رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

الله سبحانه وتعالى فى مُحكم كتابه أمرنا بالسعى فى كل أمور الحياة، وأن نأخذ بالأسباب أثناء سعينا تجاه أحلامنا وأهدافنا وكأنها كل شيء ونتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، وضرب لنا سبحانه وتعالى العديد من الأمثلة والقصص مع الرسل والأنبياء ليحثنا على السعى رغم قدرة الله سبحانه وتعالى على تحقيق أحلامنا دون سعى، فالله سبحانه وتعالى كان قادرًا على أن يشق البحر لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يأمره بضرب البحر بعصاه، ولكنها عبادة السعى.

وسيدنا نوح عليه السلام أمره الله سبحانه وتعالى بصناعة السفينة رغم قدرة الله على أن ينجيه بدونها، كما أمر سبحانه وتعالى السيدة هاجر بالسعى بين جبلين حتى تستطيع أن ترتوي! فجاءها زمزم، كما أمر الله السيدة مريم بهز جذع النخلة: «وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ»، سؤال قد يراود الكثير فالله قادر على أن يفجر المياه للسيدة هاجر دون أن تسعى، وكان قادرًا على أن يُسقط التمر على السيدة مريم دون أن تهز جذع النخلة، كما أمر الله سيدنا أيوب أن يركض برجله: «ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ»، ولكنها عبادة السعى التى يؤجر عليها الإنسان، وقد لا تكون النتيجة على قدر السعى فعند الله مدخر لحين تضعف الإرادة وذاك ما يسمى بفرج الله.

الكثير منا لديه أحلام وأمنيات وأهداف يسعى لتحقيقها، ولكن القليل فقط هم من يسعون ويجتهدون من أجل تحقيقها، فهناك فرق بين أن تتمنى وبين أن تسعى لما تتمناه وتسعى لتحقيقه، عليكم السعى وعلى الله الرزق، وقد حدثنا القرآن عن أهمية السعى، فالله بيده كل شيء ويقول للشيء كن فيكون وقادر على تحقيق ما تتمناه، ولكنه يريد منا السعى وله حكمة بالتأكيد فى ذلك، لكى تشعر بأهمية ما سعيت له ومن ثم المحافظة عليه، فإذا تحقق ما تتمناه بلا جهد فحتمًا لا تشعر بأهميته ومن ثم لن تحافظ عليه.

فالبشر دائمًا يحافظون على أى شيء يشعرون بقيمته، فالله سبحانه وتعالى قص علينا العديد من القصص لتكون عبرة لنا وتعطينا الأمل: «وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ»، فالحياة نستطيع وصفها بالسهل الممتنع، لا تعتقد أبدًا أنك خلال رحلة حياتك لا تمر بعقبات وصدمات، بل أشرف خلق الله الرسل والأنبياء مروا بكل ما نمر به، والعاقبة للمتقين، والله حدثنا أن نسرد للناس ما مررنا به ونستشعر عظمة الله «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ»، ذكرهم كيف أنقذك الله، ذكرهم بمعجزات الله خلال رحلة حياتك، منذ بداية الحلم بتحقيق هدف حتى نهاية تحقيق حلمك.

فحلمك وتحقيق هدفك لا يتحقق فقط بالدعاء، فالكثير يدعو الله ومن ثم يشتكون من عدم تحقيق الله ما يدعونه به، فالدعاء وحده لا يكفى، فهل رأيتم مريضًا يُشفى بالدعاء له فقط؟ فبكل تأكيد الإجابة بـ«لأ»، بل بالأخذ بالأسباب من علاج والالتزام بتعاليم الطبيب، لذا أحث الجميع على ألا يكتفى بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، بل لابد من السعى والتوكل بعزم وإرادة نحو تحقيق الأهداف، وأن يعرض عن الجاهلين والمحبطين والذين يشككونك دومًا فى قدرة الله سبحانه وتعالى، فمن يقول لك مستحيل أثبت له بالأفعال أن الله على كل شيء قدير، فالله لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء، وقادر على تحقيق حلمك.

عضو مجلس النواب