رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرش وخطأ فى خطأ

ليس من الوطنية فى شىء أن تتواطأ مع الخطأ، الفساد، أن تصدر للمشهد صورة غير حقيقية لتثبت زوراً أن كل شىء «تمام»، أنت بهذا خائن لبلدك، لضميرك، لا يهمك مقدرات هذا الوطن، وكل ما يهمك موقعك الشخصى، مكسبك، وليذهب الجميع للجحيم، وحين كشفت فى مقالى السابق عن جملة من الأخطاء رافقت حادث القرش والتهامه للشاب الروسى فلادمير بوبوف، قصدت أن نتدارك تكرار الأخطاء لتجنب حوادث أخرى تهدد ثروتنا السياحية قدر الإمكان، وأن نسد الثغرات الأمنية التى تهدد السياح، فهناك أكثر من ثلاثة ملايين يعملون فى قطاع السياحة، وكل واحد من هؤلاء وراءه بيت مفتوح وأفواه جوعى ومتطلبات حياة، ألا ننسى أن قطاع السياحة يوفر لنا العملات الصعبة التى نضج من عجزها الآن، ويحقق دخلاً سنوياً ما بين 11: 13 مليار دولار، واننا ما زلنا نراهن على اجتذاب أكثر من 30 مليون سائح سنوياً.

غير أن حادث سمكة القرش أحدث ارتباكاً وأتمنى أن يتم تجاوزه بسرعة، وأكمل كشف جملة الأخطاء التى أحاطت بالحادث، منها عدم وجود إرشادات تحذر السياح على الأقل باللغتين الإنجليزية والفرنسية من احتمالية وجود سمك القرش، وعدم التوغل لأعماق المياه، وحول كيفية التصرف إذا ما شاهد سمكة قرش، وتوجيههم بأن يحمل السابحين أو عشاق الغوص أى أداه مثل عصا «السيلفى» أو إحدى معدات للغوص، ليستعين بها لضرب القرش فى مناطق حساسة من وجهه لتربكه وتجعله يهرب، أو يستخدم يديه ليضرب الأنف، الخياشيم، العينين حال مهاجمته لإبعادها حتى ينجو بنفسه، وألا يتم السباحة بشكل فردى وفى ساعات متأخرة، وان يتجنب السابح ارتداء أى مجوهرات أو أشياء لامعة عاكسة للضوء، لأنها تجذب انتباه القرش، إذ تعتقد أنها قشور الأسماك الصغيرة التى تتغذى عليها، هذا بالطبع بجانب ضرورة وجود المراقبين والمنقذين على الشواطئ بكثافة.

أما الخطأ الذى لا يقل بشاعة هو تداول فيديو الحادث على مواقع التواصل، وكأننا نتداول فيديو فكاهياً مثيراً، والأسوأ هو تلك التعليقات « القذرة» التى سخفت من الحادث، واستهزأت من الضحية، وقلبت الأمر على أنه نكتة «سمجة»، ونسى هؤلاء أن دوائر وسائط التواصل الاجتماعى واسعة، ويتم ترجمة أى شيء بها فى دول الغرب، خاصة ما يتعلق بمثل هذه الحوادث والتى يترقبها الأعداء فى الداخل والخارج، وأيضاً أعداء الدول التى ينتمى لها السياح.

على سبيل المثال منها هذا التعليق اللا إنسانى السخيف من الأمريكى «باول ماسارو» كبير مستشارى لجنة الأمن والتعاون فى أوروبا، والذى نشر صورة غريبة على تويتر يشمت فيها من الروس، وكتب فى تغريدته: «أفضل شىء رأيته اليوم» والصورة تضمه وهو يصافح شخصاً آخر رأسه يبدو كسمكة قرش، والويل كل الويل لو فعل مسئول مصرى مثل هذا التعليق حول ضحية أمريكى لسمكة القرش أو إسرائيلى، لكانت العلاقات تقطعت مع مصر، ولكننا للأسف أعطينا بتداول الفيديو وبالتعليقات الكوميدية «السوداء» فرصة للآخرين ليتندروا على الحادث ويصطادوا فى الماء العكر بجرأة.

أما الخطأ الإضافى والذى لا يقل بشاعة، هو اصطياد السمكة وقتلها والتمثيل بها على نحو شرس، ونشر الفيديو والصور، وكان يمكن صيدها وتصويرها فى شكل أكثر آدمية، ونسى الأشاوس الذين تحركوا بعد خراب مالطا - لتنفيذ أمن علاجى لا وقائى- أن هناك مؤسسات دولية وأحزاباً وجمعيات حامية للبيئة وللكائنات المائية والبرية، وأن هؤلاء سيهاجمون وينددون بالتنكيل بسمكة القرش، وسيحشدون الانتقادات حول الوحشية التى تم التعامل بها معها رغم أنها ليست المجرم الأول، فشركاء الجريمة كثر بجانب الإهمال والتسيب والتغاضى الأمنى.

يا سادة الجلوس على كراسى السلطة مسئولية، ومن يطمح فى مكاسب اقتصادية عليه تحمل المسئولية، وقطاع السياحة زاخر بالأخطاء البشعة، وأقسم أغلب أمورنا ماشية كده بستر الله، من أجل حفنة الغلابة الذين يتقون الله فى أعمالهم. 

[email protected]