رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قد يعود الإيمان بقيمة المعرفة وحيويتها إلى القناعة بدورها فى دفع جهود الارتقاء بحياة المجتمع وتقدمه، وقد ذكرت فى الأجزاء الأولى من مقالى ما يدعم تلك القيمة من الآيات، حتى كان عنوان المقال المقتبس من الآية «وأعطيكم رعاة حسب قلبى، فيرعونكم بالمعرفة والفهم» أرميا 3: 15.

وفى إطار دعم تقديم المعارف وتبسيطها، أعربت عن سعادتى بعظات قداسة البطريرك تواضروس الثانى بشكل عام ولأطفالنا بشكل خاص، وأرى أنها دروس فى عدم التقعر وتعمد البساطة وبما تحوطها من مشاعر المحبة والود والروحانيات البديعة.. وتمنيت أن تشكل عظاته مدرسة فى الأداء لمن يتعمدون التعالى المعرفى والتقعر العلمى والتعليمى ليشعروا البسطاء منا بالاحتياج للارتباط بهم وأنهم يعانون الفقر الروحى طول الوقت فى البعد عنهم!!

وعليه، ناشدت بعض من يرون بضرورة وجود ساتر أو حاجز فوقى وهمى بين هيكل الكنيسة ومذبحها وجموع المصلين عبر الاستغراق والتزيد فى إيهام البسطاء منا أن «الإكليروس» ومعاونيهم هم فقط من يمتلكون المعارف الروحية لتظل الفجوة بين الرعاة وجموع المصلين قائمة وتزداد للأسف، بدلاً من تبسيط تلك المعارف لدعم التواصل الإنسانى والروحى والارتقاء بوسائطها وتنمية المساحات الإيمانية لأهالينا فى القرى والنجوع والعشوائيات.. وهؤلاء يتصورون أن مهمتهم تقتصر على نجاحهم فى ترديد مواطنيهم لمعارفهم الدينية التقليدية وأدبيات الطقوس ومطالبة جماعة المؤمنين بالحفظ والترديد الاتباعى حتى لو كانت باللغة القبطية فى مجتمعات تعانى الأمية (والطريف ما جاء فى دفاع هؤلاء أن كنائسنا مزودة بشاشات تليفزيونية مصاحبة لطقوس الصلاة مبين عليها ما يتم ترديده باللغتين القبطية والعربية).

وأكدت فى هذا الصدد أن الحفاظ على اللغة القبطية ليس فقط واجب كنسى، ولكنه واجب وطنى فى الأساس باعتبارها لغة مواطننا المصرى فى مراحل مهمة من تاريخنا، وكنت قد كتبت كثيراً، وناديت عبر برنامجى «ستوديو التنوير» حول أهمية تدريس تلك اللغة فى كليات ومعاهد اللغات وأهمية تخصيص أقسام أكاديمية لدراسة تاريخ ومعالم الحضارة القبطية فى جامعاتنا المصرية، بل الأهم تصحيح الخطأ التاريخى بتجاهل الحضارة والتاريخ القبطى وإسقاط وجودها عبر قرون من الزمان من مناهج التاريخ فى مدارسنا..

وأذكر فى مجال تطوير الخطاب الدينى بعض ما جاء فى رسالة أرسلها الكاتب والتنويرى العظيم الدكتور طه حسين أرسلها لإدارة المجلة الأرثوذكسية الأبرز « مدارس الأحد» وتم نشرها فى مثال بديع يؤكد أهمية وحدة الخطاب الدينى المصرى الداعم لنظم التعليم الدينى عبر مؤسساتنا الدينية..

من بين ما جاء فى الرسالة: «إن إعداد رجال الدين المسيحى لإخواننا الأقباط محتاج إلى عناية خاصة من الدولة ومن الأقباط أنفسهم، لأسباب طبيعية يسيرة أيضاً، فإن الأقباط مصريون يؤدون الواجبات الوطنية كاملة كما يؤديها المسلمون، ويستمتعون بالحقوق الوطنية كاملة كما يستمتع بها المسلمون، ولهم على الدولة التى يؤدون إليها الضرائب، وعلى الوطن الذى يزودون عنه، ويشاركون فى العناية بمرافقة ما للمسلمين من الحق فى العناية بتعليمهم وتقويمهم وتثقيفهم على أحسن وجه وأكمله، وما نظن أن أحداً يستطيع أن ينكر ذلك أويجادل فيه بل ما نظن أن أحداً أنكر ذلك أو جادل فيه وقد قرر الدستور المصرى الذى نؤمن به جميعاً أن المصريين سواء فى الحقوق والواجبات» (وللمقال تتمة لعرض المزيد من الرسالة).