إسرائيل تواصل هجومها على جنين لليوم الثاني وسط حركة مكثفة للآليات العسكرية
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، هجومها على مدينة جنين ومخيمها، ودفعت بتعزيزات عسكرية ترافقها جرافات إلى محيط مخيم جنين، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد قتلى العملية الإسرائيلية في جنين إلى 10، إضافة إلى إصابة نحو 100 بينهم 20 في حالة خطيرة.
وكانت القوات الإسرائيلية، قد اقتحمت أمس الإثنين، مخيم جنين للاجئين بأكثر من 1000 جندي إسرائيلي، مدعومين بالطائرات الحربية والمسيرة، وقامت بقصفه بالذخيرة الحية، مما أدى الى مقتل 10 فلسطينيين وإصابة 100 آخرين بينهم 20 في حالة الخطر، وتدمير العديد من المنازل والبنى التحتية المدنية، وقطع الكهرباء والماء عن المخيم.
وتسببت الهجمات الإسرائيلية، التي استخدمت فيها الطائرات المسيرة، في نزوح نحو 3 آلاف فلسطيني، في ظل توقعات بتزايد التصعيد الإسرائيلي خلال الساعات المقبلة.
ولا تزال المواجهات مستمرة في جنين ومخيمها بين الشبان وقوات الاحتلال، وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال المروحية وطائرات الرصد التي لم تفارق سماء جنين.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في حارة الدمج بمخيم جنين في الضفة الغربية.
وتعد هذه أكبر عملية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ أكثر من 20 عاما.
المرحلة الثانية من الاقتحام
ذكر موقع والا العبري، أن الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من العملية العسكرية في جنين.
وذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية إسرائيلية جديدة من حاجز الجلمة تجاه مخيم جنين وسط تجدد الاشتباكات المسلحة في حارة الدمج.
وكانت القوات الإسرائيلية داهمت مناطق سكنية داخل المخيم ونفذت عمليات اعتقال في محيطه. وفي هذا الصدد ذكر مصدر عسكري إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المرحلة الثانية من اقتحام مخيم جنين ستبدأ خلال ساعات.
فيما أكدت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل أجبرت مئات العائلات على مغادرة مخيم جنين، في وقت أكد فيه الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه أخلت أكثر من 500 عائلة من المخيم.
وأعلنت سرايا القدس كتيبة جنين، اليوم الثلاثاء، أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال المتوغلة على محور الدمج بصليات كثيفة من الرصاص، في اليوم الثاني للعدوان على جنين.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي "إنه في اليوم الثاني للعملية العسكرية في جنين، هدفنا تحديد مكان المسلحين الفلسطينيين، وأن قوات الجيش نفذت حملة مداهمات وكمائن وتدمير معامل تصنيع العبوات الناسفة".
الاحتلال يشن حملة اعتقالات
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مواطن فلسطيني من مدينة جنين في الضفة الغربية.
وصرحت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء فلسطين"وفا "، بأن قوات الاحتلال داهمت حي خروبة في جنين واعتقلت شابا من عائلة النورسي، لم تعرف هويته بعد، بعد مداهمة منزل ذويه.
كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، بإعتقال ثلاثة فلسطينيين من قرية حوسان غرب بيت لحم في الضفة الغربية.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء فلسطين "وفا"، بأن قوات الاحتلال اعتقلت محمد داوود شوشة (25 عاما)، وعلاء طارق حمامرة (24عاما)، وأنس زعول بعد إقتحام منازلهم وتفتيشها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأثنين، 2 من محافظة طوباس، أحدهما أسير محرر.
ارغام مئات المواطنين على المغادرة
واستمرت قوات الاحتلال في استهداف منازل المواطنين وممتلكاتهم بالصواريخ وإطلاق النار الكثيف، بعد ارغام مئات المواطنين في مخيم جنين على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح.
كما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قوله، إن العملية العسكرية في جنين قد تنتهي بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في البداية، ربما في غضون أيام.
وقال المتحدث إن العملية حققت بالفعل معظم أهدافها، بعدما واجهت مقاومة أو تعقيدات جانبية أقل مما كانت المخابرات تتوقعه. وأضاف أنه تم اعتقال حوالي 120 شخصا، وتم إطلاق سراح بعضهم.
أهداف العدوان الإسرائيلي في جنين
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أكد أن العملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في جنين ومخيمها مستمرة حتى تحقق أهدافها وهي ضرب البنية التحتية للفصائل الفلسطينية التي تتخذ من جنين مركزاً لها.
كما أضاف أدرعي: "العملية ليست محددة بجدول زمني ولكن مدتها تعتمد على إنجاز المهمة، وهي إضعاف البنية التحتية لهذه المنظمات داخل المخيم"، مبيناً أن هذه العملية هي خطوة من ضمن سلسلة خطوات أخرى اتخذت في الماضي، وسوف تتخذ أيضا في الأيام والأسابيع المقبلة لإضعاف حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في مخيم جنين.
نتنياهو يعلق على عملية جنين
أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، على العملية العسكرية المستمرة في مخيم جنين منذ فجر اليوم اسم "البيت والحديقة".
جاءت تصريحات نتنياهو خلال كلمة ألقاها في السفارة الأمريكية بالقدس والتي كانت تحتفل بذكرى الاستقلال.
وقال نتنياهو: "إن الجنود الإسرائيليين منذ الليلة الماضية حاولوا الوصول من دون أن يكشفوا إلى أهداف شرعية حيث يوجد أناس كانوا سيقضون على بلدنا".
ويقصد رئيس الوزراء الإسرائيلي بحديثه عناصر القوات الخاصة المعروفين بـ"المستعربين"، وهم الذين يرتدون ملابس عربية ويتحركون في سيارات مدنية داخل المناطق الفلسطينية.
وكان نتنياهو يتحدث بالإنجليزية في بداية الكلمة ثم طلب من السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نايدز، أن يكمل كلمته بالعبرية التي وجهها إلى سكان إسرائيل وتعلقت الكلمة بأحداث جنين.
وقال نتنياهو في كلمته :"إن كل من يرسل الإرهابيين إلينا دمه مهدور".
وأضاف أن عملية "بيت وحديقة" ستستمر حتى إتمام المهمة فالأجهزة الأمنية تعمل داخل مخيم جنين، متابعا "كلنا ندعم الجنود والقادة الذين يشاركون في العملية".
بحث العدوان على جنين
وقررت القيادة الفلسطينية، أمس الاثنين، عقب اجتماعها برئاسة محمود عباس، لبحث العدوان على جنين ومخيمها، وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي، والاستمرار في وقف التنسيق الأمني، وتقنين العلاقة مع الإدارة الأمريكية.
كما قررت التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي، لتنفيذ القرار 2334 وقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات أحادية الجانب، وفرض العقوبات على إسرائيل، وغيرها من القرارات الهامة.
تُعتبر مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحا منتظما لمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين، ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: