رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهني

على هذه المساحة كتبنا اوائل يونيو الجارى تحت عنوان (لا.. لهدم التاريخ) وقلنا نصا (الغضب ما زال مشتعلا حول هدم بعض مقابر الامام الشافعى والسيدة نفيسة؛ وسط تصريحات مسئولة تطمئن على استحياء؛ بينما أقاويل تتردد عن هدم عدد من مقابر المشاهير هناك؛ كقاضى قضاة الاسلام عز بن عبدالسلام وقيثارة السماء الشيخ محمد رفعت وصاحب قنديل أم هاشم الروائى يحيى حقى الذى فوجئت حفيدته بنقل رفاته الى العاشر من رمضان؛ وكاد ان يحدث ذلك مع كاتب الايام الدكتور طه حسين لولا أن لوحت حفيدته بنقل رفاته الى باريس.

وطالبنا خلال المقال( مثل غيرنا من الاقلام)؛ بمحاولة تفادى الهدم بالبحث عن مسارات بديلة او شق انفاق لحماية تلك المقابر التى تحمل تراثا تاريخيا بشهادة منظمة اليونسكو ينبغى الحفاظ عليه وإلا ستعتبره تراثا مهددا بالخطر؛ وأشرنا أيضا الى ان هذه المقابر لو وجدت فى مكان اخر لتحولت الى مزارات سياحية ومتاحف ثقافية على غرار مقبرة الخالدين فى فرنسا؛ التى انشئت عام 1781 مطالبين بضرورة جمع رفات هؤلاء العظماء؛ ووضعها فى مدينة تاريخية تضم مقابرهم ولم يمض سوى أيام معدودة على ماكتبناه؛ حتى فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع بقرار تشكيل لجنة من المختصين برئاسة رئيس مجلس الوزراء؛ لمراجعة عملية نقل المقابر وانشاء مقبرة للخالدين تضم رموز مصر من المشاهير؛ وجوارها متحف يحمل تراثهم وأعمالهم النادرة مع دراسة وضع تصور حضارى للمنطقة يجرى الانتهاء منه قبل بداية يوليو القادم. 

وهكذا فعلها الرئيس فكان أحرص من الحكومة على تراث مصر وتاريخها؛ كما كان الأسبق فى ترجمة نبض الشارع والانحياز لرغبته؛ حفاظا على حرمة الموتى وتقديرا لمشاعر أهالى المتوفين. 

ومن ناحية أخرى يعكس هذا القرار حرص الدولة على التراث وحماية الآثار القديمة وتكريم رموز الوطن؛ فضلا عن انشاء هذا المتحف والمقبرة يعكس تقديرنا لرموزنا ويؤكد ان مصر لا تفرط فى تاريخها؛ ولا تضيع تراثها؛ ونقترح ان تكون تلك المقبرة والمتحف داخل مدينة متكاملة؛ يطلق عليها مدينة الخالدين؛ لتكون مزارا سياحيا لكل فئات المجتمع من باحثين ومتخصصين ومحبين للتاريخ من جميع الأجيال. 

ليس ذلك فقط وانما ستعكس هذه المدينة حرص مصر على تقدير رموزها التاريخية فى كل المجالات العسكرية والأدبية والثقافية والعلمية وغيرها من القامات؛ على ان يضم المتحف الأعمال القديمة والأثرية الموجودة فى المقابر الحالية من نقوش وقباب يتم نقلها بواسطة الخبراء والمختصين؛ اضافة الى وجود سجل للسيرة الذاتية لعظماء الوطن ومواقفهم؛ حتى تكون مسيرة حياتهم نموذجا مشرفا أمام الاجيال وشاهدة على دورهم فى صناعه تاريخ مصر حفاظا على تاريخنا القديم وهويتنا التراثية.

رحمة ونورا على رموزنا العظام الذين ستضم هذه المدينة سيرتهم؛ والتى ستظل حية امام الأجيال المتعاقبة.