رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

 

> منذ أيام قليلة، قمنا بتوديع القيمة الوفدية الكبيرة، المستشار مصطفى الطويل، رئيس حزب الوفد الأسبق، والنائب الوفدى بمجلس الشعب عقب عودة الحزب للحياة السياسية فى دورتى 1984-1987 و1987-1990.

> رحيل المستشار مصطفى الطويل أثار عندى شجون ذكريات مرحلة مهمة فى حياتى، هى مرحلة البدايات، ومرحلة انضمامى لحزب الوفد عام 1988، وكنت كلما أشاهد المستشار مصطفى الطويل أشم عبق مقر الوفد القديم فى منطقة المنيرة بوسط القاهرة، وأتذكر شخصيات كثيرة تأثرت بها فى هذه المرحلة، لأننى لم أكن قد تجاوزت العشرين من عمرى فى ذلك الوقت.. كنت أقف على سلم فيللا المنيرة مع أقرانى وزملائى الوفديين الشبان، لنشاهد مباشرة نواب الوفد وأعضاء الهيئة العليا وهم يدخلون إلى قاعة الاجتماعات الصغيرة حجمًا، الكبيرة قيمةً، وكانت تعج بأبرز الشخصيات السياسية ونجوم العمل العام فى ذلك الوقت. 

> صحيح أننى لم أقترب من المستشار الجليل مصطفى الطويل، إلا بعد وفاة فؤاد باشا سراج الدين عام 2000 إلا اننى كنت اشعر دائمًا أن الرجل يسير على طريق مرسوم بمبادئ وقيم ومنهج الوفد الذى تأسس عام 1918 وكنت أرتاح لرؤيته، ونستطيع أن نقول عنه إنه كان «معجون وفد». 

> كانت الملاحظة المهمة فى شخصية المستشار مصطفى الطويل، هى عدم تغير موقفه النقدى لمرحلة جمال عبدالناصر، رغم ان والده مصطفى باشا الطويل وزير العدل فى حكومة الوفد 1950-1951 هو من توسط لعبدالناصر لدخول الكلية الحربية.. كما أن موقفه الرافض لممارسة جماعة الإخوان المسلمين لم يتغير أبدًا حتى خلال التحالف الانتخابى معهم فى انتخابات 1984 عبر قائمة موحدة كان مصطفى الطويل أحد عناصرها. 

> هذا التحالف أسفر عن تراجع شعبية حزب الوفد الذى كان عائدًا بقوة، ونتج عن هذا التحالف أيضًا، أزمات داخلية، لأن وجود عدد من قيادات الإخوان، رغم قلة عددهم، ضمن الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، أثار سخط عدد كبير من الوفديين، بل ونتج عن التحالف خروج قيادات وقيم فكرية مهمة من حزب الوفد، مثل الدكتور لويس عوض والدكتور فرج فودة. 

> ورغم أن الوفد تعامل مع مرحلة جمال عبدالناصر، فيما بعد رحيله، بتطور، وتغير، وموضوعية، فإن الوفديين مازالوا ينظرون إلى التحالف مع الإخوان باعتباره خطأ منهجيًا وفكريًا وسياسيًا كبيرًا. 

> تمكنت من العثور على شهادة، موثقة للمستشار مصطفى الطويل، عن هذا التحالف، والذى قال عنه كلامًا مهمًا فى حديث صحفى يوم 9 أكتوبر 2011 مع زميلنا العزيز عادل الدرجلى، فى المصرى اليوم، باعتباره شاهد عيان.. قال المستشار مصطفى الطويل:  

اعترضت من اليوم الأول ولم أوافق أبدًا على هذا التحالف، فقد كنت ممن حضروا اتفاق الوفد مع الإخوان فى انتخابات 1984، وكنت وقتها عضوًا فى مجلس الشعب، وحضرت لقاءات التنسيق بين فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد، وعادل عيد المحامى والممثل لجماعة الإخوان فى التنسيق الانتخابى وكان وجه عيد مألوفًا ومقبولًا من الوفديين فهوشخصية معتدلة. 

< ماذا تم فى هذا الاتفاق؟ 

<< اشترط سراج الدين لاستكمال التحالف مع الإخوان أن يكون مرشح الجماعة تحت عباءة الوفد، ويعمل بأمر حزب الوفد داخل مجلس الشعب، ولكن الإخوان نقضوا عهدهم واتفاقهم مع سراج الدين ومن أول جلسة للبرلمان انفصلوا عنا وحددوا مقاعد لهم، وبدأوا يطالبون بتطبيق الشريعة، ونسوا الاتفاق الذى تم بيننا، فعادة الإخوان هى نقض أى اتفاق معهم إذا لم يكن فى صالحهم، والجماعة تخلط بين الدين والسياسة للوصول إلى السلطة وهو أمر لا يجوز. 

< وما كان موقف الوفد بعدها؟ 

<< ندم فؤاد باشا سراج الدين على تحالفه معهم، وقرر عدم التنسيق معهم بعدها أبدًا لأنهم خانوا الوفد فى 1984 وحذرنا وقتها من التحالف، ولكن السياسة لابد أن تخطئ فيها حتى تتعلم.

< ولماذا تحالف الوفد مع الإخوان عام 1984؟ 

<< كانت تجربة وكنا نتصور أننا بتحالفنا معهم سنحصل على الأغلبية التى تمكننا من الحكم. 

< إذًا.. الوفد أراد أن يستفيد من قوة الإخوان؟ 

<< لقد دخلنا التحالف أملًا فى أن نكون جبهة قوية تجنبنا الخلافات التى قد تحدث فى الانتخابات. 

< هل كنت تتوقع فشل التحالف بسبب اختلاف الثوابت والتوجهات بين الوفد والجماعة؟ 

<< نعم وقلت هذا داخل الوفد فأحد ثوابتنا هى الوحدة الوطنية، فى الوقت الذى تفرق فيه الجماعة بين المسلم والمسيحى والرجل والمرأة، فهم لا يقبلون أن يتنامى دور المرأة وكذلك المسيحى، فى الوقت الذى يؤمن فيه حزب الوفد بأن المصريين جميعًا سواء أمام القانون، ولهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات. 

■ هذه شهادة الرمز الوفدى الكبير المستشار مصطفى الطويل رحمة الله عليه، وهى تعنى شيئًا واحدًا.. «الوفد والإخوان نقيضان لا يلتقيان».