جراحة ناجحة لمخ جنين داخل رحم أمه (شاهد)
في نقلة نوعية بمجال التشوهات الخلقية، أجرى جراحون فرنسيون عملية لجنين مصاب بتشوه خطير في المخ وهو لا يزال في رحم أمه.
ووفقا لتقرير عرضته فضائية "العربية"، اليوم الأحد، فإن الجراحيين الفرنسيين في مستشفى "نيكر" الباريسي تولوا إجراء هذه العملية الأولى من نوعها، وذلك بعد عدة أشهر فقط من نجاح فريق أميركي في إجراء عملية مماثلة.
وتم إجراء الجراحة الناجحة لمخ جنين بعمر 8 أشهر داخل رحم أمه بفرنسا خلال نصف ساعة فقط.
وتكمن خطورة هذه العملية في استهدافها بشكل مباشر دماغ الجنين الذي كان يعاني تشوها في وريد "غالينوس" وهو وعاء دموي دماغي وكذلك هي مشكلة تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة.
ويرى الأطباء أن مثل هذه العملية تتيح التدخل في مرحلة مبكرة قبل حدوث مضاعفات لا رجعة فيها .
كانت العملية في حدّ ذاتها تنطوي على مخاطر عالية، لكنّ فكرة إجرائها اقتُرحَت على الوالدين، نظراً إلى أن التشوه، لو بقي على حاله، كان ليؤدي مستقبلاً إلى آثار خطيرة ومميتة مؤكدة للطفل.
وتكمن خصوصية العملية أيضاً في كونها محدودة الأضرار، إذ "وُضع جهاز قسطرة دقيق في وريد غالينوس، من خلال جلد الأم ورحمها، ثم من خلال جمجمة الجنين"، على ما أوضحت "مستشفيات باريس".
وأُنجزت العملية بسلاسة في نصف ساعة، وأصبح الطفل البالغ ثمانية أشهر في وضع جيد.
جراحة ناجحة في دماغ جنين داخل رحم أمه بأمريكا
وفي السياق نفسه، أجرى جراحون في الولايات المتحدة عملية مماثلة في مارس الفائت في أحد مستشفيات بوسطن، تكللت بالنجاح أيضاً، ونُشر مقال علمي عنها في مجلة ستروك.
واعتبر الباحثون، في المقال، أن "هذا النهج يمثل نقلة نوعية" في مواجهة هذا النوع من التشوهات، مشيرين إلى أن مثل هذه العملية تتيح التدخل في مرحلة مبكرة وقبل حدوث مضاعفات لا رجعة فيها.
وأجريت الجراحة في مركز جراحة الأوعية الدموية الدماغية بمستشفى بوسطن للأطفال، وذلك على جنين عمره 34 أسبوعا ويومين، وكانت لديه فرصة بنسبة 99 بالمئة للإصابة بمشاكل خطيرة بعد الولادة.
وتتلخص أهمية هذه الجراحة في حماية الجنين من مخاطر التعرض لفشل القلب والسكتة الدماغية بعد ولادته.