جورج إسحاق.. أيقونة مصرية

< غاب جورج إسحاق عن الساحة السياسية غيبه المرض، وأبعده الإجهاد من أجل رفاهية المصريين جميعًا.. برحيله فقدنا ابتسامة مصرية أصيلة، وأملًا لا يهدأ فى القادم الأفضل، ورضا أعمق من الحروب وأكبر دافع للعمل والتحمل والتوفيق بين الناس..

< كم المواقف هدأت كثيرًا فيها المشكلات بقدوم جورج إسحاق لموقع ملتهب سياسيًا وعمليًا ووطنيًا، كم من المواقف هدأت بقوله نتحمل من أجل بلدنا..

< شرفت بمعرفة أ. جورج إسحاق باتصال من السيدة الفاضلة أطال الله عمرها الإعلامية أمانى الحمصانى وكانت ناشطة سياسية واجتماعية وإعلامية على أعلى مستوى والفراشة الجميلة التى تجدها فى أى مكان تذهب وتساعد الجميع ولها أنشطة إنسانية لا تعد ولا تحصى..

< قالت لى إن أخاها جورج إسحاق لديه مشكلة بمدارس التوفيق تسبب فيها من أخطاء بمعلومات غير صحيحة وتم وضع المدارس تحت الإشراف المالى والإدارى لوزارة التربية والتعليم.. وأنه أبلغها بأننى لى مكان لدى د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم فى ذلك الوقت لمسها بنفسه فى حفل بنقابة المعلمين ويريد تدخلى.. واتصل بى قائلًا أهلًا بزعيمة المسلمين والمسيحيين بطوائفهم فى شبرا وقبل أن أرد قال متى أصل لمكتبك وبسرعة قلت له سوف أزورك بالمدرسة كما نصحتنى أ. أمانى الحمصانى.. وذهبت وأخذت نسخة من أوراق المشكلة وعندما استقبلنى على باب مكتبه شعرت بأننى أمام نموذج مصغر من مصر المحروسة.. أيقونة مصرية طبيعية معجونة وطنية وحب ونظرة شاملة لكل ما نحياه من حلو ومر.. وقال لى فرحتى لا تقدر لأنك مازلت فى مرحلة الشباب وما أسمعه عنك أعطانى تصورًا بأنك من جيلنا.. الورق أهو والأهم رمضان على الأبواب (كل سنة وكلنا طيبين) ومعزومة على إفطار بدير هليوبوليس بمصر الجديدة وعلى اتصال عندما يتفق الرفاق على اليوم.. وخرجت كلى أمل فى التربية والتعليم ولم تكن هناك حركة «كفاية» التى أسسها جورج إسحاق مع كوكبة من السياسيين، وفى اليوم التالى تم حل المشكلة، وكان خطأ فى عرضها وكان العالم الجليل د. حسين بهاء الدين يحتفظ بملف على مكتبه فيه المشكلة والحل، ويبقى تشكيل لجنة للذهاب إلى المدرسة لإعلامها برأى الوزارة وتم إرسالها وانتهت الحدوتة..

< وفوجئت باتصال منه نشرب القهوة بالمدرسة فعرضت عليه أن تكون لدى الأب يوحنا قلته بمقره بشبرا وهو نائب الطائفة الإنجيلية وأستاذ الدراسات الإسلامية بآداب القاهرة وكان اللقاء الذى لا أنساه وكعادة الأب يوحنا أهدانى كتابًا عن فلسفة الأديان واتفقنا على لقاء الإفطار الرمضانى.. وللحديث بقية.

< غاب أيضاً خلال الأسبوع الماضى مع جورج إسحاق الزميل والأخ الفاضل أ. سامى عبدالفتاح دفعتى بكلية الإعلام والناقد الرياضى.. ميزته: إخلاقياته الشخصية والصحفية ونزاهة قلمة وعفة لسانة ووجهه البشوش المبتسم دائمًا والراضى بما كتبه الله عز وجل.. له الرحمة والمغفرة ولأسرته خالص العزاء.. تحدثت عنه فى هذا المكان منذ فترة وها أنا أودعه بالدعاء له وبالصبر لأسرته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

< الحياة حلوة

< برافو.. مجلس النواب بدأ فى وضع قوانين تحد من مخالفات المبانى وتدفع طريق التصالح للحلول التى تضمن سلامة المبانى والحفاظ على شاغلى العقارات.. يبقى سؤال: متى يتم تفعيل تطبيق اتحاد شاغلين لكل عمارة ليتم تنفيذ الحلول التى أقرها مجلس النواب على المخالفين؟

 اتحاد الشاغلين نظام أساسى لم يعمل به ولم يطبق حتى الآن إلا من رحم ربى، وبصفة عامة الكرة فى ملعب الإدارة المحلية والمحافظات والأحياء والوحدات المحلية.. تعددت مخالفات البناء والإعلانات ولكن هناك من يتابع ويزيل والحمد لله.. يبقى رقابة الشعب نفسه للحفاظ على أملاك الدولة وحضارتها..

< عودة الغزل والنسيج للإنتاج بداية لعودة مصر المنتجة والمصدرة.