رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

ذهب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يمثل مصر فى وفد الوسطاء الأفارقة، الذى زار العاصمة الأوكرانية كييف، ثم مدينة سان بطرسبرج الروسية.. كان الوفد يضم بالإضافة إلى مدبولى، رؤساء السنغال، وجنوب أفريقيا، وجزر القمر، وممثلًا عن أوغندا، وآخر عن الكونغو الديمقراطية.

وكان الهدف هو إقناع طرفى الحرب الروسية الأوكرانية بأن وقف هذه الحرب ضرورة لهما وللعالم، وبأن على كل طرف أن يبدى من المرونة ما يجعل الوصول إلى تسوية للصراع بينهما مسألة ممكنة.

البداية كانت من كييف حيث قال الرئيس الأوكرانى لوفد الوسطاء إنه لن يجلس للتفاوض مع الروس، إلا بانسحاب الجيش الروسى من كل الأراضى التى احتلها.. ونفهم من هذا الكلام أن الانسحاب يجب أن يكون من القرم التى احتلتها روسيا عام ٢٠١٤، بمثل ما يجب أن يكون من الأراضى التى احتلتها مع بدء الحرب الحالية فى الرابع والعشرين من فبراير قبل الماضى.

والسؤال هو: هل هذا ممكن، وهل هذا أمر عملى، أم أن الرئيس الأوكرانى يتكلم عما هو غير متاح على الأرض مع روسيا؟!

إننا نعرف أن هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأشهر، الذى أتم عامه المائة فى مايو، كان ولا يزال يتبنى السياسة الواقعية فى التعامل مع هذه الحرب منذ بدايتها، وكان تقديره ولا يزال أن على الغرب أن يضع هواجس الروس الأمنية فى الاعتبار، وأنه لا بأس من بعض التنازلات من جانب الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، حتى يمكن وقف الحرب التى طالت بأكثر مما هولازم.

وفى سان بطرسبرج سمع وفد الوسطاء الأفارقة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ما يفيد بأنه منفتح على التفاوض مع الأوكرانيين، وأنهم هُم الذين يرفضون فى كل مرة.. والتفاوض معناه أن يذهب كل طرف إلى الآخر ليلتقيا فى منتصف الطريق، وأن على كل طرف أن يقطع خطوة فى اتجاه الثانى.

وليس سرًا أن الرفض الأوكرانى للتفاوض ليس كله من جانب أوكرانيا، ولكنه فى الجانب الأكبر منه تشجيع من الغرب ومن الولايات المتحدة، ولذلك، فإن على هذا الطرف الذى يحرض أوكرانيا على رفض الجلوس على مائدة التفاوض مع الروس، أن ينصت إلى نصيحة كيسنجر التى جاءت فى مرحلة مبكرة من مراحل الحرب، وأن يتحلى بالمرونة السياسية ومعها قدر من الواقعية السياسية.

هذا الحرب بدأت بخطأ فى الحسابات من جانب الروس بالذات، وهى تستمر هذه الأيام بخطأ أيضاً فى الحسابات ولكن على مستوى الغرب هذه المرة.