رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

لِم لا أفتخر بأن وطنى مصر هى التى ذُكرت فى القرآن خمس مرات صراحة و21 مرة مجازاً، وأفتخر بأن جيشى الذى يحمى وطنى قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيراً، فذلك الجند خير أجناد الأرض»، مصر هى قلب العالم العربى والإسلامى، فيا مصريين يكفيكم شرفاً وفخراً أن الرسل والأنبياء مروا بمصر، مصر مهد الحضارات ومنبع الثقافات المتعددة، سيناء ذُكرت فى العديد من الآيات القرآنية ومهبط لبعض الرسل، وكلم الله فيها وتجلى سبحانه وتعالى لسيدنا موسى فى سيناء، وتلك الشجرة وذلك الجبل يقع بسانت كاترين الذى يحتوى على العديد من المخطوطات والوثائق التاريخية النادرة، كما أن الله سبحانه وتعالى وصف جزء من أرض سيناء بالقدسية، رغم أنه من المعلوم أن المكان المُقدس الوحيد الذى نخلع النعل فيه عند الكعبة الشريفة بخلاف المساجد جميعها، فالله تعالى يقسم فى بداية سورة التين، بالتين والزيتون وهما من منتجات سيناء، ثم يُقسِم بجبل الطور ونَسَبُه إلى سيناء «وطور سينين»، فسيناء جاءت فى الترتيب قبل مكة فى موضوع يقسم به رب العزة على خلق الإنسان فى أحسن تقويم، ومن يتمعن فى آيات الله يجد حديث الله عن الجبال بصفة عامة بدون ال التعريف، إلا جبل الطور الذى ذَكرهُ صراحة بـ«أل التعريف»، أى من بين جبال الكرة الأرضية ينفرد جبل واحد مبارك شهد الوحى الإلهى لموسى، وشهد نزول الرسالة الإلهية والأخيرة للبشرية قبيل قيام الساعة، فجبل الطور شَهَدَ أول وحى وحوار جرى بين موسى مع ربه جل وعلا، ونَزَلَ ذاك الوحى بدون سيدنا جبريل أى بدون واسطة ملك من الملائكة، كما كان ذلك اللقاء الذى رفع الله جل وعلا الجبل فوق بنى إسرائيل وأخذ عليهم فيه العهد والميثاق، وشهد جبل الطور أيضاً نزول ألواح أو كتاب التوراة حيث واعد الله جل وعلا موسى أربعين ليلة وفيها تلقى الألواح من الله، وكذلك المكان المقدس بالشجرة المباركة حرص القرآن على تحديده بدقة، بخلاف أن هناك سورة كاملة باسم الطور فحق مصر فى حقائق قرآنية وآلهية يجب أن يفخر بها كل مصرى.

فما شهدته علاقات مصر الخارجية فى الفترة الأخيرة من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعديد من الدول كزيارته للعاصمة الفرنسية باريس، وشارك خلالها فى قمتى دعم المرحلة الانتقالية فى السودان، فهذه المشاركة تعكس بكل تأكيد الأهمية التى توليها القيادة السياسية المصرية للسودان الشقيق فى ظل العلاقات المتينة التى تجمع بين الشعبين والدولتين منذ أعماق التاريخ.

كما أن هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها بل سبقها العديد من الزيارات، وتعد هذه الزيارة السادسة للرئيس السيسى مما يعكس عمق الروابط بين البلدين وحرص كلاً من القيادة المصرية والفرنسية على تفعيل هذا التعاون المشترك الذى يشهد تطوراً كبيراً فى كافة المجالات، بخلاف التوقيت المميز للزيارة حيث تأتى فى ظل تحديات إقليمية كبيرة فرضها العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة وما يتطلبه ذلك من تحركات دولية عاجلة لمعالجة جذور الأزمة عبر إيجاد مسار سياسى يضع حدا للقضية الفلسطينية وهو ما تسعى إليه مصر، ولهذه الزيارة أهمية كبرى على الصعيد السياسى والاقتصادى، فعلى الصعيد السياسى تشهد العلاقات المصرية الفرنسية حواراً سياسياً وثيقاً بشأن القضايا الإقليمية كعملية السلام فى الشرق الأوسط أو ليبيا أو حتى أفريقيا، وتعد مصر كذلك شريكاً أساسياً فى مكافحة الإرهاب، كما أن العلاقات الاقتصادية تمثّل فرنسا شريكاً اقتصادياً مهماً لمصر، واحتلت فرنسا المرتبة الثانية عشرة فى قائمة الشركاء التجاريين لمصر فى السنة المالية 2018/2019، فنجاح مصر داخلياً ودولياً يجعلها فى مصاف الدول المتقدمة حيث أن برغم ظروف وباء «كوفيد 19» استطاعت مصر أن تحقق نجاح ملحوظ وإقامة العديد من المشروعات، وأن تقدم يد العون للدول المجاورة كمبادرة تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعادة الإعمار قطاع غزة، كل ذلك يؤكد مواقف مصر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية القائمة على دعم الأشقاء فى فلسطين على كافة المحاور، وغيرها من الزيارات الخارجية للدول العربية والغربية التى لا يسعنى الإشارة إليها فى ذلك المقال، وكل عام ومصر فى مصر وأمان.

عضو مجلس النواب

‏E-MAIL: [email protected]