عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

تستحق قارة أفريقيا أن تكون على رأس الأولويات فى الجامعات المصرية للتعريف بها وبتاريخها النضالى العريق ضد قوى الاستعمار فمن غير المقبول أن نرى أجيالًا لا تعرف عن قارتها سوى القليل فى ظل استمرار المخططات الخبيثة لنهب خيراتها وثرواتها وتقسيمها منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى الآن.

ومنذ أيام، زرت الجامعات الأوروبية بالعاصمة الإدارية الجديدة لحضور مؤتمر «أفريقيا فى قلب مصر» بمناسبة مرور 60 عامًا على إنشاء الاتحاد الأفريقي، بحضور الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتور محمود هاشم مؤسس ورئيس الجامعات الأوروبية فى مصر، ونخبة من ممثلى السفارات الأفريقية فى مصر.

ولاشك أن الكليات المتخصصة فى الشأن الأفريقى مثل كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة تعقد الكثير من اللقاءات والندوات والمؤتمرات فى هذا الصدد بحكم التخصص، لكننا نحتاج إلى الكثير من هذه اللقاءات فى مختلف الجامعات والكليات المصرية، سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة.

والأجيال الجديدة، خاصة فى الجامعات يأتى اهتمامهم فقط فى المواد الدراسية، أو الأنشطة المختلفة التى غالباً ما تكون بعيدة عن التطرق لتاريخ قارة أفريقيا وإبراز ثرواتها وخيراتها، وكيف تكالب الاستعمار عليها لاستنزافها بادعاءات إدخال المدنية والحداثة والديمقراطية وحماية الحقوق أو الأقليات، إلى جانب الكثير من الشعارات الزائفة.

وجاء مؤتمر «أفريقيا فى قلب مصر» بالجامعات الأوروبية ليبعث برسالة إلى كافة الجامعات على أرض مصر بأن أفريقيا تستحق منا الاهتمام، وأن الأمر لا يجب اقتصاره على الكليات المتخصصة، بل يجب أن يكون جزءًا من المنظومة التعليمية داخل أسوار الجامعات، خاصة أننا أمام تحديات صعبة، وتحولات سياسية تأتى فجأة بين عشية وضحاها، الأمر الذى يتطلب بذل الكثير من الجهد نحو تبادل الثقافات والمعرفة.

إن تاريخ أفريقيا يستحق منا الكثير، وهناك المئات من أساتذتنا الأفاضل فى التاريخ سواء القديم أو الإسلامى أو الحديث والمعاصر الذين لا يبخلون بأى جهد نحو نشر العلم والمعرفة فى مختلف ربوع البلاد، ومن ثم نحتاج إلقاء الضوء بشكل أكبر على قارتنا، وبطولات العظماء والمناضلين من أبنائها الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور فى تاريخ الحركة الوطنية بالقارة السمراء.

جاهل من يتحدث عن التخلف فى أفريقيا، وحاقد من يدعى أنها القارة المستهلكة، وفاشل من يظل يستمع للأكاذيب التى تقلل من أهمية القارة السمراء بأنها القارة الفقيرة وهى فى الأصل صاحبة المورد الأساسى والفضل للكثيرين ممن يروجون لهذه الأكاذيب والادعاءات، ولا بديل عن إيماننا بأننا شعب أفريقى يستحق ما هو أفضل، ولديه من الامكانيات ما يؤهله لذلك حال الإيمان بقدرتنا على تخطى الصعاب بوحدة أفريقية واحدة فى مواجهة الآخرين.

إن اهتمام الجامعات الأوروبية برئاسة الدكتور محمود هاشم، المؤسس ورئيس مجلس الأمناء بفعاليات ثقافية عن القارة الأفريقية يستحق الإشادة والتقدير، ونأمل فى أن تسير الجامعات على نفس الخطى، بل أطالب الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى بأن تكون الفعاليات المتعلقة بقارتنا السمراء على رأس الأولويات فى الكليات والجامعات المختلفة بغض النظر عن التخصص وإصداره التوجيهات فى هذا الصدد وتنفيذها بدءًا من العام الجامعى المقبل.