلك بعد تصديق الرئيس الأمريكي جو بايدن على ذلك.

ومن جهتها، تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بدعم أوكرانيا "مهما طال الأمد".
وغردت فون دير لاين عبر موقع تويتر: "500 يوم من العدوان الروسي على أوكرانيا. 500 يوم من المقاومة الأوكرانية الباسلة. و500 يوم من الدعم الأوروبي الثابت لأوكرانيا".

وقالت فون دير لاين: "سوف ندعم أوكرانيا مهما طال الأمد".

 

الهجوم الأوكراني المضاد

بدأ الهجوم الأوكراني في 8 يونيو الفائت، لكنه فشل في تحقيق أهدافه حتى الآن، إذ صدمت مشاهد التدمير للآليات التي كان يعول الغرب عليها في هزيمة القوات الروسية كييف وحلفائها.

تقول أوكرانيا إنها حققت بعض التقدمات التي تصفها واشنطن بـ"الطفيفة".

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: